«سمبوزيوم النحت» اختتم فعاليات استمرت 6 أسابيع
العالم تحدّث لغة الفـن في أبـوظـــبي
اختتمت أول من أمس، فعاليات الدورة الأولى من «سمبوزيوم أبوظبي الدولي للنحت»، الذي انطلق 25 فبراير الماضي تحت عنوان «تقارب المجتمعات عبر لغة الفنون»، بمشاركة 17 فناناً من مختلف دول العالم، بتنظيم من جامعة زايد بالتعاون مع جاليري «سلوى زيدان» وبشراكة استراتيجية من بلدية مدينة أبوظبي ونادي ضباط القوات المسلحة. وقام الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتكريم الفنانين المشاركين في الملتقى واستعراض الأعمال الفنية التي قام الفنانون بتنفيذها خلال فترة السمبوزيوم التي استمرت ستة أسابيع.
«خطوة»
«خطوة» كان عنوان العمل الذي شارك به الفنان الإماراتي حسن شريف في الملتقى، وهو مجسم من الحديد غير المطلي أو المصقول، يبدو مثل إنسان يخطو للأمام. وقال «هي خطوة قد تكون دلالة على السمبوزيوم الذي استطاع ان يخطو أولى خطواته بنجاح، وأثق بأنه سيحقق المزيد من النجاح في دوراته المقبلة، بينما اخترت الحديد بحالته دون صقل او طلاء حتى يعكس تأثير الطقس وحالاته عليه، باعتبار الطقس جزءاً من الحياة وله بصمات واضحة على الأشياء من حولنا». مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يقدم فيها عمل نحت ميدانياً وبهذا الحجم، كما أنها المشاركة الأولى له في سمبوزيوم للنحت، حيث اعتاد في أعماله السابقة ان ينتج «أشياء» باستخدام مواد مختلفة.
وأعرب شريف عن سعادته بتمثيل الإمارات في هذا الحدث الدولي الذي تنظمه أبوظبي للمرة الأولى، معتبرا أن مشاركة جهات رسمية في رعاية ودعم السمبوزيوم مثل بلدية أبوظبي ونادي القوات المسلحة وجامعة زايد خطوة مهمة في إضفاء اعتراف رسمي على الفعاليات الثقافية في الدولة. مشيرا إلى أن إقامة حدث بحجم سمبوزيوم ابوظبي، يأتي مكملا لمشوار الفن البصري والأحداث الكبيرة التي تشهدها الإمارات هذه الفترة في مجال الفن التشكيلي، والمشروعات الضخمة التي يجري تشييدها في منطقة المتاحف في جزيرة السعديات.
«شموخ» اللبان
أما الفنان المصري إيهاب اللبان، الذي شارك من قبل في معارض نحتية عدة حملت مشاركته عنوان «شموخ». موضحا أن «العمل عبارة عن منحوتة من الجرانيت الأسود تمثل كياناً تجريدياً انسيابياً، لكنه يقف بالثبات والشموخ نفسيهما اللذين تميزت بهما التماثيل الفرعونية على مر التاريخ. بينما استخدام الجرانيت الأسود يرجع إلى المكانة التي يحتلها اللون الأسود لدى الإنسان العربي، حيث يرتبط بالرفعة والمكانة المتميزة».
وأشار اللبان إلى أن الأهمية الحقيقية للسمبوزيوم وغيره من الملتقيات الثقافية والفنية، تتمثل في التلاقي بين فنانين من ثقافات متنوعة، واكتسابهم خبرات مهمة لا تظهر بشكل مباشر أو مفاجئ في أعماله، ولكنها تظهر بشكل غير مباشر وتدريجي في أسلوبه في ما بعد، كما تسهم هذه اللقاءات في تقريب المسافات بين الشعوب والثقافات.
السيمفونية السابعة
من جانبه، شارك الفنان اللبناني حسام شيا بمنحوتة من الرخام التركي بعنوان «السيمفونية السابعة»، مشيراً إلى أن الارتباط بين العمل وعنوانه يرجع إلى أن السيمفونية تتكون من مقاطع موسيقية لكل منها هوية خاصة به، واجتماعها معاً يكون السيمفونية بشكلها النهائي. كما أنها تمثل في نظره «طاقة الحياة» حيث تموج المنحوتة بالحياة والحركة المتواصلة التي لا تعرف بالضبط متى تبدأ ومتى تنتهي. أما الرقم (7) فيعود إلى أن المنحوتة هي العمل السابع له، «وغالبية الفنانين حققوا الشهرة بعد تقديمهم عملهم السابع، وهو ما أطمح إليه».
وأشار شيا الذي شارك من قبل في عدد من الملتقيات في لبنان واميركا وتونس إلى ارتباطه بالرخام كخامة للنحت استخدمها في معظم أعماله السابقة. «أستشعر ان الرخام هو الأقرب إلى نفسي، والأكثر اتساقا مع روحي، حيث اشعر بأنه ينبض بالحياة ويمكن من خلاله التعبير عن الكثير من الأفكار والموضوعات».
|
نحّاتون مشاركون بيلي لي المملكة المتحدة، كارولين رامرسدورفر النمسا، إيهاب اللبان مصر، خورخي فيلين بلغاريا، غريغور كريغار سلوفينيا، حسن شريف الإمارات، هوانغ سيونغ كوريا، جو كلاي ألمانيا، جون بارلو هودسون الولايات المتحدة الأميركية، جون غوغاباريشفيلي جورجيا، قسطنطين ديموبولوس أستراليا، يوشين أوغاتا اليابان، حسام شيا لبنان، فابريزيو دييتشي إيطاليا، خوانخو نوفيلا إسبانيا، بيتري بيتروف بلغاريا، ماساهيرو هاسيغاوا اليابان. |
أعمال متنوعة
تنوعت أعمال الفنانين المشاركين في الملتقى من حيث الخامات والأفكار وأسلوب العمل والتنفيذ، مثل العمل الذي قدمه الفنان الياباني ماساهيرو هاسيغاوا، تحت عنوان «لوتس» وتكون من ثماني زهرات لوتس رائعة صنعها من «الاستانلس ستيل»، ووقفت في أوضاع زادت من جمل العمل، بينما تجمعت قطرات ندى على أوراقها العريضة الجميلة، والعمل هو جزء من مجموعة أعمال متشابهة عن زهرة اللوتس أيضا. ومن «الاستانلس ستيل» المصقول قدم الفنان البريطاني بيلي لي عملا متميزا يبدو كأن أكثر من دائرة تتداخل معاً من جهات مختلفة، وقد نقش على سطحها حروف عربية طليت بالفضة، وهي تعبر عن الحياة التي تتغير من وقت لآخر ومن جانب للثاني. وقدم الفنان الياباني يوشين أوغاتا عملاً من الرخام يجسد تأثير إلقاء حجر وسط بركة ماء بأسلوب جمالي مبتكر. ويعد العمل الذي اشتركت به الفنانة النمساوية كارولين رامرسدورفر، وهي العنصر النسائي الوحيد في السمبوزيوم، من أكثر الأعمال الفنية تركيباً وصعوبة.
عاصمة الثقافة
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أهمية تعزيز القيم الجمالية والفنية التي تعمل على ترسيخ مكانة أبوظبي مدينة عصرية ووجهة عالمية للثقافة ومنارة جديدة للفنون في العالم الحديث، خصوصاً في ظل ما تشهده أبوظبي من نهضة ثقافية وفنية تكمن في استقطاب نخبة من المتاحف العالمية المرموقة، حيث من المتوقع أن تتبوأ العاصمة مركزاً قيادياً في عالم الثقافة والفن في غضون السنوات القليلة المقبلة.
وأوضح مدير جامعة زايد الدكتور سليمان الجاسم أن «الجامعة عملت طوال فترة (سمبوزيوم) على تنظيم عدد من المحاضرات وورش العمل التطبيقية في فرع الجامعة في أبوظبي ودبي بعضها مخصص للطالبات، خصوصاً المسجلات للدراسة في برامج الجامعة الفنية والبعض الآخر مخصص للجمهور، ولاقت هذه المحاضرات نجاحاً وإقبالاً كبيرين حيث أتاحت الفرصة للعديد من سكان الإمارة التعرف عن كثب إلى أعمال وإبداعات كبار النحاتين العالميين المشاركين في الملتقى، وفتحت لهم المجال للاستفادة من الخبرات الفنية والثقافية لهؤلاء النحاتين العالميين والتعرف إلى حضاراتهم المختلفة من خلال فن النحت».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news