معرض يجمع بين تحف أثرية وعصرية

«المقتنيات».. تاريخ في خــــــــزائن الهواة

صورة

قدم «معرض المقتنيات» قطعاً تتباين قيمها بين الجمالية والثقافية أو حتى التي تفاجئنا بكونها مقتنيات لا تحمل في مضمونها أكثر من هواية غريبة. وقد تميز المعرض الذي افتتح أخيراً في مركز برجمان، بالتنوع بين السيارات الكلاسيكية والمخطوطات القديمة وفساتين الفنانة اللبنانية صباح، والقبعات البحرية، بالإضافة إلى أجهزة الراديو القديمة والأحجار الكريمة والعملات وألعاب كيندر سوربرايس. قد تباينت السنوات التي تعود إليها هذه المقتنيات، فبينما كانت هناك مقتنيات تعود إلى آلاف السنين، كانت ثمة مقتنيات حديثة ومعاصرة إنها تاريخ في خزائن الهواة.

شكلت فساتين الفنانة صباح الإطلالة الخاصة بالمعرض الذي ينظم ضمن فعاليات مفاجآت صيف دبي، فيما كانت السيارات الكلاسيكية مميزة لهذا العام، حيث قسمت إلى قسمين سيارات قديمة، وسيارات حديثة معدلة. وقد شمل المعرض أحجاراً كريمة متنوعة بين الياقوت والكريستال والسفير، وكذلك نظارات شمسية قديمة لماركات عالمية، هذا إضافة إلى المخطوطات الثقافية التي تعود إلى آلاف السنين. ولا يعتبر المعرض فرصة للكشف عن الإرث التاريخي لكثير من أساليب الحياة أو الحضارات القديمة من خلال أغراضها التي كانت تستخدم في ذلك العصر فحسب، بل يشكل أيضا إطلالة ثقافية تغني ثقافة الزوار، وتبرز هوايات جل ما يمكن وصفها به، بأنها غريبة.

مخطوطات

وعرّفنا مسؤول العلاقات العامة في مركز جمعة الماجد للثقافة والفنون أنور الظاهري، ببعض المخطوطات التي كانت موجودة في المعرض، قائلاً «قدمنا في المعرض مجموعة من المخطوطات وهي صور وليست الأصلية، وذلك كي نعرف الناس بالمركز وما يحتوي من مخطوطات تفيد في الدراسات. ولفت الى أن عدم عرض النسخ الأصلية من المخطوطات يعود إلى أن الهدف هو تقديم فكرة عن المخطوطات ولضمان عدم تعرض النسخ الأصلية لعوامل تؤثر فيها. أما المخطوطات الموجودة، فهي بحسب الظاهري متنوعة بين الأدب والفيزياء والكيمياء، وأضاف، «لا نركز على الدين فقط، بل نحاول أن نجمع كل شيء، علماً بأن الطلب الأكبر هو على المخطوطات الفقهية، كما ان أقدم المخطوطات يعود إلى القرن الرابع، بينما أحدث واحدة فعمرها 100 سنة». وأكد أن جمهور هذه المقتنيات من خارج الدولة أكثر من داخلها، ولهذا نتوجه إلى المعارض كي يستفيد كل من هم داخل الدولة من المخطوطات.

عملة نادرة

أكد جامع العملات القطري حسن النعيمي، أنه يملك عملة إماراتية نادرة، وهي ورقة الـ1000 درهم التي اشتراها بمبلغ كبير رفض أن يحدده، مكتفياً بالقول إنه يفوق عشرات آلاف الدراهم، وفيها خطأ في القص. وأكد أنه في أثناء طباعة كل 10 ملايين أو 100 مليون ورقة، قد تكون هناك ورقة واحدة فيها خطأ في القص. ولفت إلى أنه علم بوجود الورقة المالية في دبي، ولهذا أتى إلى دبي قبل افتتاح المعرض بأربعة أيام كي يحصل على العملة، كونها نادرة جداً ولم يهتم للمبلغ الذي دفعه فيها، فمجموعة عملاته كلفته أكثر من نصف مليون.

أما سعيد العقيلي الذي يجمع النظارات الشمسية، فلفت إلى أنه بدأ يجمع النظارات لأن المغفور له الشيخ زايد كان يحب أن يرتدي النظارات، ولاسيما من علامة تجارية معينة، «ولهذا بدأت أجمع هذه العلامة، ولاحقاً بدأت أجمع مختلف العلامات، ولكن أركز على النظارات التي يرتديها الشيوخ وكذلك المشاهير». وأكد العقيلي أنه لا يجد النظارات في الدولة، ولهذا يسافر كي يحصل عليها، وغالباً ما يدفع فيها أسعاراً منخفضة. ولفت إلى أن الناس يحبون التعرف إلى النظارات، لأنها ترتبط بالموضة، وبعض ما يملك يفوق عمره الـ50 سنة، واليوم هي موضة. أما الإماراتي جاسم السليطي، فقد عرفنا بالسيارات التي يعرضها، وقال إن أبرز ما يميز سياراته هو الإكسسوارات وأنواع الجلد وكل ما يتم وضعه عليها كإضافات لتحسينها وتجديدها. ولفت إلى أن أقدم سيارة في المعرض تعود إلى الحرب العالمية الثانية، بينما أحدث سيارة تعود إلى عام .2009 واعتبر أن المقتني عليه أن يهتم بالسيارة ولهذا يعمل وأصدقاؤه على إعادة تصنيع السيارات القديمة، لأن المحافظة على السيارات الكلاسيكية صعب، ويحتاج إلى عناية خاصة، كما أنه مكلف بسبب قطعها التي باتت شبه مفقودة.

أحجار

بينما أكدت عزة المري، التي شاركت بعرض بعض النحاسيات والأحجار الكريمة والراديوهات القديمة، أن المقتنيات التي قدمتها تعود إلى أجدادها، وهي من الهند وباكستان وإيران، لافتة إلى أنها تحب فكرة الاقتناء، ولهذا تحتفظ بالراديوهات التي كانوا يستخدمونها.

ولم تكتف المري بذلك، بل شاركت أيضاً بمجموعة من الأحجار الكريمة، واعتبرت أن هذا المعرض يبرز جوانب تراثية، ولهذا حرصت على جمع الكثير من المقتنيات المحلية، غير مستبعدة فكرة بيع المقتنيات في المستقبل. بينما قدم القطري حسن النعيمي مجموعته من العملات التي يقدمها بأسلوب فني، حيث يحرص على تجميع عملات تحمل الرقم نفسه. وقدم في المعرض عملات تشترك في الرقم المتسلسل نفسه، فكان في المعرض مجموعة عملات تحمل الرقم 13 وأخرى كل أرقامها واحد.

ولفت إلى أن هذه الهواية تميزه عن غيره، كونه لا يجمع العملات فقط، بل يبحث عن المشترك في هذه العملات. وحول الطريقة التي يجمع بها العملات بالرقم نفسه، قال، «أذهب إلى البنك وأحول نصف مليون على سبيل المثال إلى العملات التي أريدها وبأوراق متدنية (خمسات وعشرات)، وأذهب إلى البيت وأبحث عن عملات تشترك في رقمها التسلسلي، علماً بأن الموضوع ليس سهلاً، فمن الممكن أن أجد خمس أوراق في مبلغ النصف مليون».

ورأى النعيمي أن هذه الهواية مكلفة ومتعبة تتطلب الوقت والصبر. ونوه بأنه يسافر أحياناً كي يحصل على العملة التي يريدها بالرقم الذي يكون يجمعه. وتتنوع عملاته بين العملات العربية وكذلك الفلبينية والمصرية والهندية والباكستانية والاندونيسية والإيرانية وغيرها الكثير. ولفت إلى أنه يعمل على دخول مجموعة «غينيس» كونه يجمع العملات بأسلوب مختلف وجديد.

تويتر