«أورينت السورية» تعيد انطلاقتها بعد عام واحد من بدء بثها.                    تصوير: مصطفى قاسمي

«أورينت السورية» تبحث عن 100 مليون مشاهد عربي

في عيدها الأول، الذي صادف أول من أمس، كشفت قناة «أورينت»، خلال احتفالية استضافها فندق رويال ميراج عن وصول عدد مشاهديها، حسب استبيانات ميدانية، إلى 25 مليون مشاهد، في حين أشار المدير التنفيذي للقناة التي تبث من المنطقة الحرة في الفجيرة فادي جبور، إلى أن الانطلاقة الجديدة تستهدف الخروج من محدودية التوجه القطري السوري إلى آخر أكثر انفتاحاً على المشاهد العربي، بهدف الوصول بعدد المشاهدين في نهاية العام الجاري إلى 100 مليون مشاهد.

وأضاف جبور لـ«الإمارات اليوم»، أننا «لا نخشى توابع الأزمة المالية العالمية، ونتطلع إلى حصة جيدة في سوق الإعلان العربية، سيساعدنا فيها وجودنا في الإمارات عموما، ودبي خصوصا، التي تعتبر مقراً لشركة إنتاج مرتبطة بتوأمة مع القناة وهي (لايف بوينت)، في حين ستساعدنا الانطلاقة الجديدة بما تتضمنه من دورة برامجية جديدة على الوجود بحلة تتناسب مع الإمكانات البشرية للإعلام الفضائي السوري، الذي ينتظر منه أن يواكب تفوق الدراما السورية وتميزها عربياً، خلال فترة زمنية وجيزة حرقت من خلالها المراحل بشكل مبهر».

وكشف جبور أن «أورينت» عازمة لأن تكون مع انطلاقتها الجديدة إحدى القنوات ذات الأولوية لدى الأسرة العربية، مضيفاً «تم الوصول إلى خارطة البرامج بعد دراسة ومسح دقيقين لاحتياجات المشاهد، بحيث تتضمن مادة إعلامية تلبي حاجات مختلف الشرائح العمرية والثقافية، لكن الرهان بطبيعة الحال سيكون منصباً بشكل أكبر على فئة الشباب الذين يمثلون نحو 60٪ من جمهور المشاهدين في الوطن العربي، وهي الفئة الأكثر استهدافاً بالأساس لسوق الدعاية العربية».

 
احتفاء إعلامي وفني

  حرص عدد كبير من الإعلاميين والفنانين على حضور انطلاقة «أورينت» الجديدة، مثل المذيعة الجزائرية بقناة الجزيرة الإخبارية خديجة بن قنة، التي حرصت على تهنئة زملائها المصريين بالحصول على كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، والإعلامية المصرية الدكتورة هالة سرحان التي لم يغب عن أحاديثها كواليس الإنجاز الكروي مع الإعلامي بقناة دبي الفضائية أيمن إبراهيم، والمذيع بقناة العربية محمد أبوعبيد في حين أبدت بن قنة في مداخلة اهتمامها بوجود مركز تدريب إعلامي للقناة بالتعاون مع أحد المعاهد الفرنسية. الحضور الفني عكس حرص الفنانين على تأكيد شراكتهم المعنوية للقنوات الوليدة، حيث حضرت الممثلة ميساء مغربي التي أثير حول اشتراكها في «أوراق الحب» الإماراتية جدلاً صحافياً، والمطربة كارول صقر ورويدا عطية، أما عالم الأزياء، فتمثل في حضور هويدا بريدي، كما حرصت إدارة القناة على توجيه الدعوة إلى عدد كبير من الإعلاميين في مختلف أنحاء الوطن العربي لحضور الانطلاقة الجديدة.

غياب الدعم

ولم يخفِ جبور، خلال مؤتمر صحافي للقناة أمس في دبي، أن قرار إغلاق مكاتب القناة في دمشق كان لأسباب تتعلق بالجدوى الاقتصادية، لافتا إلى أن القناة الفضائية الخاصة لا تحظى بدعم مادي حكومي، لذلك يجب ان تولي اهتماماً أكبر، حيث توجد السوق الإعلانية الأكثر نشاطاً، و«هو أمر لا ينطبق على سورية التي نأمل أن نعود إليها في حال تحسن تلك السوق هناك، لكن من دون شك الخروج من منظور القطرية والانفتاح على الإقليمية سيتيح لنا مزيداً من التفاعل مع أسواق إعلانية كبيرة، مثل السعودية ومصر والإمارات وغيرها».

وقال جبور، إن «الدورة الجديدة تولي أهمية كبيرة للتفاعل مع المشاهد، سواء من خلال برامج مباشرة مثل «زاوية حادة» و«مونولوج» أو من خلال البريد الإلكتروني، في حين سيتم الدفع ببرامج أخرى تباعاً أكثر تفاعلية، في حين أكد أن القناة مزجت في الانطلاقة الجديدة بين خبرات مختلفة، مثل الإعلامية أمل شابة وسلامة الفيل، وأخرى شابة لتحقيق نوع من التكامل والحيوية، فضلاً عن إيجابيات ضخ وجوه إعلامية جديدة من خلال شاشة أورينت».

أما مالك القناة ورئيس تحريرها محمد غسان عبود، فرأى أنه ليس هناك تخوف من ضخ أموال في قناة فضائية خلال التراجع الحالي الملحوظ في سوق الإعلان بسبب الأزمة اليومية إلى درجة جعلته يقسم على أنه غير متخوف من ذلك، مضيفاً «هناك وفرة عددية في القنوات الفضائية العربية قد تصل بها إلى نحو 600 قناة، لكن لو تفحصنا سنجد هناك ندرة كبيرة في المشاهد يجعلها لا تتعدى الخمس، وهو وضع مريح يجعل هناك غياب شبه تام في المنافسة، لأننا بطبيعة الحال لن ننافس القنوات الحكومية، في حين أن مئات القنوات العربية تدور في فلك الأغاني والشات والدين، أما أورينت فقطعاً ستكون مختلفة».

وتابع عبود «البيئة الاستثمارية المشجعة وتوافر البنية الأساسية وغياب البيروقراطية هي أهم أسباب وجود أورينت في الإمارات واتخاذها مقراً رئيسا لها»، مؤكداً أن القناة ستسعى لجذب الجمهور العربي على اختلاف انتماءاته القطرية، مضيفاً عندما سئل عن الجمهور المصري «من لا يراعي الجمهور المصري في بثه فإنه لا جمهور له»، مضيفاً «نعلم أنه لا يوجد إعلام غير منحاز، لكن على الأقل يجب أن تكون الرسالة الإعلامية مناسبة ومقبولة لأكبر عدد ممكن من المشاهدين المفترضين الذين يشكلون بالنسبة لنا كل الجمهور العربي».

 
«نحر العربية»

إصرار إدارة القناة، عبر تعميم رسمي في البيان الصحافي، على أن مسمى القناة هو «أورينت تليفيجن» وليس «المشرق» كما تداوله الكثير من الجماهير العربية التي فضلت تعريب مسمى القناة، واللجوء إلى مدرسة فرنسية لتدريب الإعلاميين، جعل زميلا صحافيا يطلب في مداخلة وجهها إلى مالك القناة، عدم «نحر اللغة العربية» على أعتاب «أورينت»، في حين أصر زميل آخر على توجيه سؤال إلى ممثل المدرسة الفرنسية الذي لا يجيد العربية باللغة العربية، دافعاً إياه إلى استخدام خيار الترجمة من العربية إلى الفرنسية.
برامج

وكُشف عن البرامج الجديدة للقناة وأبرزها «مونولوج»، الذي يناقش قضايا متنوعة، مستضيفاً أفراد فريق العمل في كل واحد من برامج القناة، ويهدف إلى خلق حالة من النقد والحوار البناءين، كما يتيح للمشاهدين التواصل مع أسرة تلفزيون «اورينت» في كل حلقة والمشاركة بالرأي سعياً للوصول إلى حالة من التوافـق بين الشاشة وجمهورها. أما برنامج «لوين» فيتيح لمشاهدي القناة الاطلاع على أهم الأنشطة الترفيهية والفعاليات المختلفة وتكاليفها في الأماكن والبلدان كافة التي تزورها كاميرا البرنامج.

بينما يسلط برنامج «فيلمك» الضوء على أهم أفلام السينما العالمية التي حازت جوائز أو ترشيحات في المهرجانات العالمية كذلك الأحداث المتعلقة بالسينما، إضافة للنجوم والمشاهير في عالم الفن السابع، عدا عرض شامل للأفلام كافة، التي تعرض على شاشة أورينت.

ويستعرض برنامج «هارموني» أكل جديد في عالم الموسيقى والاغاني والفيديو كليب، حيث يستضيف الفنانين ويتابع آخر الإصدارات العربية والأجنبية وترتيب الاغنيات الجديدة، ويتناول حياة أحد الفنانين الذين يصادف ميلادهم الأسبوع نفسه لعرض البرنامج.

أما «زاوية حادة» الحواري، فيضع القضايا العربية الاشكالية، السياسية والاجتماعية والثقافية، على طاولة البحث والنقاش، لتحليلها بموضوعية، مراعياً الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، من خلال عرض تقارير أو مقاطع من فيلم وثائقي، يتناول القضية موضوع البحث مع مجموعة من المختصين والإعلاميين وأصحاب القرار.

الأكثر مشاركة