«البردة» إماراتية في «النبطي» ومصرية في «الفصيح»

البدور: «البردة» تجاوزت الإقليمية.               تصوير: ساتيش كومار - شعار الجائزة

كشفت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عن هوية الفائزين بالمراكز المتقدمة في الدورة السابعة لجائزة «البردة» في مجالات المسابقة التي تضمنت الشعر النبطي والفصيح والخط العربي بنوعيه التقليدي والحديث، بالإضافة إلى الزخرفة، بعدما تزايد عدد المشاركات على نحو ملحوظ، ليقفز إلى 350 مشاركاً من مختلف دول العالم. وعلمت «الإمارات اليوم» أن هناك ثماني دول شارك مبدعون منها لأول مرة، من بينها إثيوبيا ونيجيريا.

واحتفظت الإمارات بصدارة مسابقة الشعر النبطي الذي فاز بالمركز الأول فيه الشاعر سالم الزمر، وذهبت الجائزة الأولى للشعر الفصيح إلى الشاعر المصري سمير فراج. وشهدت مسابقتا الزخرفة والخط العربي بالأسلوب الحديث سيطرة إيرانية شبه مطلقة، على الرغم من حجب الجائزة الأولى في الخط، وحصول العراقي علاء إسماعيل على المركز الثاني فيه، كما حصل خطاط إندونيسي على إحدى الجوائز التقديرية في هذه الفئة. واحتكر خطاطون عراقيون مسابقة الخط بالأسلوب التقليدي التي حُجبت أيضاً فيها جائزتا المركزين الأول والخامس.

وعلى هامش مؤتمر صحافي عُقد في وزارة الثقافة والشباب، قال المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون، بلال البدور، ل «الإمارات اليوم» إن «الدورة الحالية شهدت تزايدا ملحوظاً في عدد المشاركات في فئات كثيرة، على نحو رسخت فيه «البردة» عالميتها، من دون أن تكون مقتصرة على مشاركات إقليمية محدودة». ورد سرعة انتشار الجائزة في المقام الأول إلى عالمية محتوى الجائزة التي تقتفى مادتها الإبداعية لسيرة وأحاديث وخصال رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن جهود الوزارة في الوصول إلى كل من يملك إبداعاً مميّزاً في هذا المجال في شتى الثقافات وبمختلف اللغات.

 الفائزون

فاز بالمركز الأول في مسابقة الشعر الفصيح لجائزة البردة سمير مصطفى فراج حسن من مصر، وفي المركز الثاني أحمو محمد الأحمدي من المغرب، وفي المركز الثالث إبراهيم بوملحة من الإمارات، أما المركز الرابع فذهب إلى كامل كمال كامل داود من فلسطين. وفي الشعر النبطي فاز سالم الزمر من الإمارات بالمركز الأول، يليه محمد بن صالح بن طاهر الأحمد من السعودية بالمركز الثاني، فعتيق خلفان الكعبي وعلي سعيد حمد مهنا بالمركزين الثالث والرابع على التوالي وهما من الإمارات.

وحجبت الجائزة الأولى والرابعة في مسابقة الخط العربي بالأسلوب الحديث، فيما فاز بالمركز الثاني علاء إسماعيل من العراق، وفاز كل من علي سعيد حمد مهنا من الأردن، وعلي رضا محبي شيخلري بالمركز الثالث مكرر، واستحق المركز الخامس كل من علي عبدالرحمن علي البداح من الكويت وعلي رضا أفشار ونكيني من إيران ومحمد عارف خان من باكستان ومحمد امزيل من المغرب ومحمد رضا صدري من إيران.

وفاز بالجوائز التقديرية في الخط العربي بالأسلوب الحديث كل من إيسيب مسباح من إندونيسيا وبيمان بيروي وإبراهيم الفت وافسانه مطلبي اسفيدواجاني من إيران.

أما جوائز الخط العربي بالأسلوب التقليدي فحجبت الجائزتين الأولى والخامسة، فيما فاز بالجائزة الثانية مكرر كل من مثنى عبدالحميد العبيدي ومحفوظ يونس ذنون العبيدي من العراق، وبالجائزة الثالثة صباح الاربيلي وهو بريطاني من أصل عراقي، وفاز بالمركز الرابع زياد حيدر المهندس من العراقي أيضاً.

وفاز بالجوائز التقديرية في الخط العربي بالأسلوب التقليدي كل من محمد علي زاهد من باكستان ورياض عيسى العبدالله من سورية ونورية غرسية ماسيب من ألمانيا ومحمد ديب جلول ومحمد جمعة حماحر من سورية ومحفوظ احمد من باكستان.

وفي فئة الزخرفة فاز بالمركز الأول محسن اقاميري من إيران، وعايشه غول تركمن من تركيا بالمركز الثاني، وامير طهماسبي من إيران بالمركز الثالث، فيما فاز بالمركز الرابع مكرر كل من محمد سيد هاشم حسيني من إيران، وشيما اغوركادين من تركيا، وفاز بالمركز الخامس مكرر كل من محمد عبدالزهرة نباتي ومهدي ايراني من إيران.

وفاز بالجوائزالتقديرية في الزخرفة حسب ترتيب المراكز الأربعة كل من شكران صادقلو وفيكين تكينار من تركيا، ومهرداد راستين من إيران، ومليحة نورمان من تركيا.
فنية عالية

وأفاد البدور بأن تكريم الفائزين سيتم في الاحتفال بالمولد النبوي، في حدث سيتم فيه دعوة أصحاب المراكز الأولى الذين سيكونون مرشحين في ما بعد للمشاركة في الفعاليات الثقافية المختلفة التي تنظمها الوزارة على مدار العام. وقال «على الرغم من أن الفكرة الأساسية قد تقود مبدئياً إلى أن مشاركات كثيرة ستصب في إطار أعمال غير نوعية، على أساس أن المشاركة في مسابقة (البردة)، حسب الأفكار الدينية والقيمية المعروفة عنها، غاية في حد ذاتها، فإن واقع فرز وتقييم تلك الأعمال كشف عن أن أكثر من 90٪ منها أعمال ذات درجة فنية عالية». وقال «ارتفعت نسبة المشاركة بشكل كبير بالمقارنة بالدورات السابقة، ووصل عدد المشاركين إلى 350 مشاركاً في المسابقة، بأفرعها المتنوّعة، من مختلف دول العالم، في مقابل 257 في الدورة السابقة، بزيادة مقدارها 30٪، ما يعكس الانتشار الواسع للجائزة وتأثيرها في المستوى العالمي. وتلقت الوزارة مشاركات من دول لم يكن أحد يتوقع أن تصل مشاركات منها، وكانت المفاجأة في الإتقان التميّز في هذه الأعمال».

وأفاد البدور بأن أكثر المشاركات كانت في الشعر الفصيح، وبلغت 127 مشاركة مقابل 94 مشاركة في الدورة السادسة، ثم الخط الحديث 122 مشاركة مقابل 71 عملاً في الدورة الماضية. وارتفع عدد المشاركات في الخط التقليدي إلى 60 مشاركة، وكانت 41 مشاركة في الدورة السابقة. وانخفض عدد المشاركات في الزخرفة من 43 في الدورة الماضية إلى 30 مشاركة في الدورة الحالية، نتيجة لظهور مسابقات عديدة في الدول المجاورة، وبلغ عدد المشاركات في الشعر النبطي ثماني مشاركات في مقابل تسعة أعمال في الدورة السادسة.

ولفت البدور إلى أن مسابقة جائزة «البردة» تتميّز بسهولة المشاركة والبعد عن التعقيد والروتين، ما أسهم في زيادة عدد المشاركات وانتشارها على مستوى العالم، بالإضافة إلى تنوّع فئات الجائزة التي تشمل المسابقة الشعرية المفتوحة للشعراء من داخل الدولة وخارجها في الشعر النبطي، وفي شعر الفصحى في موضوع مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، بالإضافة إلى مسابقة الخط العربي بفرعيها الكلاسيكي والحديث، ومسابقة الزخرفة الكلاسيكية على مستوى العالم.

وكانت وزارة قد بدأت في تنظيم هذه المسابقة منـذ عـام ،2004 احتفالاً بذكرى مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كل سنة من خلال جائزة متميّزة تهدف إلى إبراز شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة في يوم المولد النبوي الشريف، وتسهم في تحفيز الأجيال الناشئة على الالتزام بدينها وإدراك واجباتها تجاه عقيدتها ورسالتها الإسلامية، وإيجاد روح التنافس بين المشاركين، وتشجيع روح المبادرة والابتكار في بذل المزيد من الجهد والوقت في الاطلاع على سيرة الرسولصلى الله عليه وسلم، وتكريم المتميّزين والمبدعين من الشعراء والخطاطين والتشكيليين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، بجانب إبراز الوجه الحضاري للدولة، انطلاقاً من حرصها على تأكيد تعاليم الدين الحنيف في خدمة أبناء العالم الإسلامي، وتأكيد القيم الإسلامية، وأهمية دورها في الحياة، إلى جانب تكريم الشخصيات والجهات التي قامت بخدمة الإسلام في العالم بشكل متميّز، والأفراد الذين يقدمون إنجازات وإبداعات على مستوى العالم.

 قصيدة لافتة 

 

أكثر المشاركات الشعرية في الدورة السابعة لجائزة البردة لفتاً للأنظار هي قصيدة تندرج ضمن أغراض المدح، قدمها شاعر مسيحي في مدح صفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وووصفها المدير التنفيذي لشوون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بلال البدور، بأنها ذات مستوى فني رفيع، مشيراً إلى أنه لم يستغرب الهوية الدينية للشاعر. وقال «تحولت جائزة البردة إلى جائزة عالمية، بفضل عالمية محتواها الذي هو احتفاء برسول الإنسانية والبشرية جمعاء. لذلك، فإن الجائزة مفتوحة للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية، وأيضاً الدينية، ما دام التزم المتسابقون بالأفكار العامة المطروح التنافس الإبداعي حولها».

تويتر