بالأحمر

«العربي»

يسرا تتميز بروح البساطة والتلقائية في تقديم البرنامج. أرشيفية

بعيداً عن الطابع النمطي للبرامج المماثلة، يأتي برنامج «العربي»، الذي تقدمه الفنانة المصرية يسرا، وتعرضه قناة أبوظبي الأولى أسبوعياً، محاولاً إقامة علاقة جديدة بين البرامج الثقافية من جهة، والمشاهد العادي من جهة أخرى، وهي العلاقة التي طالما افتقدتها هذه النوعية من البرامج.

ويعتمد «العربي» على بساطة مقدمته يسرا، وما تتميز به من تلقائية واضحة في التقديم، وهو عنصر أساس في تميز البرنامج ونجاحه، فعلى خلاف مقدمي البرامج الثقافية، تمنح يسرا مشاهد البرنامج إحساساً بأنها مثله تماماً، مجرد باحثة عن معلومة ما، وليست خبيرة في كل مجالات الحياة، ويتضح ذلك في علامات الدهشة الصادقة التي تبدو عليها، وهي تستمع إلى معلومة غير معروفة من قبل، يسوقها ضيوف البرنامج.

البرنامج جاء بروح عربية، من دون التقيد ببلد واحد، من خلال استضافة أطراف متعددة من بلدان عربية مختلفة، للحديث عن موضوع الحلقة، في حوارات قصيرة رشيقة، لكن هذا الحرص على تعدد جنسيات الضيوف، والتنقل السريع من مكان إلى آخر، يعيق استكمال المعلومة في بعض الأحيان، كما في الحلقة التي تناولت العمارة العربية القديمة، وتحدثت فيها إحدى ضيفات البرنامج عن أن فكرة «الحرملك» ليس لها وجود فعلي في البيوت العربية القديمة، وأننا استقيناها من كتابات المستشرقين، وهي معلومة جديرة بالمزيد من التوضيح والتقصي حتى لو احتاج الأمر مزيداً من وقت الحلقة، لكن ليس كما جرى في الحلقة، إذ انتقلت الكاميرا سريعاً إلى ضيف آخر، ونقطة أخرى، من دون إشباع الحد الأدنى من فضول المشاهد واهتمامه بالمعلومة.

تويتر