في محاضرة ضمن معرض جائزة جميل بالـــشارقة

ستانلي.. عــــــــلاقة وطيدة بين متحف «فيكتوريـا» والفن الإسلامي

أمين متحف فيكتوريا وألبرت بلندن تيم ستانلي.تصوير: باتريك كاستيلو

قال أمين متحف فيكتوريا وألبرت بلندن، تيم ستانلي، إنه ثمة علاقة قديمة ووطيدة تجمع بين هذا المتحف البريطاني والمنجز الفني المشبع بالثقافة الإسلامية بمختلف أطيافها ومنابعها. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها صباح أمس بمتحف الفنون الإسلامية بالشارقة ضمن الأنشطة المقامة على هامش معرض جائزة «جميل 2009»، الذي يستضيفه المتحف في الفترة من 15 سبتمبر الجاري، وحتى 24 من أكتوبر المقبل، الذي يضم أعمالا لفنانين تسعة كانت قد ترشحت لنيل الجائزة في نسختها الأولى.

بدأ ستانلي حديثه حول تاريخ المتحف وبداية التفاته إلى الفن الإسلامي منذ عام ،1850 حيث كان من المتاحف السباقة في تأسيس علاقة قوية مع التراث الإسلامي عموما وكيفية انعكاسه على الفنون المعاصرة وذائقة الفنانين الحداثيين خصوصا، كجزء من اهتمامه بالفنون بصفة عامة، وكذلك بهدف تعزيز التواصل الإنساني بين الحضارات. وأرجع أمين متحف فيكتوريا وألبرت، الفضل في اهتمام متحفه بالفنون الإسلامية إلى شخصيات إنجليزية مختلفة عاشت في القرنين التاسع عشر والعشرين من بينهم «ويليام موريز»، أحد أشهر المصممين الإنجليز في القرن التاسع عشر، الذي عمل على إبراز جماليات الفنون الإسلامية الموجودة على السجاد الإيراني، خصوصا في المساجد، وأيضا الجندي الإنجليزي «كابتن دبليو جي» الذي كان يعشق الزخارف الإسلامية على الزجاج، وقد حصل المتحف على معظم مقتنياته عن طريق أسرته وورثته.

بين الماضي والحاضر

خلال المحاضرة، استعان تيم ستانلي بمجموعة كبيرة من الصور التي تعرض نماذج من مقتنيات متحف فيكتوريا وألبرت، ذات الصلة بالفنون الإسلامية، حيث يضم المتحف عملات معدنية تعود إلى العصر المملوكي بمصر، وتحديدا عهد السلطان الناصر، وقد أسهب ستانلي في الحديث عن تلك العملات وما تحمله من نقوش مركبة، منها ما هو سطحي وما هو بارز، مشيرا إلى اهتمام السلاطين قديما بحفر تاريخهم وتقديمه إلى العالم، سواء في مصر أو اسطنبول. وتتنوع مقتنيات محتف فيكتوريا وألبرت بلندن من الفنون الإسلامية بين مواد متعددة، فبخلاف المعادن يوجد البورسلين الإيراني وتحديدا الأواني المصنوعة باللونين الأبيض والأزرق، التي كانت مملوكة لكبار شخصيات الدولة الفارسية في القرنين الماضيين، هناك أيضا القطع الخشبية المشغولة يدويا والمصنعة بحرفية شديدة تعكس دقة ورقي الطراز الإسلامي، فضلا عن المشغولات الزجاجية ذات الألوان والنقوش المبهرة، التي تتنوع بين المصابيح والأواني وقطع الزينة.

من جهة أخرى، حرص تيم ستانلي على تأكيد اهتمام متحفه بتوفير البيئة المناسبة لعرض مقتنياته من الفنون الإسلامية إذ تتم تهيئة وإعداد ديكور مناسب وخلفية ملائمة لكل قطعة فنية، فضلا عن الأضواء التي تبرز جمالياتها، يقول «عندما حصل المتحف على نموذج للمنبر الخشبي الإسلامي، قمنا بإنشاء زاوية كاملة لوضع المنبر تماما كما يكون في المسجد». مشيرا إلى أنه يتم اتباع الطريقة ذاتها مع المجوهرات والمقتنيات الملكية، أو التي تنتمي إلى القصور، حيث يتم التعامل معها بطريقة خاصة، بهدف الحفاظ على صورتها كما كانت في الماضي.

هدف عالمي

وقد تطرق تيم ستانلي إلى عالمية الهدف والرسالة التي يتبناها متحف فيكتوريا وألبرت، من خلال علاقته بالفن الإسلامي، مدللا على ذلك بالمعارض الدولية الشاملة التي نظمها المتحف في العاصمة الأميركية واشنطن واليابانية طوكيو، حيث انبهر الشعب الياباني بروعة الفنون الإسلامية التي لم تكن قد مرت بهم من قبل. يقول «يمتد هذا الهدف أخيرا بجائزة (جميل) للأعمال الفنية المستوحاة من التراث الإسلامي، والتي لا تتوقف عن أي دولة أو ديانة بل تشمل الأطياف كافة تحت مظلة الفن والحوار الحضاري». مشيرا إلى أن متحف فيكتوريا يضم أعمالا إسلامية من دول لا تنتمي إلى المنطقة العربية، أو الشرق الأوسط مثل أوزبكستان أو إسبانيا.

ويضيف ستانلي أن الجائزة التي تنمح كل عامين كانت غير معروفة في نسختها الأولى، لكنها في النسخة الثانية، التي ستعلن في سبتـمبر ،2011 شـهدت إقـبالا من نحو 200 من الفـنانين الـذين ينتـمون إلى دول مخـتلفة حـول الـعالم، وهـذا يـدل على مدى نجاحها في الهدف الذي صممت من أجله.

وردا على سـؤال حول مصدر القطع التي يمتلكها متحف فيكتوريا وألبرت، قال ستانلي إن معظمها قد تم شراؤه من مزادات علنية لمقتنيات القصور أو الشخصيات المهمة، كما أن البعض الآخر قد يرد إلى المتحف في صورة هدايا، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية تعمل على تسوية حقوق الدول الأخرى في هذه المقتنيات والتي من السهولة أن تنتهي بصورة تسويات مالية.

كازابلانكا

وفي الجزء الأخير من المحاضرة التي احتشد لها عدد كبير من التشكيليين المقيمين في الدولة وإعلاميون وطلاب كليات الفنون، أكد أمين متحف فيكتوريا وألبرت، أن معايير التقدم لجائزة «جميل» تتسم بالبساطة، وأنه بإمكان الجميع التقدم إليها بشرط أن تستلهم أعماله الروح الإسلامية التي تسعى الجائزة إلى التعريف بها حول العالم، مشيرا إلى أن المحطة المقبلة لمعرض «جائزة جميل 2009»، ستكون مدينة كازابلانكا بالمغرب.

تويتر