بن جرش: نتاج المشروع الوطني سيكون متاحاً لكل الإعلاميين والباحثين

أرشيف «الشارقة الوطني» إلى الـــنور

بن جرش: رصد الكتابات النقدية الصحافية والصور الفوتوغرافية يمنح التوثيق مزيداً من الصدقية. الإمارات اليوم

كشفت مجموعة مسارح الشارقة عن نتاج مشروع وطني خاص بأرشفة النتاج المسرحي لخشبات الشارقة، وما يتعلق بها من ندوات تطبيقية وكتابات نقدية على مدار نحو 35 عاماً ممثلة في 2000 شريط فيديو كاسيت يتم نسخها بتقنية «الديجيتال»، وآلاف الصور الفوتوغرافية والمقالات الصحافية التي تمثل توثيقاً للإبداع المسرحي في الإمارات عموماً، ومسارح الشارقة خصوصا، والتنسيق بين مجموعة مسارح الشارقة، ومسرح الشارقة الوطني، من أجل شراكة ثنائية، يتم بموجبها تنفيذ مراحل المشروع المختلفة التي ستسير كتفاً بكتف مع تطور الحركة المسرحية في الدولة.

صالح للعرض

نفى مدير عام مجموعة مسارح الشارقة محمد حمدان بن جرش، أن يكون المنتج المسرحي للرعيل الأول قد أصبح غير صالح للعرض التلفزيوني حالياً، مشيراً إلى خطوات تقنية وعلمية يتم التقيد بها سواء في المسوحات التي تسعى إلى الوصول لأعمال كانت في عداد المفقودة، أو في آليات التعاطي مع تلك الثروة المسرحية بأساليب تقنية وحديثة تساعد على الاستفادة بها في ما يتعلق بتوثيق الحركة المسرحية، فضلاً عن الاستمتاع بعروضها.

واعتبر بن جرش أن توثيق الكتابات النقدية الصحافية والصور الفوتوغرافية التي التقطت فترة عرض تلك الأعمال، عمل لا يقل أهمية عن الاحتفاظ بالمسرحيات نفسها على أشرطة فيديو أو اسطوانات مدمجة، مشيراً إلى أن الغرض من المشروع الوطني هو رسم ملامح كاملة للمشهد الثقافي الإماراتي على مدار العقود الأربعة الأخيرة، خصوصاً المشهد المسرحي الذي ظل دائماً في صدارة الحراك الثقافي، سواء في ما يتعلق بالمبدعين، أو الجمهور الذي كان حريصاً على حضور الأعمال المسرحية بكثافة شديدة، حسب ما تؤشر البيانات التي أفرزتها عملية التوثيق.

وقال مدير عام مسارح الشارقة محمد حمدان بن جرش لـ«الإمارات اليوم» على هامش مؤتمر صحافي عُقد في قصر الثقافة بالشارقة للكشف عن الحدث، إن «نتاج هذا المشروع الوطني سوف يكون متاحاً لكل الإعلامين والباحثين الذين يمثلون مؤسسات محلية على اختلاف أنواعها، أو الراغبين في الوقوف عند مرحلة ما من مراحل تطور أبوالفنون على الساحة المحلية»، مشيراً إلى أن «تحقيقات تم نشرها في صحيفة (الإمارات اليوم) على نحو الخصوص كانت بمثابة الملهم والدافع لإنجاز المشروع والعمل على تذليل العقبات التي اعترضته في مفاصل كثيرة».

تنسيق

كشف بن جرش أن «هناك تعاوناً التنسيق جارٍ بشأنه مع مركز جمعة الماجد ومركز الدراسات والوثائق في الديوان الأميري برأس الخيمة ومركز الشارقة للوثائق والبحوث من أجل الوقوف على أسس تعاون مشترك، بحيث يتحول نتاج المشروع الحالي إلى لبنة أولى يتم على اساسها صياغة تاريخ علمي موثق لمجمل الحركة المسرحية بالإمارات في شتى مراحلها الآنية والمستقبلية» .

وقال بن جرش إنه تم حصر وجمع وحفظ حو 10 آلاف قصاصة صحافية و5000 صورة فوتغرافية، و2000 شريط فيديو كاسيت، لمختلف الفعاليات الثقافية والإبداعية والفنية والاجتماعية، التي أقيمت في الدولة منذ منتصف سبعينات القرن المنصرم، إذ كانت اللجنة الثقافية في مسرح الشارقة الوطني وبجهود رؤسائها وأعضائها مسؤولة ومعنية من دون قرار رسمي أو ايعاز وتكليف من جهة ما، بتسجيل وتدوين النشاط الثقافي العام على أرض الدولة، حيث لم يكن في تلك الفترة قد ظهرت مؤسسات ثقافية وإعلامية، مثل دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والمجمع الثقافي في أبوظبي، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وتلفزيون وإذاعة الشارقة، وغيرها من الهيئات الاتحادية والمحلية التي تعنى بالفكر والثقافة والإعلام.

دقة متناهية

أكد بن جرش أن «مشروع ترميم وصيانة ومعالجة الأرشيف الثقافي للدولة الذي يمتلكه مسرح الشارقة الوطني من مواد مرئية ومسموعة وصور ليس مسألة سهلة، وينبغي التعامل معه بدقة وجدية متناهية، لكل ما تم إنجازه على أعلى مستوى وباستخدام أحدث التقنيات الرقمية»، لافتاً إلى أهمية تلك المواد من حيث التأريخ للماضي وتشكيل أساس حقيقي وقوي للحاضر والمستقبل»، مضيفاً أن من ليس له ماض لن يكون له حاضر، وهذا الأرشيف يعد منجماً ثقافياً يحتاج إلى رعاية وحسن استغلال، واعتبر بن جرش أن مبادرته لدعم مشروع «الأرشيف الرقمي» تأتي في إطار استراتيجية المجموعة ودورها الذي حدده المرسوم الأميري عند انشائها، وهو نشر الوعي المسرحي بين أبناء المجتمع والعمل على تنشيط الحراك الثقافي والمحافظة عليه يأتي في صميم أهدافنا، لأنه لا يخص المسرح وحده، بل يتجاوزه إلى مناشط فكرية وثقافية متنوعة وغير متوافرة لدى مؤسسات أخرى.

علامة فارقة

أشار مدير عام مجموعة مسارح الشارقة إلى أن الكثير من تلك الأحداث الموثقة تمثل تواريخ مهمة ليس على صعيد المسرح المحلي فقط، بل تتعدى ذلك لتكون بمثابة علامة فارقة في المجال الثقافي بشكل عام مثل إحياء الذكرى الأولى لوفاة الفنان صقر الرشود، عام 1979 في مقر الفرقة بمنطقة الحزّانة، وشارك فيها عدد كبير من المسرحيين والمثقفين والإعلاميين وممثلين عن الفرق المسرحية والجمعيات ذات النفع العام في الدولة، وإحياء الذكرى الأولى لوفاة شاعر الإمارات الكبير راشد الخضر في قاعة افريقيا بالشارقة عام ،1981 بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي ولي عهد ونائب حاكم عجمان، وعدد كبير من الشيوخ والأعيان والوجهاء إلى جانب الشعراء والإعلاميين والمثقفين والمهتمين، الذين بادروا إلى إلقاء كلمات رثاء في تلك المناسبة.

وأكد أنه تحقيقاً للفائدة المرجوة من ذلك الأرشيف المتميز والنادر الذي ظل حبيس مستودعات ومخازن مسرح الشارقة الوطني، لفترة تزيد على 30 عاماً من دون أن يستفيد منه أحد أو جهة ما إلا بعض الباحثين في مجال المسرح من الطلبة والمهتمين، قررت إدارة الفرقة، أن تشمّر عن ساعدها وتنفض غبار السنين عن ذلك الكنز الثمين وتبعث فيه الروح والحياة كي يكون شاهداً على عقد زاخر ومملوء بالانجازات والفعاليات الفكرية والثقافية التي شهدتها الدولة بوجه عام وإمارة الشارقة بوجه خاص على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

تويتر