قضايا بالجملة على الشاشة بتوقيع «حواء»

الموسم الدرامي الرمضاني.. نسـائي بامتياز

من اليمين أحمد السعدني وغادة عبدالرازق ومحمد لطفي وحجاج عبدالعظيم أبطال «زهرة وأزواجها الخمسة». أي.بي.أيه

نسائي بامتياز؛ يمكن وصف الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام، والذي كانت المرأة فيه العنصر المسيطر، سواء كبطلة للاعمال الدرامية والبرامج، او كموضوع لهذه الاعمال. بل تجاوزت ذلك لتصبح موضوعاً لمعظم المشكلات والجدل الذي صاحب عرض الاعمال الدرامية، هذا الجدل الذي تحول في كثير من الحالات إلى قضايا بما يجعل الموسم الحالي من أكثر المواسم الدرامية جدلاً وسخونة.

الطريف ان ما يمكن ان يطلق عليه دراما الزواج، أي الأعمال التي تتناول قضايا الزواج والطلاق سواء كمحور رئيس لأحداث العمل بالكامل، أو لحلقات بعينها منه، كانت هي صاحبة النصيب الأكبر من الهجوم والجدل حتى الآن، وفي مقدمتها مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، الذي بدأ مشواره مع المشكلات مبكراً، منذ بداية تصويره مع اعتراض الأزهر الشريف على المسلسل الذي كتبه مصطفى محرم وأخرجه محمد النقلي، الثنائي الذي قدم مسلسلاً شبيهاً هو (عائلة الحاج متولي) الذي يتزوج فيه البطل خمس نساء، وانصب اعتراض الأزهر على فكرة جمع بطلة العمل بين خمسة ازواج. بعد ذلك فوجئ أصحاب العمل بدعوى قضائية يقيمها المحامي نبيه الوحش، الذي اشتهر بملاحقة العديد من الاعمال الفنية واصحابها من خلال قضايا الحسبة، اتهم فيها المسلسل بمخالفة الشريعة الإسلامية بالترويج لتعدد أزواج المرأة الذي يمثل خرقاً للعقيدة الإسلامية ولكل الشرائع السماوية، مطالباً بتقديم غادة عبدالرازق بطلة المسلسل الى المحاكمة، هي وكل من شارك في هذا المسلسل مع وقف التصوير بصفة مستعجلة.

«زهرة»

في المقابل، أكد السيناريست مصطفى محرم أن نص السيناريو والحوار نال موافقة الأزهر وهو المرجع الأساسي في هذه الأمور، إذ قامت الجهة المنتجة للمسلسل بتسليم الحلقات لعرضها على لجنة البحوث والتأليف والنشر بالأزهر لإبداء الرأي الشرعي فيها، وتحديد مدى توافقها أو تعارضها مع النصوص الدينية، وأجازت العمل من دون ملاحظات، لافتاً إلى ان القضية الرئيسة في العمل انصبت على قضية سيدة أعمال اكتشفت أنها على ذمة رجال عدة في وقت واحد، وسبيل الخروج من هذا المأزق ودور الشرع في هذه المسألة، وموقف قانون الأحوال الشخصية.

ومع عرض المسلسل لم تشفع له الجماهيرية الواضحة التي حظي بها لتوقف ملاحقة المشكلات له، إذ هاجمته نقابة التمريض في مصر معترضة على الصورة التي ظهرت بها البطلة خلال عملها ممرضة في بداية الحلقات، والتي تشوّه صورة ملائكة الرحمة، إذ كانت «زهرة» تسرق أدوية المستشفى الذي تعمل به وتبيعها لجيرانها في المنزل، وتقوم بابتزاز المرضى وأسرهم. من جانب آخر اعتبر البعض المسلسل يقدم دعوة للنساء الى التمرد على أزواجهن، وهو ما استغربته بطلة العمل الفنانة غادة عبدالرازق، مشيرة إلى ان «زهرة» لا تمثل قاعدة أو معظم النساء، ولكنها حالة تم انتقاؤها من أروقة المحاكم وصفحات الحوادث في الصحف، ليتم من خلالها طرح قضية اجتماعية في إطار مشوق. يذكر ان أروقة المحاكم المصرية شهدت قضايا عدة اتهمت فيها نساء بتعدد الأزواج، أشهرها قضية لسيدة تزوجت أربعة أو خمسة أزواج من محافظات مختلفة.

«عايزة أتجوّز»

على النقيض من «زهرة» التي اتهمها الكثيرون بالمبالغة في إبراز جمالها والتعامل باعتبارها الأنثى التي يقع كل من يراها في حبها، جاءت التعليقات على مسلسل «عايزة أتجوّز»، لتتهم بطلته هند صبري، وكاتبته غادة عبدالعال، بالمبالغة في إظهار تهافت بطلة العمل على الزواج، والذي يصل إلى حد الإساءة إلى كرامتها.

من جانبها، رفضت مؤلفة العمل هذا الاتهام، مشيرة إلى ان الحماس الذي تبديه البطلة عندما يتقدم لها عريس أمر منطقي في ظل الضغوط الاجتماعية التي تتعرض لها، ولكن هذا الحماس لا يمنعها من رفض العريس اذا شعرت انه غير مناسب، مشدّدة على ان المسلسل يمثل ادانة لنظرة المجتمع العربي للفتاة التي تخطت سن الـ،30 ومشاعر الشفقة التي تواجه هؤلاء الفتيات في المجتمعات العربية، مؤكدة أن سن الـ30 ليس نهاية الحياة، وان الفتاة يجب ان تكون لديها اهتمامات اخرى في حياتها بعيداً عن انتظار فارس الاحلام. كما نفت عبدالعال ان تكون القصص التي يتضمنها المسلسل، والمأخوذة عن مدونتها؛ تمثل قصتها الشخصية مع الزواج. مرجعة كتابتها هذه المدونة إلى أنها تمثل 15 مليون فتاة عربية، حسب ما أوردت بعض الإحصاءات، من عمر 25 إلى 35 عاماً ممن لم يتزوجن بعد، ويعانين ضغوط المجتمع عليهن لعدم زواجهن.

قيادة المرأة

ميس ولميس

تعرضت الفنانة الأردنية ميس حمدان وبرنامجها «100 مسا»، لحملة على موقع الـ«فيس بوك» قادها عدد من النقاد والصحافيين لوقف البرنامج، متهمين ميس بإهانة الشعب المصري ومطالبين وزير الإعلام أنس الفقي بوقف عرض البرنامج لما يحمله من إساءات. وقام منشئو «الصفحة» التي حملت عنوان «لا للميس حمدان وإهانتها المصريين في برنامج 100 مسا»، بجمع توقيعات على مذكرة تطالب بوقف عرض البرنامج على التلفزيون المصري. ورداً على هذه الاتهامات نفت ميس في بيان وزعته على وسائل الاعلام؛ اهانتها الشعب المصري، واكدت أنها تكنّ للمصريين كل الحب والاحترام، سواء الرجال أو النساء. وقالت: «إن كان البرنامج مهيناً للشعب المصري، فكيف وافق المسؤولون على عرضه على شاشة التلفزيون المصري».

الاعلامية المصرية لميس الحديدي مقدمة برنامج «دوام الحال» أيضاً كان لها نصيب من مشكلات هذا العام؛ حيث وجهت اتهامات شرسة للرقابة في التلفزيون المصري، معتبرة ان الرقابة السبب الرئيس في سقوط برنامجها منذ بداية عرضه بسبب إصرارها على وضع ضوابط رقابية على حلقات البرنامج، وضرورة الالتزام بتعليمات وملاحظات الرقابة في أكثر من حلقة عن طريق إعادة مونتاج بعض الحلقات، ووضع صافرة على جمل حوارية أخرى. ورغم أن قرارات الرقابة تنطبق على جميع البرامج فإن لميس قررت تعليق سقوط وفشل برنامجها في جذب الإعلانات والمعلنين على الرقابة.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/288635.jpg

 ميس حمدان. تصوير: مصطفى قاسمي

كانت الحلقات المتعلقة بالزواج والمرأة في الأعمال الخليجية محل جدل ومشكلات؛ إذ كشف الفنان السعودي ناصر القصبي، بطل مسلسل «طاش 17» الذي تعرضه قناة «إم بي سي» في رمضان، عن حلقة لن ترى النور من العمل تدور فكرتها حول قيادة المرأة السيارة في المملكة، مشيراً إلى ان الحلقة تمت كتابتها بالفعل، ولكن لم يتح لفريق العمل تصويرها لصعوبة تصوير امرأة تقود سيارة في شوارع الرياض، ولعدم موافقة أي من الجهات الرسمية التي تمت مخاطبتها على السماح بالتصوير. كذلك كانت حلقة زواج القاصرات من المسلسل السعودي «سكتم بكتم» بطولة فايز المالكي، محل الكثير من التعليقات، ذهب بعضها إلى نجاح العمل في عرض القضية بلغة بسيطة تصل إلى كل فئات المجتمع، بينما وجد البعض الآخر ان صناع العمل اكتفوا بتلميحات عن معاناة الفتاة، دون التعرض لرأي الشرع في القضية، مؤثرين السلامة بعيداً عن المشكلات.

برامج ساخنة

البرامج الرمضانية كذلك لم تكن بعيدة عن بصمة المرأة وقضاياها هذا العام، ولعل من أحدث وأبرز المشكلات «النسائية» تلك التي اثيرت حول الفنانة حليمة بولند وبرنامجها «مسلسلات حليمة» الذي يعرض على قناة «إم بي سي»، وما تناولته وسائل اعلام عن قرار وقف القناة عرض بقية حلقاته احتراماً لآراء المشاهدين الذين انتقدوا اسلوب مقدمة البرنامج وملابسها اللذين لا يتناسبان مع مكانة الشهر الفضيل. ولكن سرعان ما اصدر المكتب الاعلامي للفنانة تكذيباً لما نشر، وتأكيد استمرار عرض العمل. هذا التراجع ارجعه المتابعون إلى سطوة الاعلان، إذ يحظى البرنامج بنسبة عالية من الاعلانات، وهو ما يعد مؤشراً إلى جماهيريته. ولعل المشكلة الابرز جاءت مصاحبة للاطلالة الاولى للصحافية اللبنانية نضال الأحمدية على الجمهور المصري والعربي من خلال برنامج «مع نضال الأحمدية» الذي تم بثه على قناة «القاهرة والناس»، فبعد عرض الحلقات الأولى من البرنامج أعلنت الاحمدية عن عزمها مقاضاة منتج البرنامج عمرو عفيفي بسبب المستوى السيئ الذي ظهر به البرنامج، وهو ما يعود ـ كما ذكرت ـ إلى اصرار المنتج على تنفيذ مونتاج الحلقات في القاهرة في عدم وجودها او وجود المخرج كميل طانيوس. أما رئيس القناة طارق نور ففجّر من جانبه مفاجأة لم يتوقعها احد، بإعلانه وقف عرض البرنامج قبل ان تكتمل حلقاته، مرجعاً ذلك إلى رغبة الجماهير، «حيث لم يثن عليه أحد منذ بداية عرضه، بالإضافة إلى إخفاقه في تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة».

تويتر