نجاة شارلوك هولمز ومقتل جيمس بوند
تفكر في شارلوك هولمز، وأنت تشاهد المسلسل التلفزيوني CSI.NY وإن شئت، هناك نسخة أخرى في ميامي، فيبدو الأمر على اتصال وافتراق، وفي الوقت نفسه، يقفز إلى الذهن جيمس بوند أو العميل 007 وأنت تفكر في شخصية المحقق الأثيرة التي احتلت الشاشات ومازالت، وهو يبحث في جريمة وألغازها، فإذا به يجد الحل بعد عناء، لكن، من دون أن يقف أي شيء في وجه الذكاء الذي يتحلى به، وقدرته على رؤية ما لا نراه، وربط الخيوط الكثيرة التي تفضي به في النهاية إلى ما يشكل مفاجأة بالنسبة للمشاهد.
مناسبة المقدمة تأتي من مسعى للبحث في نجاح «شارلوك هولمز» في نسخته الأخيرة، خصوصا أننا نتحدث عن شخصية عمرها أكثر من 120 سنة، وتحديداً ، بعد ما وصل إليه المحقق في مسلسل «سي إس آي»، حيث يكون المحقق غير الخاص ليس فقط من يقارب مسرح الجريمة ويعاين الأدلة ويجمع المعلومات، ثم ينتهي به الأمر إلى إلقاء القبض على مرتكبها، بل أن يتخطى ذلك بكثير، فهنا المحقق باحث كيميائي وفيزيائي، وفيلسوف إن شئتم، كما أن التطورات العلمية المذهلة التي شهدها العالم ستكون طيعة بين يديه، وهو من يقوم بكل شيء، فنحن هنا مع «سوبر» محقق، مثلما هو سوبرمان ويمسك بأطراف عملية البحث الجنائي من ألفها إلى يائها، فما يعاينه أو يجمعه لا يرسله إلى المخبر الجنائي، بل هو من يتحول إلى هذا الخبير، ويستخلص النتائج كونه يتقن هذا العمل بحذافيره، وصولاً إلى توليه التحقيق مع المشتبه فيه، ومن ثم إلقاء القبض على مرتكب الجرم.
دانو بطل فيلم «من أجل إلين» بول دانو. أرشيفية بعد تألقه في فيلم «ملكة جمال صن شاين الصغيرة» والدراما السوداء «سيكون هناك دم»، أعلن الممثل الأميركي الشاب بول دانو ( 25 عاما) خوض تجربته السينمائية المقبلة. وسيلعب دانو دور البطولة في فيلم (فور إلين)، وهو من إنتاج شركة مغمورة، وسيقوم فيه بدور أحد عازفي موسيقى الروك. وذكرت مجلة «فاريتي» أن الممثل جون هيدر الذي لعب دور البطولة في أعمال مثل «نابليون دينامايت» و«بليدز أوف غلوري» سيشارك دانو في بطولة العمل الذي سيكون من إخراج سو يونغ كيم. وتدور أحداث الفيلم حول عازف روك يدمر سيارته في رحلة لتسوية قضية طلاق عالقة. لوس أنجلوس ــ د.ب.أ |
هذه الحلول لشخصية أصيلة في عالم التحقيق، لم تكن ناجحة في ما قدم عليه جيمس بوند في الفيلمين الأخيرين «شيء من العزاء» 2008 و«كازينو رويال» فهنا فقد العميل 007 الكثير من بريقه، بمعنى أنه اعتماده على الأدوات الخارقة التي عرف بها ما عاد مدهشاً وأقصد هنا أدوات الجاسوسية والسيارة التي تغوص في الماء وما إلى هنالك، حيث إن هذه التقنيات صارت موجودة و في المتناول، لا بل إن التجسس وأدواته صارت أدوات يومية في ظل تطور تقنيات الكاميرات، ومعها أجهزة الاتصال والكمبيوتر، وعليه، تحولت شخصية بوند التي جسدها دانييال كريغ في كلا الفيلمين إلى شخصية ضائعة تعيش على أمجاد الماضي، حتى إنه لا يمكن تميز الفيلمين عن أفلام «الأكشن» أي تلك التي تشعر بأن ما تشاهده ليس بأكثر من مرحلة من مراحل الألعاب الرقمية.
نجا هولمز مما تقدم، وبقي متاحا له ـ من دون أن يفارق لندن القرن التاسع عشر ـ أن يكون على ما كان عليه، وربما، لأنه ليس وليد مرحلة بعينها، كما صار إليه بوند بوصفه سينمائياً وليد الحرب الباردة، حيث عليه دائماً أن يتصدى للمخططات السوفييتية، واستخدامه في سياق له أن يخدم تلك الحرب والمعسكر الغربي بوصفه منتجه، وبالتالي وبعد انتهاء هذه الحرب وانهيار الاتحاد السوفييتي يمشي انتقامه في آخر فيلم «شيء من العزاء» من أجل عيون حبيبته، لكن مع توضيح ما تلعبه وكالة المخابرات في انقلابات العالم الثالث.
«المحظوظون»
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news