مع انطلاق ملتقى الصداقة بين البلدين

الفن الإماراتي السويسـري ينتصر للتجريد

28 عملاً فنياً من مدارس مختلفة في المعرض. تصوير: إريك أرازاس

«الميل إلى التجريد» قد يكون العنوان الأكثر اتساقاً مع مضمون معرض الفن الإماراتي السويسري، الذي افتتح مساء أول من أمس في فندق شانغريلا، قرية البري في أبوظبي، وجمع بين تسعة فنانين من البلدين قدموا ما يقرب من 28 عملاً تشكيلياً، تنوعت بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والتصميم، ومال معظمها إلى الطابع التجريدي حتى في تناولها موضوعات ذات صبغة تقليدية.

وكان السفير السويسري لدى الدولة فولفغانغ اماديوس افتتح المعرض مساء أول من أمس، عقب المؤتمر الصحافي الذي عقده للإعلان عن فعاليات منتدى الصداقة الإماراتية السويسرية برئاسة سمو الشيخ أالدكتور أسلطان بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والرئيس السويسري السابق باسكال كوشبان، يومي السابع والثامن من نوفمبر الجاري، بنادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي.

أعمال وفنانون

بأربع لوحات، انتمت إلى المرحلة الأكثر حداثة في مشوارها الفني، شاركت الفنانة الإماراتية الدكتورة نجاة مكي في المعرض، واندرجت جميعها تحت المدرسة التجريدية، وتميزت بالحضور اللوني الواضح لها، حتى يكون اللون هو موضوع العمل في بعض الأحيان، مثل لوحة «الفصول الأربعة».

أما أعمال الفنان عبدالرؤوف خلفان في المعرض فكان التراث الإماراتي هو المحور الرئيس لها، خصوصاً المنازل التراثية وما تتميز به من خصوصية وجمال، وقد أبدع الفنان في إبرازه بألوان واضحة قوية استمدها من البيئة الإماراتية الحارة النابضة بالحياة. الموضوع نفسه كان أيضاً محور الصور الفوتوغرافية التي شاركت بها الفنانة الإماراتية سلامة المنصوري في المعرض، والتي تصور ملامح البيئة الإماراتية بأسلوب خاص. بينما ابتعدت أعمال الفنان خالد جمعة علي عن التراث والتقليدية لتنتصر للاسلوب التجريدي، كذلك الأمر في لوحات الفنان الإماراتي صاحب «الرثائيات»، محمد القصاب.

تنوع فني

من الجانب السويسري برزت لوحتا دانييلا فينسينز، ليس فقط بحجمهما الكبير، او باعتمادهما على اللونين الأبيض والأسود، مع القليل جداً من الرتوش بألوان قاتمة، ولكن بالقدر الكبير من المعاني والمشاعر التي نطق بها الوجه النسائي الذي بدا في كل لوحة منهما، وما حملاه من صدق يلفت انتباه كل من تقع عيناه على اللوحتين. بينما استمد الفنان اندريه سي مييرهانس، فكرة تصميمه «المشربية» من الفن الإسلامي الذي يعتمد على الأشكال الهندسية واللعب بها في تكوينات ثرية، وهو ما حاول الفنان تطبيقه بنظره حداثية عصرية. وشاركت الفنانة ستيفاني هيديجير، بمجموعة من أعمال الفسيفساء او الموزاييك، التي تصلح هدايا تذكارية ذات قيمة فنية وجمالية واضحة. في حين اتجهت كلوديا ديتشي، للتطريز على قماش الحرير لرسم صقور رصعتها بالكريستال سوارفسكي.

تناغم

أوضح منسق المعرض مدير «سويس آرت جيت» في الإمارات كورت بلوم لـ«الإمارات اليوم» انه خلال تنظيمه المعرض الذي يستمر حتى 15 نوفمبر الجاري، كان حريصا على ان يكون جميع الفنانين المشاركين من المقيمين داخل الإمارات، حتى يكون هناك تناغم في الأعمال المشاركة، مع التنوع في المضمون والأساليب الفنية والخامات المستخدمة في تنفيذ الأعمال. مشيراً إلى ان إقامته في الإمارات ساعدته على متابعة الساحة الفنية وما تتضمنه من فنانين وما تشهده من تطور.

وأوضح بلوم ان هناك أسماء إماراتية ذات حضور مميز على الساحة الفنية، مثل الدكتورة نجاة مكي، التي تمتلك قدرة واضحة على التحكم في أدواتها الفنية بما يخلق لها خصوصية واضحة في أعمالها تنبع من اختلاف الاسلوب والشخصية الفنية لها.

وأكد أهمية اتجاه الفنان للدراسة المتخصصة، إلى جانب الممارسة العملية للفن، ليس فقط دراسة الأساليب والمدارس الفنية، ولكن تاريخ الفنون ونشأتها وتطورها أيضاً.

وكان السفير السويسري أوضح في المؤتمر الصحافي ان ملتقى الصداقة الاماراتي السويسري سيشهد مشاركة كثيفة من شخصيات سياسية واقتصادية من البلدين، ومن المقرر عقده سنويا، على ان يقام العام المقبل في لوزان بسويسرا.

كما شهد المؤتمر الصحافي الاعلان عن افتتاح أسبوع المأكولات الإماراتية - السويسرية الذي يقام في فندق شانغريلا قرية البري، ويستمر حتى السادس من نوفمبر الجاري، بينما قدمت حرم السفير السويسري لدى الدولة جوي فيندريس في، عرضاً لكتاب حول فنون الطهي الاماراتية والسويسرية.

من جانبها، تحدثت نائب رئيس الكلية الأوروبية الدولية أسماء عبدالله الفهيم عن التعاون المشترك في مجال التعليم بين الكلية والكليات المشابهة لها في سويسرا.

تويتر