32 ألفاً تابعوا أوبريت «خليفة والوطن»

احتفالات اليوم الوطني أضاءت سماء أبوظبي

احتفالات اليوم الوطني أضاءت سماء أبوظبي

بمسيرات الفرح والفخر، ازدانت شوارع أبوظبي، مساء أول من أمس، احتفالاً باليوم الوطني الـ39 لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تسابق المواطنون والمقيمون من مختلف الجنسيات للمشاركة في الاحتفالات التي عمت أنحاء الدولة بإماراتها السبع، وشكلت مواكب السعادة التي استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، مع زينة الشوارع التي تألقت بالأضواء وبأسماء إمارات الدولة، ولوحات من البهجة والفرح باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

مئات السيارات التي تفنن أصحابها في تزيينها وتجميلها، تجمعت على كورنيش العاصمة، لتشارك في مسيرات ضخمة، وانتشرت لتجوب مختلف شوارع العاصمة، لتشكل لوحات فنية رائعة، بما حملته من زينة ورسومات، كان النصيب الأكبر منها صور حكام دولة الإمارات وشيوخها وفي مقدمهم، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، كما حملت الكثير من السيارات أعلام الدولة بمختلف أحجامها، بينما قام البعض بكتابة أبيات شعرية تفخر بالوطن وحكامه على سياراته.

وإلى جانب أساليب الزينة المعتادة مثل الدمى بأحجامها المختلفة، والزهور والبالونات والشرائط الملونة والريش بألوان علم الإمارات، تفنن أصحاب السيارات في ابتكار أساليب جديدة لتزيين سياراتهم، مثل إضافة «شراع» كبير يحمل علم الإمارات، أو تغطيتها بإضاءة ملونة، كما ضمت المسيرات سيارات تحمل أرقاماً من دول مجاورة. كذلك شارك عدد كبير من المقيمين من جنسيات مختلفة في المسيرات، وقام بعضهم بأداء رقصاته الشعبية والفلكلورية في مزيج عكس طبيعة دولة الإمارات التي جمعت على أرضها جنسيات العالم في تآلف وسلام.

أيضاً تفنن الشباب والفتيات في ارتداء ملابس وإكسسوارات احتفالية كانت ألوان العلم الإماراتي هي القاسم المشترك بينها، وتنوعت بين الملابس والأقنعة وباروكات الشعر المستعار والشالات والكوفيات وغيرها، ومن أجواء كأس العالم التي أقيمت بجنوب إفريقيا، شهد هذا العام ظهور أبواق تشبه أبواق الفوفوزيلا بأحجام وأشكال مختلفة.

من جانب آخر، شهدت حدائق أبوظبي المطلة على الكورنيش إقبالاً شديداً من السكان، خصوصاً العائلات التي حضرت في تجمعات كبيرة منذ الصباح، ما يمكنها من الاستمتاع باليوم من بدايته، وأيضاً حجز أماكن مميزة لمتابعة الاحتفالات والمسيرات، ما جعل تلك الحدائق هي الجهة الأكثر جذباً للجمهور في احتفالات اليوم الوطني.

في التاسعة والنصف، تطلعت كل العيون إلى السماء لتتابع الألعاب النارية المبهرة التي انطلقت لتضيء سماء أبوظبي والإمارات، والتي أصبحت مَعلماً مهماً من معالم الاحتفالات باليوم الوطني، ولمتابعة هذه الألعاب ترجل عدد كبير من المحتفلين من سياراتهم ليتمكنوا من الاستمتاع بمشاهدتها قبل أن يعودوا من جديد للاحتفال ومواصلة مسيرة السيارات.

«خليفة والوطن»

الغناء والطرب أيضاً كانا حاضرين في احتفالات اليوم الوطني الـ39 للإمارات، إذ نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حفلاً ساهراً بمنطقة الكورنيش، وهو الحفل الذي بدأ بإطلاق العرض الضخم لأوبريت «خليفة والوطن» الذي شهده سمو الشيخ محمد بن خليفة بن سلطان بن شخبوط آل نهيان، ومستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، وحشد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة، بالإضافة إلى الجمهور الذي قدرته الهيئة بما يقرب من 32 ألف متفرج.

وشارك في كتابة الأوبريت ثلاثة شعراء، كتبوا خمس قصائد، هم الشاعر جمعة بن مانع الغويص، الذي كتب ثلاث قصائد، والشاعر محمد بن حماد الكعبي، والشاعر سعيد الكتبي، بينما جمع العمل خمسة فنانين هم حسين الجسمي، وميحد حمد، وعيضة المنهالي، وحمد العامري، ومنصور زايد، بمشاركة 280 مؤدياً من الأطفال طلاب المدارس والممثلين والممثلات، شكلوا لوحة فنية أاختصرت ملامح الفنون الإماراتية الأصيلة من العيالة والحربية واليولة، وفن التغرودة الذي تمت إضافته لهذا العرض المسرحي الكبير، وقد تم مزج هذه الفنون بالفنون الاستعراضية التشويقية والتعبيرية، لتصل إلى قلوب المشاهدين وتسحرهم بما تضمنته من عروض تعبر عن القوة والشجاعة.

طرب

عقب عرض الأوبريت الذي استغرق 45 دقيقة، بدأت فقرات الحفل الفني وافتتحتها الفنانة الإماراتية أريام، التي أعربت عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفالات إلى جانب ما لاقته من تجاوب وتفاعل جماهيري كبير، لتقدم بعدها أغنيات لها شهدت تجاوباً كبيراً من الجمهور، من بينها «ظبياني» و«يا دار زايد» وسط تحية الجمهور.

وأطلت الفنانة اللبنانية نجوى كرم على الجمهور لتقدم فقرة غنائية جمعت بين جديدها وقديمها الغنائي، ولاقت ترحيباً كبيراً من الجمهور الذي ردد أغانيها بصوت عال وتراقص مع كل نغماتها وموسيقى أغانيها، ومن «عم بمزح معك»، إلى «روح روحي»، وغيرهما من الأغاني الشبابية، إلى جانب بعض الأغاني حملت لهم فيها نجوى كرم عبق الأرز بغناء التراث اللبناني الأصيل وأغانيها اللبنانية المميزة من جديد وقديم، ما أشعل حماسة الجمهور أكثر.

وتوقفت الفنانة نجوى خلال فقرتها لتعبر عن فرحتها وسعادتها لمشاركة الشعب الإماراتي فرحته بهذا اليوم الوطني الكبير، معربة عن شكرها وامتنانها لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لاستضافتها في هذه الاحتفالات. مشيدة بالدور الذي تقوم به الهيئة على الساحة الثقافية والفنية في العالم العربي، وليس فقط في الساحة الإماراتية.

ومع الساعة الواحدة والنصف صباحاً، بدأت فقرة الفنان الإماراتي حسين الجسمي الذي قدم مجموعة من الأغنيات الإماراتية، ولم ينس كعادته في الحفلات، المرور على أغنيات الفنانة فيروز ليقدم منها «نسم علينا الهوى»، كما غني باللهجة المصرية «بحبك وحشتيني»، وسط مطالبات الجمهور بتقديم أغنيته المرحة «6 الصبح»، وتتر مسلسل «أهل كايرو» الذي عرض في رمضان الماضي ولاقى نجاحاً كبيراً.

احتفال بالإنجازات

جهود الشرطة

قام رجال شرطة المرور بجهود كبيرة لتنظيم مسيرات السيارات، خصوصاً في شارع الكورنيش والشوارع المحيطة به، والتي شهدت تزاحم السيارات، ما أدى إلى بطء شديد في حركة السير في تلك المناطق، ولتنظيم حركة السير قام رجال الشرطة بتنظيم حركة السيارات بأنفسهم وفقاً لمناطق الازدحام، بدلاً من الاعتماد على الإشارات الضوئية، ما أسهم في تخفيف حدة الزحام، ومنح فرصة للمشاة لعبور الطريق بأمان. وعلى الرغم من حرص شرطة المرور على توضيح الشروط الواجب اتباعها في تزيين السيارات، وإعلانها مسبقاً عبر مختلف وسائل الإعلام، ومطالبتها للمحتفلين بالالتزام بهذه التعليمات حتى لا يتعرض سائق السيارة للخطر أو يعرض الآخرين له، ويعرضه للمساءلة، إلا أن مسيرات السيارات شهدت بعض التجاوزات من بعض الشباب في تزيين سياراتهم.

من جهة أخرى، أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث انطلاق مسابقة أجمل 10 سيارات مزينة بمناسبة اليوم الوطني، تكريساً للمظاهر الحضارية للاحتفاء بهذا اليوم، وتقديراً من الهيئة لعفوية الجمهور في التعبير عن فرحته بهذه المناسبة الغالية على الجميع، وقد حظيت هذه المسابقة بإقبال ملحوظ وكبير، كما أن السيارات التي تقدمت للمشاركة جمعت في زينتها اليوم الوطني الـ39 وصوراً لقادة الإمارات.

وبمناسبة احتفالات اليوم الوطني قال مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، «إننا نحتفي اليوم بإنجازات كبيرة وغالية على قلوبنا استطاعت أن تجتاز حدود الإمارات لنفاخر بها العالم أجمع، فقد استطاع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، متابعة مسيرة باني مجد اتحادنا ومؤسس نهضتنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعزيز ما تم تحقيقه في الماضي من إنجازات ومكتسبات، لنصل اليوم إلى مرحلة التميّز والانطلاق إلى آفاق العالمية».أ

وأضاف: «في هذا اليوم تتجلى كل سمات الوحدة الإماراتية الفريدة، وتنعكس قوة الترابط الأخوي الذي جمع قيادتنا الحكيمة على تأسيس الاتحاد، وتحقيق هدف استراتيجي مهم، متجاوزين بهذا الترابط كل أنواع الصعاب والمعوقات ومختلف المنعطفات والمخاطر، والنتائج من حولنا تروي القصة، فما حققته دولة الإمارات خلال أربعة عقود لهو مفخرة بحق، وعلى جميع الصعد، الإنسانية منها أولاً، والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية».

وقال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عبدالله العامري: «إننا في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لا نستطيع أن نعبر عن مدى فرحنا وفخرنا بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل القيادة الرشيدة، وأوبريت «خليفة والوطن» هذا العمل الملحمي الذي حاز إعجاب الجمهور يعيد إلى ذاكرتنا أولى عروض مسرحية «زايد والحلم» إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مجال حفاظها على التراث وحماية الموروث الثقافي المعنوي».

وتابع العامري «لقد تم إنجاز العمل في وقت قياسي، ولقينا تجاوباً وتعاوناً كبيرين من قبل الشعراء والفنانين وكل الذين شاركوا في إنجاز هذا العمل، بما يؤكد المشاعر الوطنية والفخر لدى أبناء الوطن، وتجمع الأوبريت خمس قصائد لثلاثة من كبار الشعراء الإماراتيين، لكنها تحمل موضوعاً واحداً تستكمل بعضها بعضاً، فهي صادرة من القلب، وطنية حماسية تثير الحماسة، وتذكي الشعور».

تويتر