متسابقون عرب وأوروبيون وأفارقة يبحثون عـــن اللؤلــؤفـي «بطولة فزاع»
بطل الغوص.. شرطي يعشق الصيد بالصقور
ناصر عبيد خلفان يقفز فرحاً بفوزه بالمركز الأول في البطولة. من المصدر
أحرز الشرطي ناصر عبيد خلفان المركز الأول في بطولة فزاع للغوص الحر، التي اختتمت منافساتها، مساء اول من أمس، في الميناء السياحي في دبي. وتمثلت المفاجأة في كون البطل الجديد يشتهر بشكل أكبر في مجال القنص بالصقور، فضلاً عن مهارات أخرى عديدة مرتبطة بالبيئة الصحراوية، لينسج خلفان قصة وصل حقيقية بين البيئات البرية والبحرية والجوية، عبرالغوص والصيد بالصقور .
وتمكن خلفان من تصدر ترتيب المسابقة الخاصة بالمواطنين وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي، بعدما استطاع الغوص بالطريقة التقليدية للأجداد بحثاً عن المحار ومكنونه من اللؤلؤ، وظل لمدة 3.33 دقائق، متقدماً عن حامل لقب البطولة معاذ سلطان آل علي بفارق 20 ثانية فقط، حيث حقق آل علي الذي جاء في المركز الثاني زمناً مقداره 3.13 دقائق، وحل سيف بن حريز الفلاسي ثالثاً بزمن 3.08 دقائق، متقدماً بفارق جزء واحد من الثانية على صاحب المركز الرابع عادل علي محمد.
رهبة البطولة
قال البطل الجديد خلفان انه تلقى تدريباً خاصاً في سلطنة عمان، حافظ بعده على لياقته في الغوص الذي لم يمنعه عنه ارتباطه بدوام رسمي في شرطة الشارقة، مشيراً إلى أن الشيخ أحمد بن حميد النعيمي هو من يقف وراء تشجيعه على ممارسة رياضة الغوص، رغم أن هوايته الأولى القنص بالصقور.
أصدقاء لخلفان صفقوا كثيراً بعد إعلان النتيجة النهائية للمسابقة، وأكدوا أن الرقم الاعتيادي لخلفان هو 4.10 دقائق، مشيرين الى أن رهبة البطولة ووجود اعلاميين كثر أشعره ببعض الرهبة.
وحل المتسابق العماني الوحيد، خميس مسلم سعيد، خامساً، في زمن مقداره 2.52 دقيقة، فيما تم استبعاد أحد المتسابقين لخطأ فني.
فئة المحترفين
في المقابل تميزت المسابقة الخاصة بفئة المحترفين باتساع نطاق المشاركة لتشمل متسابقين من روسيا وفنلندا والجزائر ولبنان ومصر وبريطانيا وكينيا غاصوا وفق الطريقة ذاتها التي كان يعتمدها «الطواش» الإماراتي في رحلة البحث عن اللؤلؤ، وهو أمر يستدعي الاستغناء عن كامل أدوات الغوص المساعدة، ما يترتب عليه حسب رئيس اللجنة المنظمة للبطولة حمد الرحومي زيادة صعوبة المهمة بالنسبة للمحترفين.
وحافظ الغواص الروسي ميلشانوف أليكسي على لقب البطولة بزمن مقداره 6.38 دقائق، تلاه الفنلندي ميكو ساميلي بزمن 6.25 دقائق، ثم الجزائري عادل غزالة ثالثاً بزمن 5.45 دقائق.
|
المتسابقة الصغرى
تواظب الفتاة الإماراتية سارة الغاوي (13 عاماً )على الاشتراك في البطولة المتاحة للجنسين، ولو على هامش المنافسات كل عام. لكنها على الرغم من ذلك تحقق تصاعداً لافتاً في مستواها يتواءم مع مثابرة «الطواش» الباحث عن اللؤلؤ، حتى لو خاض مئات المحاولات غير المثمرة، اذ تمكنت سارة من تحقيق رقم متقدم في الغوص، قياساً بسنها، وهو 55 ثانية. |
وكانت بطولة فزاع للغوص الحر قد انطلقت الخميس الماضي، للجنسين على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة 14 دولة. وتضم فئتي المحترفين والهواة.
ثقافة الموروث
قال المدير التنفيذي لمكتب بطولات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، عبدالله حمدان بن دلموك، إن «بطولة الغوص الحر واحدة من أهم بطولات فزاع التي تحقق انتشاراً جيداً ليس فقط لممارسة تلك الرياضة المرتبطة بشكل مباشر بالشق الاقتصادي للإمارة قبل اكتشاف النفط، بل أيضاً بنشر ثقافة الموروث»، مضيفاً أن هناك كثيرا من التساؤلات لدى المحترفين الذين يفدون من دول عدة للمشاركة في البطولة، وايضاً من قبل الجمهور، حول أسباب تمسك لجنة التحكيم بشروط غير معتادة في رياضة الغوص، الأمر الذي يستتبعه إيضاح اسلوب الطواش الإماراتي في رحلة بحثه عن اللؤلؤ في اعماق البحر.
ولفت بن دلموك إلى أنه في مقابل الانتشار المحلي والخليجي لبعض البطولات الأخرى التي ينظمها مكتب بطولات فزاع، فإن «بطولة الغوص تمكنت من التعريف بجانب من الموروث الإماراتي أبعد بكثير من دول الجوار الخليجي والعربي، وبشكل خاص في أوروبا»، بعد تصنيف البطولة على أنها الأعلى عالمياً من حيث قيمة الجوائز في مجالها.
وقال إنه تمت زيادة الجوائز الخاصة من المراكز الثاني الى العاشر، بناء على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، راعي البطولة، لتحفيز المتسابقين، مشيراً الى ان هناك ارقاماً جديدة قد تحطمت في بطولة العام الجاري، اذ ان «البطولة صنفت عالميا من خلال القواعد التي وضعتها اللجنة العليا المنظمة برئاسة حمد الرحومي الذي لعب دوراً كبيراً في تطوير المسابقة».
وقال الرحومي ان اليوم الختامي الذي شهد تغييرات في نظام البطولة أدى الى مزيد من الإثارة والتشويق، حيث تمت مشاركة آخر خمسة متأهلين من كل فئة ليتنافسوا على الأرقام الأولى، بينما أدى كل متسابق من اول خمسة متنافسين من كل فئة منفرداً. وكشف الرحومي عن انه سيتم تنظيم دورات خاصة للـ10 الأوائل من المواطنين لرفع مستوياتهم بدنيا وفنيا لتأهيلهم للمشاركة في الأعوام المقبلة.
واشار الى أن اللجنة العليا المنظمة للبطولة تعكف على دراسة تنظيم البطولة لأكثر من دورة في العام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
