تأبين عز الدين إبراهيم في «كُتـّاب أبوظبي»

الراحل عز الدين إبراهيم. وام

 جمهور كبير حضر الأمسية التأبينية التي أقامها اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات ـ فرع ابوظبي، أول من أمس، لتأبين الراحل الدكتور عزالدين إبراهيم، بالتعاون مع مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتاب الشاعر حبيب الصايغ، ان الفقيد كان موجوداً ومؤثراً، حيث اشتغل منذ منتصف القرن الماضي مع مؤسس النهضة في هذه المنطقة حكيم العرب المغفور له باذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ونذر عمره للدفاع عن العروبة، منطلقاً من إيمانه بقوة الأمة العربية والإسلامية، وكان له تجلياته في ميادين الفكر والمعرفة والتأليف والترجمة والعمل العام.

وأضاف الصايغ أن الفقيد فهم الحياة عطاءً وسخاءً وتفانياً، فكتبت له حياة جديدة مديدة حتى في الموت، ليظل حاضراً في الغياب، وحياً في الموت، لا على سبيل مجاز خالص، وانما هو المجاز الذي يستمد من الحقيقة معناه وجذوره وأسبابه، وعلامات إعرابه وعلاماته الفارقة»، معتبراً أن تنوع مشارب ومواهب جمهور الأمسية والمتحدثين فيها، هو دليل على تعدد مواهب الفقيد.

اما وزيرة الدولة رئيسة مجلس إدارة مؤسسة صندوق الزواج الدكتورة ميثاء الشامسي، فقد تحدثت عن الراحل الإداري والعالم والإنسان من خلال عملها معه خلال توليه إدارة الجامعة، وأكدت انه كان يملك شخصية إدارية من الطراز الأول، تقوم على التوازن واستثمار قدرات البشر العاملين معه، واكتشاف قدراتهم، حيث يمنحهم ثقة كبيرة تولد فيهم الولاء والإخلاص، وهي ملامح إدارية حكيمة يفتقدها الكثير من الإداريين والمسؤولين. كما كان يتولى إدارة الأمور بعيداً عن البيروقراطية وفرض رأيه على الآخرين، مع حرصه الشديد على الاطلاع على ثقافة وتجارب الآخرين للاستفادة منها، والتأني ودراسة القرارات وكل تداعياتها قبل إصدارها «وهي صفات لا تتوافر إلا في شخص مليء بالمنهجية والثقافة والمعرفة والعلم».

وعن الجانب العلمي لديه؛ قالت الشامسي «كان رافداً علمياً لكل الموضوعات التي كانت تطرح في الجامعة، وكان عالماً وحريصاً على الاستزادة من العلم، يعطي ويأخذ في عملية تبادلية تمثل المعرفة الحقيقية التي تسهم في نضج فكر الإنسان، أما كإنسان فقد اتسم بالصدق والرحابة والمحبة للجميع، وكانت لديه لمسة إنسانية وأخلاقية تفيض على الجميع، وهذا البعد الإنساني هو الذي يظل ويبقى أثراً طيباً حتى بعد رحيل صاحبه».

وعدّد مستشار الرئاسة للشؤون القضائية والدينية علي الهاشمي، مناقب الراحل فقال إنه كان «نبيلاً وعالماً جليلاً، وأستاذاً متمكناً، ومؤمناً صادقاً جاداً في عمل الخير، ما جعله من الرجال الذين لا يغيّبهم الموت».

واستعرض مدير مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية سالم عبيد الظاهري، مساهمات الفقيد في أعمال الخير، وجهوده في تأسيس المؤسسة، مشيراً إلى الاهتمام الخاص الذي كان يوليه لمشروع إعداد «موسوعة القواعد الفقهية» التي تنفذها المؤسسة بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة، وهو العمل الذي لم يكتمل بعد.

وأشار مستشار شؤون الرئاسة زكي نسيبة إلى أن الراحل كان شخصية فريدة وعلماً من أعلام الثقافة العربية والدعوة الإسلامية، مستعرضاً ملامح من إعماله الإنسانية التي شملت الكثيرين.

ودعا السفير في وزارة الخارجية الدكتور يوسف الحسن، أسرة الفقيد وأحباءه إلى حصر تراثه الفكري، ورحلته في مجال العمل الثقافي والإنساني والخيري، ونشر بحوثه، متطرقاً إلى جهوده الكبيرة في مجال الحوار الإسلامي المسيحي، الذي امتدت إسهاماته فيه على مدى أربعة عقود، حيث كان يرى ان هذا الحوار يحتاج إلى تصويب وتدقيق في الأهداف والمرجعيات، وحسن اختيار المتحاورين والموضوعات. كما كان يرى ان حالة العداء بين الإسلام والغرب، مؤقتة، سبقتها عبر التاريخ مواجهات عصيبة مدمرة، وان من أسباب هذا العداء ما يعود إلى أطراف غربية متطرفة، ويعود البعض الآخر إلى أطراف إسلامية متشددة، لا تعبر عن الإسلام الحقيقي والفهم الإسلامي المعتدل الوسيط، في حين يقوم العلاج على تأصيل الحوار، وإزالة المخاوف المتبادلة، والدعوة إلى الاعتدال.

وصاغ الشاعر الإماراتي عارف الشيخ، مشاعره تجاه الفقيد في قصيدة مؤثرة انتزعت الدموع من عيون الحضور، خصوصاً بعد أن غلبت العبرات الشاعر خلال إلقاء الأبيات. وفي كلمته تحدث الدكتور أمين الجوهري عن اطلاع الفقيد الواسع في مختلف المجالات، ومن بينها مجال الطب، حيث تدين الأسرة الطبية له بإسهامات راقية في القضايا الطبية ذات البعد الأخلاقي، مثل نقل الأعضاء والاستنساخ، وحقوق المرضى والمعاقين، وغيرها.

تويتر