6 جوائز للإمارات في «الخليج للإذاعة والتلفزيون»

مؤسسة دبي للإعلام تؤكد حضورها في المهرجان. أرشيفية

حقق الإعلام الإماراتي أمس، إنجازاً خليجياً مهماً يضاف إلى جملة الإنجازات التي حققها أخيراً، وكان أحدثها حصول عدد كبير من البرامج والمواد الدرامية على جوائز مهمة في مهرجان الإعلام العربي في القاهرة، حيث تصدرت الإمارات قائمة الدول الخليجية الأكثر حصداً للجوائز في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في العاصمة البحرينية المنامة بست جوائز بينها خمس ذهبيات وفضية واحدة، من خلال أعمال قدمتها «مؤسسة دبي للإعلام»، و«شركة أبوظبي للإعلام» و«إذاعة وتلفزيون الشارقة».

وقال مدير قناة «سما دبي» الفضائية أحمد المنصوري لـ«الإمارات اليوم»، إن «التنسيق الجيد بين المؤسسات الإعلامية المختلفة في الدولة تحت مظلة المجلس الوطني للإعلام، كان جوهرياً في خروج الإمارات بهذا العدد المهم من الجوائز» وأضاف «حصد برنامج «ظل الكلام» الذي يقدمه الإعلامي ماجد محسن على قناة «دبي» الفضائية، الجائزة الذهبية كأفضل برنامج حواري، وحصل برنامج «المؤشر» الذي يقدمه الإعلامي مروان الحل، على جائزة ذهبية أيضاً، متصدراً فئة البرامج الاقتصادية، أما مسلسل «حنة ورنة» الذي عُرض على شاشة «سما دبي» خلال شهر رمضان الماضي فحصد فضية الدراما الكوميدية».

وأضاف المنصوري «مشاركة أبوظبي للإعلام أيضاً حصدت ثلاث جوائز ذهبية، نالها برنامج تسجيلي عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بعنوان «سيرة قلب ومسيرة وطن»، وبرنامج «أمير الشعراء» عن فئة البرامج الثقافية، ومسلسل «دروب المطايا» الذي تصدر فئة البرامج التاريخية».

وكشف المنصوري أن «دبي للإعلام» شاركت ببرنامجين آخرين هما «الجماهير» في فئة البرامج الرياضية ومسلسل «الجيران» ضمن فئة الدراما الاجتماعية» وأشار إلى أن عملية الاختيار خضعت لعوامل عدة أبرزها التنسيق مع تلفزيوني أبوظبي والشارقة، فضلاً عن مراعاة بنود المسابقة وآليات التقييم فيها، لذلك كان منطقياً أن تختلف المواد المرشحة في هذا المهرجان مثلاً عن تلك التي تم تقديمها في مهرجان الإعلام العربي في القاهرة، تبعاً لاختلاف شروط كل منهما، و على الرغم من عدم فوز «الجماهير» و«الجيران» بأية جوائز فإن هذا لا يعني أنهما غير قادرين على منافسة الأعمال المناظرة، لكن يبقى لكل مهرجان آليته في التقييم التي تعتمد دون شك على لجنة تحكيم محترفة نُثمن قراراتها».

رهان

واعتبر المنصوري فوز «ظل الكلام» و«المؤشر»، إحدى ثمرات رهان «دبي للإعلام» على إعلاميين مؤهلين، على الرغم من كونهم يخوضون تجاربهم الأولى في مجال تقديم البرامج. وقال إن «الإعلامي ماجد محسن تحول لأول مرة من أمام كاميرا نشرات الأخبار كمقدم متميز لها، إلى مقدم برنامج حواري يحتاج إلى خبرة وجهد متميزين سواء أمام الكاميرا أو بعيداً عنها، من أجل الخروج ببرنامج حواري يحظى بمتابعة جماهيرية وإشادة نقدية متميزة كما هو الحال في «ظل الكلام»، في الوقت الذي نجد الإعلامي مروان الحل يخوض التجربة ذاتها لأول مرة، ولكن عبر برنامج اقتصادي هذه المرة هو «المؤشر»، وعلى الرغم من أن لـ«دبي للإعلام» سياستها التقييمية المعتمدة على الوصول لرؤى المشاهدين بأساليب مختلفة، فإن انتزاع ذهبيتين في محفل إعلامي خليجي مهم، يبقى من دون شك تأكيداً على صواب استراتيجية المراهنة على ضخ دماء جديدة في البرامج الحوارية والمتخصصة.

واعتبر المنصوري حصول مسلسل «حنة ورنة» على الجائزة الفضية في فئة البرامج الكوميدية بمثابة إنصاف للمسلسل الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية داخل الإمارات في أثناء عرضه خلال شهر رمضان الماضي، وعلى الرغم من كونه عملاً يستلهم البيئة والجو التراثيين فإن المسلسل من الناحية الفنية حمل الكثير من مقومات التجديد والتميز في معالجة هذه البيئة بقالب كوميدي، سواء من ناحية المضمون أو الإخراج.

ورأى المنصوري أن «العرض الرمضاني لـ«حنة ورنة» قد يكون حرمه من متابعة أقوى على المستوى الخليجي، بسبب زحمة المعروض الدرامي في الشهر الفضيل، بدليل حصول المسلسل على تلك الجائزة التي شاركت فيها أعمال منافسة على مستوى جيد في ما يتعلق بالدراما الكوميدية الخليجية».

وفيما لم تفلح محاولات «الإمارات اليوم» الاتصال بمروان الحل لنقل انطباعاته عن فوز برنامج «المؤشر» بذهبية البرامج الاقتصادية، فإن ماجد محسن مقدم برنامج «ظل الكلام» كان حاضراً رغم عطلة «الجمعة»، معرباً عن اعتزازه بالجائزة التي جاءت بالنسبة له بمثابة تحفيز إلى بذل مزيد من الجهد الإعلامي.

واعترف محسن أن «ظل الكلام» أخذه في أوقات كثيرة عن الانتظام في تقديم «نشرات الأخبار» مضيفاً: «هو تقصير يندرج ضمن مسمى «التقصير الإيجابي»، لأن لكل حلقة أسبوعية اجتماعان تحريريان والكثير من الفقرات التي تصوّر خارج الاستوديو، فضلاً عن متابعة أعمال المونتاج، والأهم استقبال ضيوف البرنامج في جلسة حوارية تحمل جديداً ذا قيمة مهمة للمشاهد.

ومهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون هو تجمع إعلامي هادف، تتجلى فيه ثمرات الفكر والخبرات الفنية والإنجازات التقنية التي تحققت في ميدان الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني الخليجي، خصوصاً والعربي عموماً، وهو ملتقى للمعنيين بالإعلام لتبادل الرأي والخبرة والتجارب وتوثيق الصلات والروابط بين العاملين في هذا المجال، على النطاق الخليجي والعربي والدولي.

ويسعى المهرجان الذي يعقد كل سنتين مرة إلى التعريف بالإنتاج الإذاعي والتلفزيوني للهيئات الأعضاء، وإتاحة الفرص للقاءات مثمرة مع المنتجين العرب والارتقاء بمستوى الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في دول الخليج العربية بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام، وتعزيز الصلات بين المبدعين في الدول الأعضاء ونظرائهم في الوطن العربي والعالم، وتبادل الخبرات بين المؤسسات الإعلامية في هذه الدول، وتنشيط حركة تسويق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بين الجهات المشاركة في المهرجان وعرض أحدث ما تم إنتاجه من أجهزة ومعدات تقنية في مجالي الإذاعة والتلفزيون والعمل على تطوير الأساليب الإذاعية والتلفزيونية فنياً وتقنياً، وكذلك تنمية روح التنافس وتشجيع المواهب المبدعة وتشجيع النقد البناء والتقويم العلمي، بشكل يسهم في تحقيق إنتاج فني متميز، إضافة إلى تنظيم لقاءات فكرية وورش عمل متخصصة في مجالي الإذاعة والتلفزيون. وكانت فعاليات الدورة 11 لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون قد اختتمت أول من أمس، في الصالة الثقافية في العاصمة البحرينية المنامة، حيث تم توزيع جوائزالمهرجان على الأعمال الفائزة.

 

تنسيق نوعي


وصف مدير قناة «سما دبي» المخرج أحمد المنصوري، التنسيق الذي تم بين المسؤولين في الإعلام المحلي من أجل تمثيل الإمارات في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بـ«النوعي»، وقال لـ«الإمارات اليوم» لم يكن بالإمكان الخروج بست جوائز بينها خمس ذهبيات وواحدة فضية، من دون هذه الرغبة الشديدة في حسن تمثيل الدولة في هذا المحفل الخليجي، التي سادت اجتماعات واتصالات المسؤولين في المؤسسات الثلاث «دبي للإعلام» و«أبوظبي للإعلام» وّ«إذاعة وتلفزيون الشارقة»، من أجل اختيار المواد البرامجية والدرامية الأكثر قدرة على المنافسة خليجياً.

 

«أول الغيث» 

قبل أن ينطلق «ظل الكلام» بتقديم الإعلامي ماجد محسن الذي اعتاده المشاهد مقدماً لنشرات الأخبار، راهنت «الإمارات اليوم» من خلال حوار مطول مع مقدمه على تفرد الصيغة الحوارية في البرنامج ونجاعة محسن في تقديم برنامج متفرد، ليأتي مهرجان الخليج فيمنح أحد أهم ذهبياته والخاصة بفئة البرامج الحوارية لـ«ظل الكلام»، الذي فتح بجرأة كبيرة موضوعات اعتقد البعض أنها مصنفة إعلامياً في دائرة «المسكوت عنه».

ماجد محسن الذي أخذ برنامجه الجديد الذي مازال في شهوره الأولى تذكر لحظة إعلامه بنتائج مهرجان الخليج بعض مضمون حواره مع «الإمارات اليوم»، مذكراً «بالفعل تمكن البرنامج من سد فراغ إعلامي مهم ليس محلياً فقط، بل ربما خليجياً وعربياً في ما يتعلق بالبرامج الحوارية، وهو أمر لم يتم بجهد فردي، بل من خلال مجهود جماعي دافعه الأول الثقة التي أولتها إدارة «دبي للإعلام» لأسرة البرنامج، ورهانها على نجاحي خارج حدود مركز الأخبار، متمنياً أن تكون الجائزة الأولى التي يحصل عليها في مجاله الإعلامي الجديد بمثابة «أول غيث» جوائز إعلامية مقبلة.

 

تويتر