تلويحة للصحف العربية

بإطلاق القدس عاصمة للثقافة العربية للعام ،2009 تم تأسيس لجنة التنسيق الفلسطينية العربية ليعهد لها الإعداد للأسابيع الثقافية الفلسطينية في الوطن والدول العربية الشقيقة، إضافة لمهام أُخرى عكفت اللجنة على إنجازها بصمتٍ دؤوب حينها، وبمبادرة من الصديق الشاعر عبدالسلام العطاري، طرحت فكرة أن تكون صفحة ثقافية أسبوعية توزّع عبر الصحف المحلية في فلسطين وعددٍ من الصحف العربية التي وصلت إلى 18 صحيفة عربية، وهكذا كان، وتم إطلاق الصفحة بمجهود ذاتي ليساند فكرتها التأسيسية الأصدقاء الأستاذ إسماعيل التلاوي والإعلامي يوسف الشايب وعبدالسلام العطاري ومراد السوداني حيث عهد إلى الفنان حسني رضوان بتصميم ومونتاج الصفحة. كان الهدف من الصفحة إضاءة زوايا القدس وفضح غبش العدو وسياقات إسبارطة الجديدة ضد شعبنا الصامد على تراب المدينة الجموح. والتعريف بالبعد الثقافي في مدينة الله والإحاطة بوجعها الذابح، وإيصال صوتها الجريح إلى عمقنا العربي والإنساني، ليرى العالم جسد المدينة المدهوك بجنازير دباباتهم السوداء ومخططاتهم الاستباحية.

بعد أشهرٍ خلت أوقف عمل لجنة التنسيق الفلسطينية - العربية، كما جرت العادة على قتل الخيول في أتون الفعل .. وكاد القرار يصل لإيقاف الصفحة.. لولا إصرار القائمين عليها لكي تقول وتكون ما تقول .. واستقرّ فريق العمل علي العطاري وحسني رضوان وميسة أبو غزالة وأنا، واستمرت الصفحة في سيرتها ومسيرتها تأكيداً على المقولة المقدسية وإعلاء الروح المواجهة والعناد المقدسيّ على حفافي السور... وتأصيلاً لرؤية شعبنا المقدسي وحقّه في التحرير الناجز وصولاً إلى حريّة البلاد بالقدس عاصمة.. وتنضمّ الصحافية ميسة أبوغزالة ابنة القدس إلى فريق العمل لتلتقط بكاميرا المشاهدة النابهة تفاصيل الحياة في القدس، لتصير نسّاجة لحكاية المدينة عبر حواراتها والتفاتاتها لأنّات مدينة الله وحواراتها وأزقتها المنهوبة وبيوتها التي أحالتها أنياب حديدهم الوحشية إلى رماد صموت.

إنّ الصحف العربية التي فتحت صدرها وسيعاً لاحتضان صفحة القدس لها كبير التقدير والاحترام لأنها استطاعت وبحق أن توصل صوت المدينة إلى كل العواصم العربية ليتعرّف عمقنا العربيّ إلى جوّانية مدينة الله وتفاصيل يومياتها وما يفعله الاحتلال واستباحته لجسدها المقدّس.

فطوبى للصحف، كل باسمه ورسمه، لانتباهتهم الأكيدة وواجبهم العالي تجاه شعبنا العظيم في القدس، وطوبى للقدس المنازِلة لسواد العدو وغربانه التي تحطّ على أنساغ القدس الخضراء اللفّاحة.. طوبى لأهلنا في القدس الذين يرفع صغارهم شارة النّصر المقبل والتحدّي الجسور وهم يعبرون سواتر النار، وصولاً إلى التحرير الناجز والحرية المشتهاة لمدينة الله عاصمة بلادنا إلى أبد الآبدين.



تويتر