«أناسي» تطلق حملة «وطن للتاريخ.. أمة للمستقبل»

أطلقت مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي صباح أمس حمــلة «وطن للتاريخ أمة للمستقبل» التي تهدف إلى عرض وتسويق الفيلم الوثائقي الإماراتي الأول (وطن للتاريخ.. أمة للمستقبل)، الذي قامت المؤسسة بإنتاجه منذ ما يقرب من عامين، وتعريف أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين من عرب وأجانب على أرض الدولة بما يتضمنه من معلومات تاريخية قيمة. حيث يرصد الفيلم مكتشفات أثرية مهمة وثرية ستبهر العالم وتغير من مجريات التاريخ ورؤية علم الآثار إلى المنطقة، ليؤكد أن تاريخ البشرية على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة لا ينحصر في بضع سنوات كما كان سائداً من قبل، بل يعود إلى أكثر من 150 ألف عام.

وأوضح مدير العلاقات العامة والاتصال بالمؤسسة عمار الحاج خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس، بفندق رويال ميريديان ابوظبي، أن الحملة التي تنظم بمشاركة جمعية التراث العمراني، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، تتضمن عدداً من الفعاليات من أهمها: توزيع الفيلم الوثائقي «وطن للتاريخ.. أمة للمستقبل» على المدارس والجامعات كافة، والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية والمؤسسات الثقافية وجمعيات المجتمع المدني وسفارات الدولة في الخارج والسفارات والبعثات الدبلوماسية على أرض الدولة، ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين والعرب والأجانب. إلى جانب تنظيم معرض فني بالتعاون مع مجوهرات المنارة يتضمن مجموعة من تصاميم الحلي الفضية المستوحاة من التراث الإماراتي.

وأشار مدير عام جمعية التراث العمراني أحمد العناب إلى ان المثقف العربي أصبح اليوم أمام هذا التدفق الغزير للمعلومات والأفلام التوثيقية التي ينتجها العالم المتحضر يعيش شبه معزول عن تداول المعلومات الأساسية المتعلقة ببلاده وتراثه. موضحاً ان «الجمعية الآن في طور استملاك وترميم وتأثيث بعض المباني التاريخية، وهي في صدد إعداد خارطة تاريخية للمناطق التاريخية والأثرية في الدولة باللغتين العربية و الإنجليزية ستكون الأولى من نوعها على مستوى الدولة، كما تحضر حالياً لإعداد منهج دراسي متكامل في مجال الحفاظ على التراث، لإدراجه ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم وحتى الدراسات الجامعية والدراسات العليا». ويسعى الفيلم إلى ان يقتفي بإخلاص أثر التاريخ القديم لدولة الإمارات، بتركيزه على الاكتشافات الأثرية، وتقديم صورة حية لمعالم الإمارات وشعبها، وذلك عبر رحلة يأخذ فيها الراوي والشخصية الأساسية في الفيلم، مدير قسم الآثار بهيئة ابوظبي للثقافة والتراث د. وليد ياسين . ويستعرض الفيلم اماطة اللثام عن لغز الحضارة التي قامت منذ 3000 سنة قبل الميلاد، وشكلت جزءاً بارزاً من حضارة أم النار. وكذلك آثار مستوطنات سكان أرض سومر بالعراق، والتي شكلت المهد الأول للحضارة في العراق، حيث تعود إلى 5000 عام، وساعدت مياه الخليج الضحلة والشاطئ الساحلي المنبسط على جانبيه على ازدهار التجارة بين ارض السومريين والإمارات. وتم العثور على آثار مستوطناتهم في انحاء المنطقة كافة من العصر الحديدي، ومنها: أجزاء من الفخار وأوانٍ من الحصى الناعم، ورؤوس سهام دقيقة من البرونز وغيرها. كما اُكتشفت في مقبرة عجمان في منطقة «مويهات» المعروفة باسم مدفن «أم النار»، ادوات للزينة الخاصة بالنساء، إضافة إلى مجموعة من العقود والخرز المتنوع وصدف البحر. ويتناول الفيلم كذلك احافير جبل حفيت التي تعود إلى 38 مليون عام، وهي لمخلوقات بحرية كانت تعيش على سلسلة من الصخور في مياه البحر الضحلة بين 135 و70 مليون سنة. والاحافير التي وجدت على طول ساحل ابوظبي لآثار أسماك ذات قشور وعظام حيوانات مثل الفيلة ووحيد القرن والتمساح والحصان، بما يثبت ان مجموعة كبيرة من الثدييات قد عاشت في المنطقة من العصور الغابرة، ويفسر وجود النفظ اليوم. وهو ما يبعث الفخر والاعتزاز في وجدان شعب الامارات الذي يمتلك تاريخا يشكل اسا التقديم والازدهار الذي تشهده الدولة.

تويتر