«مقتنيات محمد بن راشد».. الفن يحتفل بعيد الاتحاد

الأعمال تمثل تجارب لفنانين أسهموا في إثراء الحركة الفنية العربية. تصوير: باتريك كاستيلو

ضم معرض مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، 38 عملاً فنياً لأشهر الفنانين العرب والإماراتيين الذين أسهموا في إثراء الحركة الفنية، بتنوع أعمالهم التي حصد بعضها جوائز عالمية، وتزخر ببعضها الآخر المتاحف الفنية والمؤسسات الثقافية في مختلف دول العالم، ومن أبرزهم المصري مصطفى عبدالمعطي والجزائرية بايه محيي الدين والليبي علي عمر أرميص والقطري يوسف أحمد والكويتي سامي محمد.

 
العمل 38

يلفت عمل الفنان الكويتي سامي محمد الذي يجسد فيه محاولة الإنسان الفكاك من القيود للظفر بالحرية التي ينشد أنظار زائري معرض مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يتوسط 37 لوحة فنية، ليكون الرقم .38

وتم اختيار 38 عملاً فنياً فقط من مقتنيات سموه للمشاركة في المعرض، حيث يطابق ذكرى الاحتفال الـ38 لليوم الوطني، ويستمر المعرض 38 يوماً.



وتميزت الأعمال الفنية المشاركة في المعرض بتنوعها الفني الكبير الذي يعود إلى تنوع مدارسها التي يسعى من خلالها الفنان إلى إيصال فكرته أو رسالته.

ولعل أبرز ما ميز معرض مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي دشنه سموه في مركز دبي المالي العالمي هذا الأسبوع، بحضور وزير الثقافة عبدالرحمن العويس، وحشد من كبار الشخصيات والفنانين والمهتمين بالفن، وجود أعمال لأبرز الفنانين التشكيليين الإماراتيين الذين يعتبرون من الفنانين الأوائل في الدولة الذين أسهموا في تشكيل ودعم مسيرة الفن فيها، وهم الفنان عبدالقادر الريس الذي شارك اعتباراً من 1965 في معارض عديدة حول العالم، مثل ألمانيا وباراغواي وأميركا ولبنان، وعرضت أعماله في صالات مهمة في جميع أنحاء العالم، وحصدت جوائز عالمية، والفنان عبدالرحيم سالم الحاصل على جوائز محلية وعالمية عديدة، إلى جانب الفنانة الدكتورة نجاة مكي الحاصلة على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون في .2007

«مهيرة»

وعلق الفنان عبدالقادر الريس على وجود لوحته في المعرض، واقتناها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في ،2007 قائلا «اقتناء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أحد أعمالي وسام فخر على صدري أعتز به». وأضاف «معرض مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد يؤكد أن سموه يولي اهتماماً كبيراً بجميع المجالات، ويسعى إلى دعم وتشجيع القائمين والعاملين فيها».

وتجمع لوحة الفنان عبدالرحيم سالم التي يبلغ طولها متراً ونصف المتر، وعرضها خمسة أمتار ونصف المتر، ما بين المدرستين التجريدية والرمزية، للربط بين الحركة والزمن، عن طريق مجموعة من الخطوط والأشكال والألوان.

ومن الصعب إدراك مغزى لوحة الفنان سالم، ما لم يتم الاطلاع على تجربته الفنية التي سلط الضوء فيها على المرأة، وتحديداً «مهيرة» التي صورها في لوحته بالهلال غير المكتمل. وقال عنها لـ«الإمارات اليوم» «(مهيرة) شخصية حقيقية كانت تقطن إمارة الشارقة، ألجأ إلى تجسيدها في كل لوحاتي، نظراً لتأثري الشديد بقصتها التي سمعت أولى تفاصيلها من جدتي ووالدتي حين كنت صغيراً، وتم تناقلها بين الناس». وأضاف «على الرغم من أن تفاصيل قصة (مهيرة) تحتوي على التأويل وبعض المبالغات، إلا أنها تركت بالغ الأثر في نفسي، حيث يقال إنها دفعت ثمناً كبيراً لقول كلمة (لا) لرجلٍ رغب في أن يتعرف إليها، حيث تحولت إلى امرأة مجنونة، وماتت في أحد الأيام الباردة أمام النار التي كانت تتدفأ بها».

وعن وجود لوحته ضمن مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قال عبدالرحيم «هذا الأمر ترك بالغ الأثر في نفسي، لاسيما أن عملي موجود اليوم ضمن مجموعة لأبرز الفنانين العرب الذين أثروا الحركة الفنية».

وبزغت موهبة عبدالرحيم حين كان طفلاً، ثم قرر تنميتها وصقلها من خلال دراستها، فاتجه إلى القاهرة، ودرس فن النحت في كلية الفنون الجميلة، وفور عودته، شارك بقوة في النشاطات الفنية المختلفة، حتى استطاع أن يحصد جوائز عديدة، مثل الجائزة الأولى لبينالي الشارقة في ،1993 والفضية في بينالي بنغلاديش في ،1994 والأولى للدراسات والابتكار في مسابقة العويس، والأولى في معرض دبي الدولي في .1994

وركزت لوحة الفنانة الدكتورة نجاة مكي التي رسمتها قبل أربع سنوات تقريباً على بناء تراث الأمم الذي يقوم، كما ذكرت، على تعاون مشترك بين الرجل والمرأة، ويحتاج إلى مجهودٍ كبير، قد يمتد إلى مئات السنين، فتتوارث مسؤوليته جيلاً بعد جيل. وقالت مكي «لجأت إلى الربط بين المجهود والتعب الذي يقوم به الرجال والنساء في عملية بناء تراث الأمم، بتعب الغواص الذي يستغرق ساعات وأياماً ليحصل على مبتغاه من الغوص، من خلال استخدام اللون الأزرق لون البحر».

وأضافت «أعجز عن وصف شعوري بوجود إحدى لوحاتي ضمن مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ما يمنحني ثقة كبيرة بنفسي، ويزيد من حماسي في تقديم كل ما يثري الساحة الفنية في الإمارات».

الذكرى الـ38

ويحتوي معرض مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بمناسبة احتفالات الدولة بالذكرى الـ38 لليوم الوطني، على 38 عملاً لأشهر الفنانين العرب من مختلف الدول العربية، والذين أسهموا في إثراء الحركة الفنية، وكانت لهم بصمة واضحة فيها على مر العقود. وقال منسق المعرض ثائر هلال «تميزت الأعمال الفنية المشاركة في المعرض بتنوعها الفني الكبير الذي يرجع إلى تنوع مدارسها التي توزعت ما بين الواقعية والتراجيدية والرمزية والتكعيبية والانطباعية وغيرها». وأضاف « يؤكد هذا التنوع الذي يميز مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسه الفني الكبير، الناجم عن الاطلاع والبحث في المجال الفني الحافل بالتفاصيل الدقيقة».

وقال «أشعر بفخرٍ كبير لوجود أحد أعمالي ضمن مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأمر الذي يمنحني ثقة كبيرة في فني، ويدفعني إلى التميز والإبداع».

تويتر