بالأحمر

«مثير للجدل»

فضيلة سويسي. أرشيفية

تسعى بعض البرامج الحوارية إلى تقديم نفسها باعتبارها «جريئة»، تترفع عن الموضوعات والنقاشات الاعتيادية، وتتجاوز ما هو معتاد إلى الطرح الجريء، مراهنة في ذلك على ما تتمتع به من سقف حرية عالٍ، ومن بين هذه البرامج «مثير للجدل»، الذي يعرض أسبوعياً على قناة أبوظبي الأولى.

وعلى الرغم من هذا التوجه الواضح في اسم البرنامج، وما يتمتع به من إمكانات إنتاجية كبيرة وفرتها له القناة، يظل حضور البرنامج باهتاً، فلا يكفي أن يستضيف البرنامج شخصيات جدلية أو صانعة للأحداث حتى نضمن الحصول على حلقات جريئة وفوق العادة، كما حدث في الحلقة التي استضاف فيها الكاتب المصري، إبراهيم عيسى، وجاءت أقل من المتوقع، إذ بدا أن مقدمة البرنامج، فضيلة سويسي، ومعها فريق الإعداد يسعون إلى تحقيق توازن ما، وأنها تجد صعوبة في الاستفادة من طبيعة الشخصية التي تستضيفها، وما يحيط بها من جدل على مختلف الصعد، باعتبار أن هذا هو المحور الذي يقوم عليه البرنامج.

فخ آخر يقع فيه البرنامج في بعض حلقاته، بالاتجاه لطرح قضايا «كانت مثيرة للجدل»، ولكن تم تناولها من مختلف جوانبها في العديد من وسائل الإعلام على تعددها، وأفردت لها حلقات من البرامج الحوارية والوثائقية في قنوات عدة، مثل عالم الجن وعلاقته بالإنسان، والسحر وأنواعه، وهل هناك مخلوقات أخرى تعيش معنا في هذا العالم، في الوقت الذي بات المشاهد العربي يعاني حالة غريبة من اختلاط المفاهيم وتداخلها، في ظل ما يجده من التباس في الخطاب الإعلامي والديني والسياسي الموجه إليه، ولم يعد في حاجة للمزيد من الأطروحات التي تزيد من تخبطه وانعزاله على إيقاع الحياة في العالم من حولنا، وتوريطه في عوالم غيبية تزيد من معاناته وتشتته.

تويتر