انطلاقـة غنائيـة شعريـة لـ «الميدان 5»

أصيل أبوبكر حل ضيفاً على الجولة الافتتاحية للمسابقة للمرة الأولى.                 تصوير: مصطفى قاسمي

على إيقاع أغنية جديدة لم يُكشف عنها إلا على مسرح قلعة الميدان في القرية العالمية في دبي لاند التي استضافت الحدث، بدأت مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الخامسة من بطولة فزاع لليولة التي تقام بدعم ورعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

وانضمت الأغنية الشهيرة التي تنافس على إيقاعها المتسابقون في الموسم الماضي إلى سابقتها «سما دبي» ضمن أرشيف أشهر أغاني اليولة لصالح أغنية «انشد عن الدار» بصوت الفنان ميحد حمد وألحان فايز السعيد اللذين قدما أغاني البطولات السابقة أيضاً.

ترقب كبير صاحب عشاق فن اليولة الإماراتية طيلة الأسابيع الماضية بعدما تأخرت البطولة عن موعد انطلاقتها المعتاد، وهو ما جعل الجميع يتوقع ما يجري الإعداد له من طلة جديدة للبرنامج طالت الرؤية الإخراجية ومسرح الميدان ومحتوى الجولات التي تنقلها على الهواء مباشرة قناة «سما دبي» الفضائية بشكل حصري، حيث تم تدعيم البرنامج بالمذيعة الشابة أمل سالم التي أطلت بفقرة الاستضافة الشعرية على نحو اصطحب الحضور إلى حوار دافئ عن تفاصيل القصيد، وهو جو ليس ببعيد عن بيئة إبداع اليولة التي طالما ارتبطت بالشعر والأغنية أيضاً التي قاد حضورها في تلك الجولة الفنان أصيل أبوبكر سالم.

«فالكم طيب»

;لم ينس عضو لجنة التحكيم علي الخوار انتماءه لعالم الشعر في أي من مفاصل البرنامج، سواء من خلال كلمته الافتتاحية أو تعليقه على أداء المتسابقين، وحتى عندما قرر أن يطلب طلباً ما من المتسابق العماني عاصم الرحيلي، كان الطلب هو غناء الأخير شلة، وهو ما أجاب عليه الرحيلي بعبارة «فالكم طيب» قبل أن يُنشد في حب الإمارات وتأسيس زايد للاتحاد وقيادة خليفة لنهضتها.

توافق

واستمر المذيع الإماراتي الشاب سعود الكعبي في تقديم الفقرة الرئيسة للبرنامج، مستفيداً بخبرته التي تراكمت لديه خلال الدورات السابقة، لكن اللافت أن ثمة برنامجاً آخر شهد تغطية لبطولة فزاع للصقور بثته «سما دبي» قبيل انطلاقة «الميدان» بقليل، كان من تقديم الكعبي أيضاً .

التوافق بين الكعبي وزميلته أمل سالم كان واحداً من كلمات سر البرنامج في طلته الجديدة على الرغم من وجود بعض الملاحظات الفنية التي تصاحب عادة الحلقات الاستهلالية في بداية انطلاقة أي برنامج مطور، وفي الوقت الذي عمد الكعبي إلى إضفاء جو مرح مع المتسابقين الأربعة الذين خاضوا منافسات الجولة الاستهلالية كانت أمل تمارس الروح نفسها مع الشاعر محمد المر بالعبد، حيث ذكرت بلقبين أحدهما أطلقه الآخرون على المر وهو «شاعر الوطنيات» بسبب كثرة أشعاره في مجال التغني بالوطن وأمجاده، ولقب «الحوت» الذي أطلقه هو على ذاته مقارناً بين قدرته الشعرية الفائقة وقدرات آخرين ربما ساقهم إلى قبورهم الشعرية في حال مقارعتهم له، حسب ما أشارت له مدلول قصيدة له روجت لمسمى «الحوت».

اعتذار مبكر

وبدأت الحلقة الأولى من البرنامج بالتذكير بأعضاء لجنة التحكيم التي تضم كلاً من: علي الشوين وعلي الخوار وأحمد حسين، ليُقدم بعدها تقرير مصور عن أهم المحطات والمراحل التي مرّ بها البرنامج عبر مواسمه الأربعة الماضية.

وشارك في الحلقة الأولى من (الميدان 5) أربعة متسابقين بعد أن اعتذر المتسابق الخامس سيف علي بن كندية عن المشاركة في البطولة، ليعلن سعود الكعبي افتتاح المتسابق الإماراتي سلطان محمد بن يحيى أولى المنافسات بأدائه المتوازن، ورمياته الثلاث التي حاول فيها الوصول إلى ما يزيد على 20 متراً لقرع الجرس، حيث وصفت لجنة التحكيم أداءه بالجيد على الرغم من خروجه عن الإيقاع في بعض الأحيان ولينال 23 صوتاً من أصل ،30 وهي النسبة المئوية الجديدة التي ستضاف إلى جانب تصويت الجمهور عبر الرسائل القصيرة.

وجاءت أولى مفاجآت هذه الحلقة عبر مشاركة المطرب السعودي أصيل أبوبكر في البرنامج من خلال أغنيته الأولى (الحي يحييك)، بعد أن أجرت المذيعة أمل سالم حواراً قصيراً معه في أولى الفقرات الجديدة التي تم استحداثها هذا العام.

أصيل: لا «أيول»

رد الفنان السعودي أصيل أبوبكر على أمنيات المذيعة أمل سالم له بالتألق مستدركاً بخفة ظل «أتألق في الغناء وليس في اليولة، لأنني أغني ولا أيول»، مؤكداً حرصه على تلبية دعوة المشاركة في إحياء الفقرة الغنائية لبرنامج الميدان بشكل سنوي، واعتزازه لاستضافته لأول مرة في الحلقة الافتتاحية.

أصيل قدم أغنيتين من ألبومه الأخير، لكنه عمد إلى التجديد في إيقاعاتهما، لافتاً إلى أنه يعشق الغناء على اللون الطربي الإماراتي الذي شهد سيادة استثنائية خليجياً في السنوات القليلة الماضية.

حماس

قدم المتسابق الإماراتي عبدالله سالم الكعبي أداء جيداً على الرغم من سقوط (غترته) وخسارته 500 صوت، حسب قوانين البطولة، إلا أنه استطاع أن يرمي السلاح ثلاث رميات متتالية، وينال 20 صوتاً من أصل 30 بعد ملاحظات حول اخفاقه في تسلم السلاح في الرميتين الثانية والثالثة. في الوقت الذي شكل أداء المتسابق العماني عاصم سالمين الرحيلي مفاجأة الحلقة بعد أن أشعل حماس الجمهور بأدائه المبتكر وحركاته المتوازنة محققاً ثلاث رميات ناجحة، قرع الجرس في اثنين منها ليضيف إلى رصيده (10 آلاف صوت) وينال 25 صوتاً من أصل 30 من تصويت لجنة التحكيم التي أشادت بحضوره وأدائه.

وأجرت أمل سالم حواراً مع الشاعر الإماراتي محمد المر بالعبد الذي قدم قصيدته الجديدة (برج خليفة) والعديد من القصائد الشعرية التي تجاوب معها جمهور قلعلة الميدان الذي غصت به المدرجات، وليختتم مشاركته بقصيدة بعنوان (أيقونة الحسن).

وقدم بعد ذلك المتسابق الإماراتي الأخير في هذه الحلقة عبدالله محمد البادي، أداء عادياً بعد ثلاث رميات، استحق عليها 19 صوتاً من أصل ،30 وتنويهاً من لجنة التحكيم بضرورة تحسين أدائه في المرات المقبلة، ليعود أصيل أبوبكر إلى ساحة الميدان ويقدم أغنيته الثانية (نصي الثاني) التي اختتمت بها الحلقة الأولى من (الميدان 5).

ذراع حديدية

تحولت فقرة الممثل الوحيد لسلطنة عمان في المسابقة عاصم سالمين الرحيلي إلى فقرة استعراض لمهارات رفيعة في فن اليولة، وبدا أن المتسابق يمتلك شعبية كبيرة في الإمارات من خلال تجاوب الجمهور معه، بعد أن كان العام الماضي صاحب أقوى رميات للسلاح على نحو شديد الارتفاع يستتبعه إضافة ما يعادل 5000 صوت له في كل رمية.

الرحيلي لُقب لهذا السبب بـ«صاحب الذراع الحديدية»، وتحول إلى أحد أشهر ممارسي فن اليولة الإماراتية من غير الإماراتيين بسبب مداومته على المشاركة في بطولة «الميدان».

نجاح

وقال مدير قناة سما دبي أحمد المنصوري إن «مؤسسة دبي للإعلام ممثلة في قناة سما دبي تؤكد التزامها الدائم ودعمها لبطولة الميدان التي حققت عبر السنوات السابقة المتابعة الجماهيرية الواسعة، كما حققت الكثير من النجاح والتميز في ظل الدعم الذي يوليه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يرى أن التراث تاج الماضي على الرؤوس، فلا حاضر ولا مستقبل لمن لا ماضي له، ولا يمكن تخيل أي مقوم من مقومات هويتنا الوطنية في معزل عن تراثنا التليد الذي يحمل ثقافتنا وعاداتنا وذكريات آبائنا وتجارب حياتهم الحافلة بالعمل والبناء»، داعياً في الوقت نفسه الجمهور والمشاهدين إلى متابعة منافسات هذه البطولة التي تنقل على الهواء مباشرة.

وأشار إلى أن القناة قامت هذا العام بإدخال الكثير من التعديلات على البرنامج لتطوير فقراته بما يتناسب ومستوى هذه البطولة التي يتابعها الكثير من المشاهدين بعد أن أصبحت اليولة إحدى العلامات التراثية البارزة في المشهد التراثي الإماراتي. كما أصبح (الميدان) من أكبر البرامج الثقافية المحلية بما يتضمنه من فقرات منوعة تجمع بين الموسيقى والشعر والتنافس الفني بين المتسابقين، متمنياً أن يحقق البرنامج في نسخته الخامسة النجاح والمتابعة.

وأعرب المخرج الإماراتي عبدالله السركال، عن رضاه عن الحلقة الأولى، واعداً الجمهور بالعديد من المفاجآت في الحلقات المقبلة، سواء على صعيد الشكل والمضمون في هذه البطولة الني يتابعها جمهور الشباب بحماس كبير، مشيراً في الوقت نفسه إلى برنامج (فرسان الميدان) الذي سيبث بحلته الجديدة مساء كل اثنين وأربعاء، سيسلط الضوء على كواليس برنامج الميدان من خلال استضافته للمتسابقين الخمسة في كل حلقة.

ووصف رئيس لجنة التحكيم علي الشوين أداء المتسابقين بالمتفاوت، وذلك يعود إلى مشاركة بعضهم للمرة الأولى في البرنامج، مؤكداً أن الموسم الخامس سيشهد منافسات قوية بين المتسابقين الـ،40 خصوصاً أن الحلقة الأولى شهدت قرع الجرس لمرتين، إلى جانب الأداء المتوازن في معظم الأحيان.


4 متسابقين في أولى حلقات «الميدان». تصوير: مصطفى قاسمي

تويتر