«نجم الخليج».. مغازلة لجنة الـــتحكيم حيلة فاشلة

أحلام نصحت المتسابقين بالبعد عن أكل التفاح والشوكولاتة والسمك قبل قصد المسرح. أرشيفية

«مودي عدّل لي مودي»، و«غسان» غصن من شجرة الفن، أما غيث فقد كان ينبغي عليه أن «يغيثنا» من ورطة كسر انسجام اللحن الموسيقي، هذه بعض التعليقات التي جاءت على لسان عضو لجنة تحكيم برنامج «نجم الخليج» الفنان الكويتي عبدالله الرويشد، الذي أكد لـ«الإمارات اليوم» أنه لا يتعمد استعارة الأدوات البلاغية بقدر ما يقوده استمتاعه وتفاعله سلباً وإيجاباً بالمواهب الغنائية إلى تلك التعليقات التي اعتبرها بمثابة «شعر مرتجل».

الرويشد الذي جاءت تصريحاته منسجمة مع انفعالات رصدتها على محياه كاميرا البرنامج، في مناسبات عديدة، أثناء إنصاته لإبداع المواهب الشابة أكد أن «نجم الخليج الذي عايش تجاربه في نسخه المختلفة، أصبح أكثر نضجاً في دورته الحالية المنعقدة في بيروت بعد أن اتسعت مظلته لكل المواهب العربية الصادحة باللهجة الخليجية، مضيفاً «هكذا علمنا الفن الحقيقي أن يكون مكرساً للإبداع، ومقدراً للمبدع، بغض النظر عن الانتماءات القطرية الضيقة، لأن كل فعل فني مبدع عربياً يقابله رد فعل من قبل الجمهور العربي الذي أصبح أكثر وحدوية في مجال الفن عن أي مجال آخر، وهو حال يدعمه تلفزيون دبي من خلال إطلاقه لـ(نجم الخليج) في ثوبه الجديد».

 مواهب تفتقد «الأمومة»

كان لافتاً في التقارير المصورة التي بثها البرنامج أن معظم المتسابقين يبتعدون عن ذويهم لأول مرة، لكن الجميع شددوا من دون استثناء على أن «الأم» هي أكثر من يفتقدون، في رحلة استكشاف مواهب يتيحها تلفزيون دبي عبر «نجم الخليج» الذي حُدت إقامة مشتركيه بفيلا خاصة في العاصمة اللبنانية بيروت يتدربون فيها على مهارات الغناء وأساليب نجوم الطرب، سواء على طرق الوقوف على المسرح، أو اختيار الملابس، وأيضاً تدعيم قدراتهم النفسية من أجل مواجهة كل الاحتمالات والتغلب على تقلباتهم النفسية أثناء اعتلاء خشبة المسرح.



حيلة فاشلة
عمد بعض أصحاب المواهب الشابة في جولة البرنامج الرابعة إلى اختيار أغانٍ تعود لأعضاء لجنة التحكيم، في سلاح انقلب ضدهم في كل الأحوال بدلاً من كسب تعاطف الفنانين الذين مثلوا لجنة التحكيم، وعاد رهان تلك المواهب ليقتصر على وفاء الجمهور، بعد أن حصدوا انتقادات قاسية من المطربين الأصليين للأغاني التي اختاروها.

المصري مودي اختار أغنية «ينسى» لعضو لجنة التحكيم فايز السعيد الذي كال الكثير من الانتقادات لمودي للمرة الأولى، مؤكداً أنه لم يتصرف بشكل جيد في بعض الجمل اللحنية، أما الفنانة ديانا حداد فقد انتقدت كثيراً أداء التونسية هدى لأغنيتها «صاحبي» مخاطبة إياها «خرجت بعيداً عن إيقاع الأغنية»، وحتى الرويشد المتسم دائماً بأنه الأكثر دبلوماسية وحرصاً على عدم تعنيف المتسابقين أعرب عن عدم رضاه عن أداء يزيد في أغنيته «جرب تسافر»، في مواقف تحكيمية أشّرت إلى أن مغازلة لجنة التحكيم بأغانٍ تعود لأعضائها لن يكون مفيدً. الرويشد الذي يعد العنصر الأكثر ثباتاً في دورات البرنامج المختلفة، برر حرصه على الوجود الدائم ضمن لجنة تحكيم البرنامج بقوله «بقدر ما كنا نبحث عن يد عون تساعدنا على أن نقدم أنفسنا للجمهور في مستهل مشوارنا الفني، بقدر ما يجب علينا أن نقدم المساعدة للجيل الشاب الذي يبالغ البعض في الاعتقاد بأنه أوفر حظاً من الأجيال السابقة، في حين أن الحقيقة تقول إن لكل عصر ظروفه وتحدياته المختلفة» .

واستطرد الرويشد «كثرة الفضائيات ووجود برامج ومؤسسات متعددة تدعم المواهب الشابة، ليس هو كل شيء لأن تلك الكثرة أسهمت أيضاً في خلط الغث بالسمين في إشكالية ليست أيسر من إشكالية الأجيال الأولى».

أحلام
الفنانة الإماراتية أحلام كانت ضيفة البرنامج في جولته الرابعة، التي أقيمت مساء الأول أمس، ليستكمل «نجم الخليج» مشوار استضافات بدأها بأبرز خريجي المسابقة في نسختها الأولى الإماراتي حسين الجسمي، تلتها جولة ثانية كانت الاستضافة فيها للفنانة السورية أصالة التي أعدت أغنية خاصة للبرنامج، فيما كانت المحطة الثالثة عند الفنان الكويتي نبيل شعيل.

إطلالة احلام في البرنامج حظيت بكثير من الاحتفاء سواء من قبل المشتركين والجمهور، أو لجنة التحكيم، وبشكل خاص من قبل ديانا حداد التي ذهبت في موجات تصفيق متعددة أثناء وقوف أحلام على المسرح، فيما انشغلت الفنانة الإماراتية كثيراً في رفع معنويات المتسابق البحريني الذي ودع المسابقة مقدمة له أغنية خاصة مصحوبة بوعد شخصي منها بتصويرها بطريقة الفيديو كليب.

نصائح أحلام في الكواليس للمتسابقين كانت متعددة أيضاً، لكن أبرزها تعلق بمرحلة ما قبل الصعود إلى المسرح بقصد الغناء حيث نصحتهم بالابتعاد عن تناول التفاح والسمك والشوكولاتة بشكل خاص، فيما كان ترشيحها الصريح مراهناً على الموهبة المصرية مودي الذي أدهشها أداؤه واتقانه اللهجة الخليجية بشكل جيد، قبل أن يصارحها بأنه مقيم بالمملكة العربية السعودية، وكذلك العراقية ورود، والتونسي غسان الذي اكتشفت تونسيته قبل أن يكشف لها هو عن ذلك، رغم غنائه بالخليجية مبررة «هناك سمات خاصة في الصوت التونسي لا يمكن أن تفارق الفنان التونسي حتى لو قام بالغناء بلهجات أخرى».

أورنينا
وكان المتسابق البحريني محمد رحمة قد ودّع منافسات نجم الخليج بعد أن نال أقل نسبة نقاط من تصويت الجمهور وآراء لجنة التحكيم، وقبل أن يعلن المذيعان ديالا مكي ومحمود بوشهري بداية السهرة، قدمت فرقة أورنينا للرقص المسرحي لوحات غنائية لأشهر الأغاني الخليجية، لتطل بعدها النجمة الإماراتية وتقدم أغنية «أقسم قسم» ليعود المتسابقون الـ12 لتقديم عدد من الأغاني الخليجية بشكل جماعي في انسجام لافت مع الخلفية والديكور والإضاءة الخاصة بالمسرح. الانطلاقة الغنائية للمتسابقين بشكل فردي كانت من قبل الإماراتي هشام والعراقية ورود، حيث نال هشام 16 نقطة على أدائه لأغنية «للصبر آخر» للفنان عبدالكريم عبدالقادر، في حين نالت ورود 19 نقطة على أدائها أغنية (يا منيتي) مع تنويه من أعضاء لجنة التحكيم بأدائها الجيد، وضرورة إيجاد حلّ سريع لرجفة صوتها أثناء تأديتها للأغنيات على حد تعبير فايز السعيد.

ونال كل من مودي من مصر وغيث من العراق 19 نقطة لكل واحد منهما، حيث قدم غيث أغنية «القلب سلملك أمره» للفنان راشد الماجد مع مطالبة عبدالله الرويشد بأغنيات تتناسب ومساحة صوته، فيما قدم مودي أغنية «ينسى» للفنان فايز السعيد، فيما طالبته ديانا حداد بمزيد من الانتباه إلى مخارج الحروف، والاستماع أكثر إلى الأغاني الخليجية.

الموهبتان التونسيتان غسان وهدى ظهرا معاً في هذه الجولة، حيث قدم الأول أغنية (قالوا حبيبك مسافر) للراحلة ذكرى واستحق عليها 23 نقطة، وتنويهاً من لجنة التحكيم بصوته وأدائه المميز، في حين اختارت هدى تقديم أغنية «صاحبي» للفنانة ديانا حداد التي لم ترضَ عن أدائها الذي وصفته بالخارج عن الإيقاع لتحصل على 18 نقطة من أصوات لجنة التحكيم، وحصل المتسابق الكويتي بدر على 18 درجة بعد أن قدم «سيبه»، فيما نال المتسابق السعودي عبد الله 22 نقطة بعد أن قدم غنية (الراعي والذئب) للفنان حسين الجسمي، ونال اعجاب الفنانة أحلام واعضاء لجنة التحكيم الذين نوهوا بأن أداءه متقن لدرجة توهم المتلقي بأنه فنان اماراتي.

الموهبة التونسية الثالثة آمال ظهرت على المسرح بصحبة المتسابق السعودي يزيد الذي قدّم اغنية «جرّب تسافر» للرويشد ونال من خلالها 20 نقطة، بسبب تقدير اللجنة لحالته المرضية، حيث اعتبره السعيد «موفقاً في إيصال إحساسه»، فيما قدمت آمال أغنية «ليلة» لعبدالرب إدريس، رأى فيها الرويشد ملامح فنية تقربها من الفنانة نجاة الصغيرة لتنال 21 نقطة.

وبعد أغنية «آخر الأخبار» للفنانة أحلام، أدى المتسابقون عدداً من أغاني الفنانة الإماراتية هي «تدري ليش أزعل عليك، عايش حياتك، مثير»، بمصاحبة فرقة أورنينا السورية الراقصة التي قدمت لوحات فلكلورية مستوحاة من البيئة الخليجية التقليدية، لتقدم بعدها المتسابقة السورية الوحيدة ريم «كل عام وأنت الحب» التي نالت على أدائها مجموعاً متواضعاً من النقاط هو 17 نقطة، لكن البحريني محمد رحمة كان أكثر تواضعاً في حصد النقاط منها بعدما توقف عند الرقم 15 في أداء أجمع أعضاء لجنة التحكيم بأنه غير متطور ولم يراع ضرورة الاستفادة من الأخطاء التي يشددون عليها في كل جولة قبل أن تختم أحلام بأغنية «شايف نفسه».

تويتر