حاتم علي يخرج العمل ولا يتراجع عن تعاونه مع «دبي لـلإعلام»
«الفاروق عمــر».. دراما تاريخية تحضيراً لـ «رمضان»
«الفاروق عمر» مرشح لتوحيد شاشات عربية وإسلامية متعددة في رمــــــــــــــــــــــــــــــــــضان. تصوير: أشوك فيرما
في أقل من 24 ساعة فقط تمت دعوة وسائل الإعلام المحلية، والعربية التي تمتلك مكاتب وشبكة مراسلين في دبي، لحضور مؤتمر صحافي استضافه مساء أول من أمس، مقر مجموعة «إم بي سي» في مدينة دبي للإعلام، بشأن ما وُصف في الدعوى الإعلامية بأنه «أكبر عمل تاريخي درامي تُنتجه (إم بي سي)، بحضور رئيس مجلس إدارة مجموعة (إم بي سي) الشيخ وليد الإبراهيم، والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني، والسيد محمد عبدالرحمن الكواري مدير تلفزيون قطر، وكاتب ومخرج العمل»، قبل أن يتبين أن المسلسل المقصود هو بعنوان «الفاروق عمر» الذي مازال يتولى كتابته د.وليد سيف ويخرجه حاتم علي.
ورغم أن الشراكة الإنتاجية الرئيسة في العمل حسب تفاهم تم توقيعه على هامش المؤتمر هي بين مجموعة «إم بي سي» والتلفزيون القطري، إلا أن الإبراهيم الذي أشار إلى أن العمل ستتم دبلجته وترجمته لمختلف اللغات الحية كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية وغيرها، والأخرى المرتبطة بشعوب إسلامية مثل المالوية والأوردية والفارسية والتركية، قال إن هناك تلفزيونات عديدة عربية وأخرى تركية سوف تعرض العمل وسيتم توقيع عقود معها في مرحلة لاحقة، مضيفاً «ارتأينا في هذه المرحلة الاكتفاء بالشراكة بين مجموعة (إم بي سي) والتلفزيون القطري، انسجاماً مع مقولة إذا كثر الطباخون فسدت الطبخة»، فيما أكد مخرج العمل حاتم علي لـ«الإمارات اليوم» أن انشغاله هذا العام بإخراج المسلسل لا يعني تراجعاً عن شراكته الدائمة مع مؤسسة دبي للإعلام.
وعلى الصعيد الفني لمسلسل «الفاروق عمر» أكد المخرج السوري أن المشاهد سوف يكون على موعد مع دراما تاريخية بنَفَس معاصر، نظراً لاعتماده على رؤية إخراجية تميل إلى المعاصرة والبحث عن سياقات جاذبة للمشاهدة لن تكون ممكنة إلا من خلال إضفاء النفس المعاصر سواء على النص أو الرؤية الإخراجية».
ورغم عدم اكتمال نص المسلسل الجديد بشكل تام، فإن حاتم علي أكد أن تصوره الإخراجي للتعامل مع المسلسل أضحى مكتملاً، لافتاً إلى أن حجم غير المنجز من النص ضئيل للغاية، مشيراً، رغم ذلك، إلى أنه لم يستقر بشكل نهائي على هوية الطاقم التمثيلي المشارك بصفة نهائية.
في السياق ذاته أكد حاتم أن الصبغة الإسلامية التي يأخذها المسلسل باعتباره يتعرض لسيرة ثاني الخلفاء الراشدين لن تضفي نوعاً من الانفصام على هذا العمل تحديداً قياساً بالأعمال التاريخية الأخرى التي أخرجها، مضيفاً «ستبقى الأدوات الإخراجية في الأعمال نفسها، فيما سيكون الاختلاف في الرؤية الإخراجية التي لا يمكن أن تتكرر أو حتى تتشابه بتعدد الأعمال الدرامية للمخرج الواحد».
|
«أبواب الغيم» أبدى المخرج حاتم علي رضاه عن المستوى الفني النهائي الذي ظهر عليه مسلسل «ابواب الغيم» وردود الفعل التي أثيرت تجاهه، مضيفاً أعتقد أن المحصلة النهائية كانت أفضل بكثير من مسلسل «صراع على الرمال»، ملمحاً إلى مسلسل جديد سيقوم بإخراجه لمصلحة «دبي للإعلام» للعرض في رمضان 2012 بقوله «مؤسسة دبي للإعلام عودتني أن يكون تعاوني معها كل عامين تقريباً». |
وبرر الإبراهيم اختصاص التلفزيون القطري بالتعاون لإنتاج المسلسل بالخبرة الواسعة التي يمتلكها الأخير في الأعمال التاريخية بشكل خاص، مضيفاً في ما يتعلق بالمراهنة على نجاحه أن «أهمية هذا العمل الدرامي التلفزيوني التاريخي الإسلامي الضخم تكمُنُ في رمزيّته والأسباب الموجبة التي أدّت إلى التصميم على إنتاجه فعرضه، إذ إنه يُقدّم مثالاً رائعاً للمسلم المؤمن، ساعياً في الوقت نفسه لإعادة عرض التاريخ وتصحيحهِ وحفظِهِ قدْرَ الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقةً وتدقيقاً لتلك المرحلة، داحضاً تعدد الروايات من قِبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع، عن قصد أو غير قصد، ومن مختلف الأطراف، في وقتٍ يدور فيه الجدل لدى بعضهِم حولَ القضايا أو المفاهيم المتعلقة بالإسلامِ أو حاضرهِ ومستقبلهِ ودورِه في الحياة».
وأشار الإبراهيم إلى أن توقيت عرض المسلسل في هذه المرحلة تحديداً يكتسي أهمية خاصة، مضيفاً أن «المسلسل يتسم بأهمية قصوى لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة العادل عمر بن الخطاب، ليكون مرجعاً مرشداً وهادياً في عصرِنا هذا، وكذلك أُنموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحُكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطَنَة، والوسطية في الإسلام دون تطرّفٍ أو عنف».
وفي ما إذا كان الارتباط بالعرض الرمضاني، رغم عدم انتهاء الكاتب بشكل كامل من إنجاز النص، أكد الوليد أن ارتباط عرض مسلسل سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب مبدئياً بشهر رمضان المقبل، لا يعني بالضرورة أننا سنضحّي بعامل الجودة الإنتاجية العالية على حساب الالتزام بوقت العرض، لافتاً إلى أن «ميزانية العمل مفتوحة، رغم عدم اكتمال ملامحها بشكل نهائي بسبب عدم إنجاز النص بالكامل».
وذكر الإبراهيم أن العمل سوف تتم مراجعته من قبل هيئة من كبار العلماء تتألفُ من: الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ الدكتور سلمان العودة، والدكتور عبدالوهاب الطريري، والدكتور علي الصلابي، والدكتور سعد مطر العتيبي، والدكتور اكرم ضياء العمري، وهم أساتذة مختصون في الشريعة والتاريخ الإسلامي.
ورفض كاتب السيناريو د. وليد سيف الإجابة عن سؤال يتعلق بمدى اصطدام المسلسل بإشكاليت تجسيد الصحابة وعدم إجازة ذلك من قبل الكثير من علماء الدين، مكتفياً بالإشارة إلى أن العمل لن يخالف الثوابت الشرعية وهو أمر سيكون موكولا إلى هيئة علماء الدين التي لن يتم التعامل مع أي نصوص بشكل تطبيقي إلا بإجازتها.
وأحال مدير التلفزيون القطري عبدالرحمن الكواري من جانبه لإنجازات سابقة للتلفزيون القطري في ما يتعلق بالمسلسلات التاريخية مثل «أبوجعفر المنصور»، «زمن الوصل»، «الحجاج»، «ذي قار» وغيرها، مشيراً إلى أن العمل الدرامي يكتسي أهمية وحرفية أكبر عبر التعاون بين المؤسسات الإعلامية المختلفة.
ورداً على سؤال حول مستقبل شراكته مع مؤسسة دبي للإعلام في ظل التعاون مع مجموعة «إم بي سي» والتلفزيون القطري قال المخرج السوري حاتم علي «لست محتكراً من قبل أحد، ومستعد دائماً للتعاون مع أي جهة تمتلك مشروعات درامية جيدة، لاسيما إذا كان هذا العمل تتوافر له إمكانات مادية وفنية خارج سياق الحسابات والمنطق».
وفي ما يتعلق بإشكالية وقت البث وما إذا كان العمل سيخضع لتوقيت بث واحد تلتزم به القنوات كافة التي ستقوم بعرضه وبشكل خاص «إم بي سي» والتلفزيون القطري، قلل الإبراهيم من أهمية هذا الجانب، رغم تحوله لمادة نزاع وخلاف دائمين بين الفضائيات حول الأعمال المشتركة، مشيراً إلى أن «مثل تلك المسائل الفنية سيتم التفاهم بشأنها في مراحل زمنية لاحقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news