«لا هواء» تختتم فعاليات «الثقافة» بالـقدس

اختتمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع فعاليات برنامجها الاحتفالي الختامي بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام ،2009 بالعرض المسرحي الإماراتي «لا هواء»، من تأليف محمود أبوالعباس وإخراج إبراهيم سالم، وتمثيل مرعي الحليان، صالح البحار، عبدالرحمن الزرعوني، إيمان، سميرة الوهيبي، رائد الدالاتي، أحمد ناصر، وفيصل علي. وصرح مدير إدارة التراث والفنون في الوزارة وليد الزعابي أن الوزارة استجابت لنداء وزراء الثقافة العربية بالإعلان عن القدس عاصمة للثقافة العربية للعام ،2009 وترجمت ما يكنه الشعب الإماراتي من محبة كبيرة للقدس رمزاً لتاريخ عريق من منجزات الحضارتين العربية والإسلامية، وأكّدت تضامن الإمارات، قيادةً وشعباً، مع الشعب الفلسطيني الشقيق في معاناته من الاحتلال والحصار. وقال «للقدس مكانة كبيرة في قلوب الإماراتيين، وما قدمته الوزارة الثقافة من فعاليات يندرج في هذا السياق».

ورأى مخرج «لا هواء»، إبراهيم سالم، أن تقديم العمل يأتي تضامناً مع القدس عاصمةً للثقافة العربية، وأن تأليفه وإخراجه جاءا أصلاً تضامناً مع محنة الفلسطينيين، في ظل الحصار والحرب الهمجية على قطاع غزة، «فالإحساس بالألم من خلال التعبير الفني المسرحي من أصدق أنواع التضامن الشعورية».

واعتبر بطل العمل الممثل مرعي الحليان أن الفعاليات تمثل احتفاءً من وزارة الثقافة بالمسرح الإماراتي المتفاعل مع القضايا العربية والإنسانية، وقال إن المسرحية «تعكس الاهتمام المسرحي المحلي بقضايا العدوان على غزة ومعاناة الإنسان الفلسطيني فيها، وإن كان لدى الفرقة نية أكيدة لتخصيص القدس بعمل مسرحي مقبل بإذن الله».

قدمت مسرحية «لا هواء» دراما واقعية مؤثرة لموضوع الحصار والهمّ الفلسطيني، عبر ثنائية الظلم والعنف، في رمزية عالية وأداء تمثيلي تصاحبه رؤية إخراجية واعية ولغة درامية موحية بدلالات واقعية تتقاطع مع وجدان المجتمع العربي، وتكمن جمالية العرض في اعتماده على الحوار في قضية تعبر عن هموم الناس وظروفهم الاستثنائية، نتيجة الحصار والظلم والقسوة، فالرسالة الفكرية للعرض سعت بشكل إنساني إلى ملامسة الجرح، عبر دلالات تكسوها فضاءات الحزن والعزلة وفقدان الأمل، تنتج صورة مغايرة ومعاناة حقيقية من داخل الحدث المأساوي، عبر اشتغالها على فكرة الحصار وانعدام الهواء، وفظاعة تلك الصورة الداخلية للحدث، من خلال تعدد الشخصيات التي ترسم ألم اللحظة المعاشة بصوت واحد، وبلوحة سينوغرافية مؤثرة.
تويتر