قطاع غزة يحمي آثاره
خلفت الحضارات التي تعاقبت على فلسطين تركة غنية من الآثار التي يحرص قطاع غزة على حمايتها. لكن الفقر الذي يفتك بالقطاع بسبب الحصار يدفع بالكثيرين للاتجار بهذه الآثار، والتضحية بالكنوز التاريخية في السوق السوداء. وفي يناير الماضي عُثر على مخزون كبير من القطع الأثرية منها 331 قطعة معدنية من الفضة وقطع من جدار تاريخي لمدينة رفح التي يعود عمرها الى 33 ألف عام. وفي ظل غياب القوانين الصارمة واللوائح المشددة، فإن آثاراً تعود إلى العصر البرونزي قد تقع في أيدي اللصوص وتباع في السوق السوداء، لأنها لا تجد من يحافظ عليها جيداً.
ويقول وزير السياحة والأثار في الحكومة الفلسطينية المقالة محمد الآغا «يبدو قطاع غزة صغيراً بالمعنى الجغرافي، لكـــنه كبير وغني بالمعنى التاريخي والأثري، فقد كان القطــاع نقطة تقاطع الطرق بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، إضافة إلى أنه شهد تراكماً تاريخياً كبيراً للحضارة الإنسانية، لكننا لا نستطيع ادارة مواقعنا التاريخية بشكل مهني، لافتقارنا لكوادر المتخصصين والخبراء في هذا الشأن».
وبكل بساطة يمكن ان تشاهد آثاراً من بينها نعوش وأكفان للسلالات البدائية والمبكرة للانسان يعـود تاريخها الى 3000 عام، في المتحف الاسرائيلي في القدس المحتلة، حيث استولى عليـــها علماء الآثار وخبراء الحفريات الإسرائيليون اثناء عمليات التنقيب التي قاموا بها في القطاع على مدى أربعة عقود من الاحتلال، ووصلت بعض الآثار إلى المتـــاحف التركية في اسطنبول والمتاحف البريطانية في لندن.
وقال البرفيسور سالم المبيض، من الجامعة الإسلامية في غزة «كانت غزة ولقرون منطقة نشاط وتبادل تجاري للأردن وشبه الجزيرة العربية، وقد حكمنا الاغريق والرومان والبيزنطيون والمماليك والعثمانيون، وترقد تحت كل شبر مربع هنا اسرار من التاريخ ». واستناداً إلى مسؤولي وزارة السياحة الفلسطينية، فإن من بين 52 ألف قطعة نقدية من الذهب والبرونز تم اكتشافها في القطاع منذ عام 1990 هناك 41 ألف قطعة تمت سرقتها وبيعها.
ويقــــول مقاول البناء جودت خوري، الذي افتتح متحفاً خاصاً به على شاطئ البحر عام ،8002 إنه مستعد ليدفع بسخاء لأي عامل أو صياد سمك أو أي شخص آخر يحضر له اي قطعة نقدية أو اثرية او يساعد في استعادة 3000 قطعة، بينما يقول تاجــر للتحف والآثار من تجار السوق السوداء مكتفياً باسمه ابوأحمد «تباع قطعة اثرية بحجم الهاتف المتحرك تعود الى العصـــر الفرعوني أو حقبة الكنعانيين بمليون دولار في السوق السوداء وأستطيع انجاز صفقة من هذا القبيل كل شهر».
مشيراً إلى أن اسرائيل بتشديدها اجراءات الدخول اليها والخروج منها عبر معبر إيريز عرقلت كثيراً من عمليات التهريب، لكن سوق الآثار والتحف فيها مازال ناشطاً وهو الأكبر وفيه تعقد الصفقات الكبيرة.
وتؤكد حركة حماس التي تسيطر على القطاع، أنها تعكف على تشديد الاجراءات واللوائح والتعليمات الخاصة بالحفاظ على المواقع الاثرية والتاريخية، بعد أن افتتحت وزارة السياحة والآثار متحف «التاريخ والآثار»، وأخذت على عاتقها مسؤولية التنقيب عن القطع النقدية في رفح واستعادة ما تمت سرقته وما تم بيعه من هذه القطع.
ويضيف الآغــــا أن وزارته تخطط للتعاون مع الجامعة الإسلامية في غزة لتنظيم دورات مكثفة ومتقـــدمة في علم الحفــــريات والتنقيب.
وعملت حركة حماس على توفير حراسة مناسبة لأهـــم موقع تاريخي في غزة، وهو بقايا دير يعود إلى القرن الثالث الميلادي، لكن الخضري يتهمها بمـــراقبة دخله المالي، ويقول إنها طلبت منه التخلي عن بعض الشمعدانات الصغيرة وتمثال صغير للإلهة الإغريقية أفروديت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news