ئتستعد لإخراج فيلمها الروائي «الوحش الكاسر»
السلامي: الفن والدبلـوماسية لا يتعارضان
خديجة السلامي: النساء العربيات يحتجن إلى منبر للتعبير عن أنفسهن. الإمارات اليوم
بعد أن قدمت 20 فيلماً وثائقياً تحكي هموم التمييز الاجتماعي التي تعاني منه المرأة، تستعد الدبلوماسية والمخرجة اليمنية خديجة السلامي لوضع اللمسات الأخيرة على الفيلم الروائي الطويل «الوحش الكاسر»، الذي يتناول اشكال الفساد الذي قد يتعرض له المجتمع في اي مكان، مشيرة في حوار لـ«الإمارات اليوم» إلى أن «الفيلم صور كاملا في اليمن مع فريق فني وتمثيلي يمني»، وقالت السلامي التي شاركت أخيراً في لجنة التحكيم في افلام الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، ان «أفلام الخليج تسير في مسارها الصحيح، وتخضع لرغبة واضحة في التطور الحذر والمدروس، والذي ينتج افلاماً تستحق ان تشاهد»، مؤكدة ان افلامها التي تناولت قضايا المرأة «نابعة من كوني امرأة اشعر بها وأتكهن بأحوالها».
|
سيرة فنية ولدت خديجة السلامي في صنعاء عام ،1960 وحصلت على منحة دراسية الى الولايات المتحدة الاميركية، ودرست الإخراج السينمائي في جنوب كاليفورنيا في لوس انجلوس والجامعة الاميركية في العاصمة واشنطن، وعند عودتها عملت في التلفزيون اليمني ودخلت العمل في السلك الدبلوماسي، الذي أوصلها للعمل في السفارة اليمنية في باريس مديرة لمركز الإعلام اليمني. وحازت السلامي جوائز عالمية على أفلامها السينمائية، ففي مارس 2007 منحها الرئيس الفرنسي جاك شيراك وسام جوقة الشرف بمرتبة ضابط، وذلك تقديراً لأعمالها السينمائية والكتابية ذات الطابع الاجتماعي والإنساني، ولدورها في تعزيز العلاقات اليمنية الفرنسية. |
هموم المرأة
وترى السلامي أن موضوع المرأة الذي أخذ حيزاً كبيراً في أفلامها منذ عام 1990 يستحق أن يسلط الضوء عليه، «خصوصاً أنني امرأة وأعرف تماماً معنى الألم الذي قد تشعر به»، وأضافت مخرجة فيلم أمينة الذي حصل على جائزة المهر الفضي في مهرجان دبي السينمائي، أن «النساء العربيات بشكل عام يحتجن الى منابر تحكي عنهن وعن معاناتهن وحقوقهن المهدورة، وأنا أراني أنجرف مع كاميراتي لأقتنص اي حالة قد تكون قضية تأخذ أبعادا عالمية»، مؤكدة «أفلامي السابقة كان لها صدى قوي في الكثير من المحافل السينمائية الدولية، كمهرجان ايطاليا السينمائي»، مستدركة أنه «ليس من السهل انجاز فيلم سينمائي، ولكن يبدو أن اختمار الفكرة يجعلني اتغلب على كل الصعاب التي تعترضني، وعندما أجد نفسي امام قضية تهمني وتهم بنات جنسي، تسير الأشياء بشكل تلقائي نحو إنتاج الفيلم».
«التابو»
وأكدت المستشارة الإعلامية في السفارة اليمنية في باريس، أن العمل الفني لا يتعارض مع عملها الدبلوماسي «بالعكس تماماً فوظيفتي ساعدتني كثيراً على اختيار الموضوعات التي أريد أن أتناولها وأسلط الضوء عليها، من خلال القضايا التي تصلنا ويكون فيها الكثير من الأمور العالقة التي تحتاج الى حل»، وترى مخرجة فيلم «اليمن ذو الألف وجه» أن الغرض من تسليط الضوء على اي قضية يكمن في ايجاد حلول لها، أو لفت انتباه المسؤولين اليها، مشيرة الى ان التابو الأول التي تعرضت اليه «كان في كوني امرأة تعمل في هذا المجال، ولكني تحديت الظروف المحيطة وواصلت طريقي دون التأثر بأي رأي متعصب»، مؤكدة أنها لم تسيء لأحد، وكان جل أعمالها وثائقياً، ويحكي قصصاً حقيقية ولا غبار عليها، مستذكرة فيلمها «غريبة في موطنها» الذي انجزته لمناقشة ظاهرة الحجاب في اليمن، واصفة هذا الفيلم بأنه تعرض لردود فعل معادية «على الرغم من أنني ناقشت فيه قضية طفلة صغيرة عمرها 13 عاماً لديها احلام وآمال، ورفضت ان تضع الحجاب باسم التقاليد والأعراف، وهو قرار شخصي لا يجب ان يتدخل فيه أحد».
وعن ولادة الفكرة لديها قالت السلامي التي فازت بست جوائز عن فيلم «غريبة في موطنها»، في المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان في جنيف في 2005 «المعطيات التي امامي كثيرة، ومتابعاتي اليومية حثيثة ومستمرة لآخر الأحداث الجارية في العالم من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وتلعب المصادفة دورها ايضاً في اختيار أفكار افلامي، فمن الممكن ان ارى ما أريد من خلال طفلة في الشارع أو الحديقة أو من خلال امرأة تبيع بضاعتها في الطرقات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news