«فالنتاين» بغداد.. ورود ودُمى تتناسى التفجيرات

معظم العراقيين لا يعرفون شيئا عن عيد الحب.             ا.ف.ب

تسعى لينا (24عاماً) وهي طالبة جامعية في احد أحياء بغداد الراقية الى البحث عن هدية مميزة لكي تقدمها الى خطيبها انمار في عيد الحب أو ما يعرف بـ «فالنتاين» الذي سيصادف اليوم. ورغم أن شعبية هذا العيد منحصرة بين فئة الشباب والعشاق إلا ان المتاجر العراقية تحرص على عرض كميات كبيرة من هدايا عيد الحب المميزة بألوانها الحمراء الزاهية التي تجذب الزبائن من مسافات بعيدة.

وقالت لينا «كانت استعدادتي مبكرة هذا العام لأنني حرصت على تقديم هدية مميزة الى خطيبي بعد ان كانت الهدايا قبل هذ العام اقدمها الى والدي ووالدتي وإخوتي».

واضافت «لا اعتقد ان هناك علاقة بين أن أكون مسلمة أو مسيحية للاحتفال بـ«فالنتاين» لأن الحب حالة وجدانية، ومن الضروري ان يكون له مناسبة من أجل تحفيز المشاعر الوجدانية تجاه الآخرين، وهي مناسبة سعيدة تنسينا سماع الاخبار السيئة كل يوم حول مقتل هذا الشخص وإقصاء الآخر وانفجار هنا وآخر هناك».

وأوضحت «نحن في العراق بحاجة الى المزيد من المناسبات السعيدة ويجب عدم اقتران هذه المناسبات بسياسة الدولة».

والأمر لا يقتصرعلى الشابات فهناك عدد كبير من الشباب الذين يتجولون بين المحال التجارية بحثاً عن هدايا مميزة .

وقال مصطفى (22عاماً)، طالب جامعي، «مازلت أبحث عن هدية مميزة لأقدمها الى حبيبتي، وأحرص ان تكون غريبة بعض الشيء».

وأضاف «عيد (فالنتاين) حالة انسانية جميلة وأخذت بالاتساع في العراق، وهي مناسبة تبعث الامل وتمس المشاعر الانسانية والاحساس بوجود شخص ينتظرك يبادلك مشاعر انسانية جميلة».

ولا يعرف غالبية العراقيين شيئاً عن عيد «فالنتاين»، فيما يرى آخرون ان هذا العيد مقترن بثقافات غريبة عن التقاليد الشرقية، وبالتالي فهو لا يعد عيداً يمكن الاحتفال به لكن هذا لا يمنع انتشاره بين صفوف الشباب بشكل لافت، خصوصاً في الاحياء الراقية بين طلبة الجامعات من كلا الجنسين.

وتحرص المحال التجارية والاسواق على استيراد هدايا خاصة بعيد الحب جميعها من مناشئ أجنبية، خصوصاً من الصين، مثل أغصان ورود حمراء ودببة مختلفة الاشكال والاحجام وأجهزة انارة وباقات زهور ودمى ووصل الحال هذا العام الى عرض ملابس نسائية داخلية مميزة ومعبأة داخل علب فاخرة بداخلها قلب أحمر وأشرطة وشموع وفوانيس وبطاقات تهنئة كتب على بعض منها عبارات «حبيبي افتخر انك حبيبي وانك الحب الحقيقي، يكفني اني اذا ذكرتك انسى احزاني و«لماذا اخترتك حبيباً» فضلاً عن كتابة عبارة «أحبك» على غالبية الهدايا.

وقال سامر (38عاماً) صاحب محل تجاري في بغداد «هدايا عيد (فالنتاين) هذا العام تشهد رواجا واقبالا كبيرا، خصوصاً من قبل طلبة المدارس والجامعات وغالبيتهم من المسلمين، اضافة الى الطوائف الاخرى وحققنا مبيعات جيدة خلال الاسبوع الماضي وأتوقع زيادتها».

وأضاف «مبيعاتنا هذا العام تجاوزت العامين الماضيين، حيث ان الاقبال كان ضعيفاً لاقتران المناسبة بالعطلة الربيعية لطلبة المدارس والجامعات وذكرى عاشوراء لكن هذا العام الحال اختلف».

وقال «تم استيراد أنواع مميزة من الهدايا من مناشئ أجنبية وغالبا ما أقترح على الزبائن شراء انواع من الهدايا لأنني اشعر بأن زبائن يريدون تقديم هدايا لكنهم لايعرفون ماذا يختارون نظراً لكثرة انواعها، فمثلاً بعضهم يريد شراء دب ونحن لدينا أنواع بعضها صامتة وأخرى ناطقة، فأنا ادعو الزبائن لشراء الناطقة لأنها اكثر جمالية رغم أنها متشابه في الشكل واللون».

وأوضح سامر «هناك انواع من الهدايا نحرص على عدم عرضها في واجهة المحل خصوصاً الملابس النسائية الداخلية المصنوعة لهذه المناسبة، وأحرص على عرضها للزبائن وهم داخل المحل وتحظى بقبول منهم وبصورة عامة فإن أسعار الهدايا تتراوح بين 1000 دينار و70 ألف دينار».

وسيتزامن عيد «فالنتاين» في العراق هذا العام مع انطلاق أوسع حملة دعائية في تاريخ العراق تسبق اجراء الانتخابات العامة التشريعية في السابع من الشهر المقبل، حيث ستختلط الألوان الزاهية لوسائل الدعاية الانتخابية مع اللون الاحمر الذي سيغطي مساحة كبيرة في الجامعات العراقية والمقاهي التي يرتادها الشباب والشوارع التجارية، فضلاً عن اقامة حفلات خاصة تقام في بعض المنازل، حيث تحرص عائلات عراقية على اقامة احتفالات عائلية توزع خلالها الهدايا في ما بينها وتنتهي بحفل راقص ووجبة عشاء فاخرة.

تويتر