الأغنية التي صُوّرت على قمة العالم

العبدولي: «يا خليفة» تسعى إلى «غينيس» بـ 3 أرقام

المخرج الإماراتي خلال تصوير الأغـــــــــــــــــــــــــــــــــنية والاستعداد لرفع العلم على قمة «برج خليفة». من المصدر

لا تمرّ احتفالات اليوم الوطني في كل عام من دون أن يكون فيها حضور فني بارز للمخرج الإماراتي أحمد العبدولي، الذي سبق أن شارك في إبداع 12 أغنية مصورة في مساحة زمنية وجيزة لم تتعد شهراً واحداً استعداداً لاحتفالات هذا اليوم الذي وصفه «بالمحفز الأول لإبداعاته»، مضيفاً «خسر كثيراً من لم يذق طعم الإبداع والإنجاز في سبيل عزة الوطن»، مؤكداً أنه يسعى في جميع أعماله إلى «حضور مشهد رفع العلم الإماراتي، ليبقى التحدي الفني رغم ذلك يسيراً عندما تتوارد في المخيلة تصورات كثيرة كلها تؤدي إلى بقاء علم الإمارات خفاقاً دائماً».

مخرج أغنية «يا خليفة» التي تم بثها أثناء احتفالات الدولة باليوم الوطني، والمستوحاة من قصيدة بهذا العنوان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكد أن «يا خليفة» ستظل بمثابة الانعطافة الأهم في حياته الفنية، مؤكداً أنه تلقى دعماً استثنائياً أسهم في تسهيل مهام التصوير من كل من رئيس شركة إعمار محمد العبار، والمدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حكم الهاشمي، ما سهل مهمة التصوير رغم عدم وجود متسع من الوقت الفاصل بين بدء التصوير الفعلي والذكرى الـ39 لليوم الوطني.

وأضاف مخرج تصوير أغنية «يا خليفة» أنه كان يتطلع إلى مصاحبة رجال القوات الخاصة أثناء تسلقهم أعلى برج خليفة رغم إصابته المزمنة في إحدى ساقيه، إلا أن احتياطات السلامة المستندة إلى القطر المحدود للقمة في منتهاها قضت بألا يقوم بالمهمة ذاتها سوى فردين فقط في الوقت ذاته، ما جعله يضطر لأن يبقى على تواصل مع أجهزة التصوير الذي تم عبر طائرة عمودية استقرت بالقرب من البرج.

العبدولي يتوسط فريق العمل.                  من المصدر

وأضاف «سرعة الرياح كانت 180 كم في الساعة، وقمة البرج المرنة كانت تتمايل بشدة يميناً ويساراً، إلا أن مهمة الارتقاء المطلوبة تمت بسلاسة بفضل مهارة وإصرار جنديين مجهولين عرضا نفسيهما للمخاطر في سبيل رفع علم الدولة، وتثبيت صورة عملاقة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في قمته.

وقال العبدولي إنه يسعى إلى تسجيل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بخصوص استقرار علم دولة في أعلى قمة في العالم، ووصول صورة رئيس دولة ونائب رئيس دولة للقمة نفسها، مضيفاً «لم نستمد فكرتنا من تصوير رابع أجزاء (المهمة المستحيلة) في برج خليفة، وتسلق النجم توم كروز له، بل هي فكرة أصيلة فجرتها كلمات (يا خليفة)، وإذا كان اسم تلك المجموعة السينمائية يؤكد وجود (المستحيل) من خلال فريق عمل تجاوز 400 شخص، فإن تصوير (يا خليفة) بتحدي عوامل سوء الطقس وعدم وجود مساحة زمنية كافية للتصوير قبيل احتفالات اليوم الوطني، وغيرها، بواسطة عدد محدود من الأفراد كانوا على قلب رجل واحد، والإحساس العالي بوطنية المهمة أثبت بأن لا مهمة مستحيلة على أبناء الإمارات عندما يكون الجهد والعرق والمثابرة في سبيل خدمة الوطن».

وذكر مخرج «يا خليفة» أن «30 دقيقة فقط فصلت بين الحصول على الموافقة بالتصوير من شركة إعمار العقارية التي تدير البرج الأعلى عالمياً، والبدء الفعلي للتصوير، الذي لم يكن يفصله عن اليوم الوطني سوى يومين، ذهب أحدهما لعمليات المونتاج وتركيب الصوت وتصوير أداء طلبة من أكاديمية الشرطة لم يتذمروا من الانتظار في الصباح الباكر ثلاث ساعات كاملة قبل الشروع في تنفيذ الرؤية الإخراجية التي أجادوا في الاستجابة لها».

وحول هوية المشاركين في تنفيذ «يا خليفة» الملحمة الوطنية المصورة، قال العبيدلي «رجلا تنفيذ المهمة من القوات الخاصة التابعة لشرطة دبي هما: علي خاجة ومحمد الحمادي، وتكون فريق العمل من محمد الشاعر مدير التشريفات ببرج خليفة، وسحر العومي من إعمار، وقائد الطائرة العمودية الرائد علي المهيري، فضلاً عن أفراد سيارتي شرطة وإسعاف وجدوا أسفل البرج، مشيراً إلى أن عمليات التسجيل نفسها تمت في استوديو أغانٍ بإشراف الشاعرين علي الخوار وحسان العبيدلي، فيما يعود الإنتاج لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع».

يذكر أنه تم استخدام في عملية التلحين والتسجيل إيقاع «المارش العسكري» في المقدمة، ليتم بعدها بشكل محترف تحويل الأسلوب اللحني إلى الإيقاع الموسيقي «الحربية الإماراتية»، من دون الابتعاد عن الروح الأساسية للحن.

العبدولي قام ايضاً في التوقيت نفسه بإخراج تصوير عدد آخر من الأغاني الوطنية المميزة، منها «أحبك يا وطن» التي غناها الفنان عيضة المنهالي للشاعر حسان العبيدلي، وألحان موسى محمد، وتوزيع موسيقي من قبل محمد صالح، إذ اقترح المخرج العودة بزمن التصوير إلى يوم القرار المصيري بإعلان دولة الاتحاد، 2 ديسمبر من العام ،1971 والمكان كما كتبه العبدولي على الشاشة يؤشر إلى «أحد معسكرات قوة دفاع الاتحاد»، حيث تعقب العبيدلي مهمة رفع علم الدولة في مختلف مناطق سيادتها في الإمارات السبع، ويقول مطلع الأغنية:

أحبك يا وطن واسرج خـــيول الشوق بـفـوادي

أحبك يا وطن واغزل خيوط الشمـــس لعـيونـك

أحبك كـلمة عـاشـت معــي مـن يـوم مـيــلادي

أحبك فرض يجبرنــي امـوت فـْــداك واصـونـك

وكذلك أغنية «خيوط الشمس» التي غناها جاسم محمد صاحب أغنية «ستة حروف» التي قدمها من كلمات محمد المرزوقي وألحان إبراهيم جمعة، وتوزيع محمد صالح ومطلعها:

بســــألك عن اســــم من ســتـّة حروف أينكـــــتب بالـــــنور ما هـــــو بالمــــداد

بالحــــلا آيــــه وبه تضــــرب وصـوف أبالكــــــــــرم تلقـــــــاه قبلــــــه للعـــباد

أما أغنية «شموخ» الأرض التي غناها منصور زايد فقد شاركته في إخراجها أمل العبدولي.

تويتر