صاحب «العمود الثامن» يرى نفسه «كاتباً أممياً»
الظاهري: النساء وهبنني حياة جديدة
ناصر الظاهري: الكتابة اليومية وجع يومي. تصوير: إريك أرازاس
قال الكاتب والإعلامـي الإماراتـي ناصـر الظاهري، إن «النساء وهبنني حياة جديدة»، مؤكدا أنه يرى نفسه «كاتبا أمميا، ينتصر للإنسان أياً كان جنسه، ومكانه»، وموضحاً أنه مزج بين مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، من دون أن ينحاز لأي منها دون الآخر، لافتا إلى أن لديه مشروعاً ثقافياً قد يتجه إلى تنفيذه في الفترة المقبلة، «يتمثل في تقديم فيلم ليس تسجيلياً بالمعنى المتعارف عليه، عن امتزاج الأسطورة بالمكان والشخوص».
واعتبر الظاهري أن الكتابة بالنسبة له ليست قدراً أو اختياراً، ولكنها «اختيار قدري»، معتبراً أن الكاتب الغربي بالمقارنة مع نظيره العربي، أكثر حظاً من الناحية الاحترافية والمادية، وأقل من حيث المتاعب التي يواجهها، ولذلك هو مبدع باستمرار. وبينما تخضع وسائل الإعلام والصحف العربية للرقيب المعتاد.
وعلى خلاف الآراء التي ترى اقتراب نهاية الصحافة المكتوبة مع تزايد انتشار الصحافة الإلكترونية، عبر صاحب «العمود الثامن» على صفحات الزميلة «الاتحاد»، خلال الأمسية التي نظمها مساء أول من أمس، اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، ضمن فعاليات «كاتب وكتاب»، عن تفاؤله بمستقبل النشر الإلكتروني، وأنه سيأتي بالجديد في مجال النشر، لكن في المقابل، ستظل الصحافة الورقية موجودة، ولكنها ستعمد إلى التطور.
وعن الكتابة اليومية، أشار الظاهري إلى حرصه على اختيار الموضوعات التي تتناسب مع طبيعة مقاله اليومي في «العمود الثامن»، مع حرصه على تناول موضوعات مغايرة، والابتعاد عن الموضوعات العادية والمناسبات الخالية من النفس الإنساني، مصنفاً كتاب الأعمدة اليومية إلى نوعين، الأول يكتب كما يتحدث، والآخر يكتب كما يفكر، «وأنا كما أعتقد من الفريق الثاني».
وأضاف: «في البداية، كانت الكتابة اليومية أشبه بفرح يومي، لكن مع الوقت أصبحت وجع يومي ممتع، مثل الصياد الذي يتصيد الفكرة في ما يشبه اللهاث اليومي، وتحري أي شاردة أو واردة لأضفي عليها لمستي الخاصة وأجسدها في طابعها الإنساني، وهذا المقال هو الذي يسير يومي، كالقطب وبقية الأشياء مريدون حوله، ولأنني مثل (دراويش الله)، فأنا لا أكتب المقال إلا في لحظاته الأخيرة». مشيراً إلى أن هناك الكثير من الجولات كسبها «العمود الثامن»، ولكن تظل مشكلة كاتب المقال اليومي أن الأعداء الذين يكتسبهم أكثر من الأصدقاء.
وحول العلاقة بين الكتابة الإبداعية والصحافية، قال: «تشعرني الكتابة الصحافية بأنني طائر كسير الجناح، أما الكتابة الأدبية فتخلق لي ذاك الجناح لطائر يحتاج إلى جناح أبعد منه»، موضحاً أن روايته «طائر بجناح أبعد منه»، تمزج في رحلة واحدة بين رحلتين، الأولى داخل الإنسان نفسه، والثانية رحلة الطائر، ويحدث التلاقي زمانا ومكانا بين الرحلتين، مشيراً إلى أن تقنية كتابة الرواية، وان لم يكن اول من استخدمها، إلا أنه قدمها بطريقته، حيث الراوي قرين للجن.
واستطرد الظاهري: «أراهن على الوقت والزمن، فكثير من الأعمال الأدبية لم تلفت الانتباه إليها إلا بعد سنوات، مثل رواية (أولاد حارتنا) للكاتب الكبير نجيب محفوظ، والتي لم تحدث ضجة إلا بعد صدورها بما يقرب من 10 سنوات»، منتقدا تركيز العرب على ترجمة الأعمال والكتابات الغربية، وتجاهل الشرق الأقرب إلينا في الثقافة والغني بفنونه وأدبياته، مثل الادب الفارسي والتركي والهندي والصيني وغيرها.
وقال إن «الكاتب دائماً ما يجر طفولته معه، هذه الطفولة التي وصفها الكاتب بمرحلة التشكيل والتشكل بالصلصال الذي أثبت مع الأيام والأحداث أنه لم يكن رخواً».
وأفرد الظاهري مساحة كبيرة من وقت الأمسية للحديث عن طفولته في مدينة العين، التي شكلت بمفرداتها البسيطة والعميقة وجدانه، مستذكرا أول مدرسة، وكذلك أول مستشفى في العين، وأول بريد مركزي تعلم منه هواية جمع الطوابع والتلصص على رسائل لم تصل لأصحابها بعد، وأول دار سينما التي جعلته يقبل على الحياة بلون مختلف، وتزرع بداخله حلم العمل بالفن السابع، ولكن تجهضه وفاة الأب، ليصبح على الابن البكر تحمل مسؤولية أشقاء صغار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news