«نجم الخليج».. صناعة إماراتية بنكـهة لبنانية

نبيل شعيل يصدح بصحبة مواهب عربية في بيروت. الإمارات اليوم

بعد توقف استمر ثلاث سنوات، جاءت عودة مسابقة «نجم الخليج» في دورته الحالية بفكرة جوهرية جديدة، وسّعت نطاق المشاركة لتشمل جميع الدول العربية، بعد أن كانت حصرية لدول الخليج العربي، في الوقت الذي خرج فيه البرنامج للمرة الأولى أيضاً ليتم تصويره بالكامل في بيروت، ما أكسبه في الوقت نفسه نكهة لبنانية، من خلال شركة إنتاج فني قامت بتصوير البرنامج في أستوديو خاص أقيم بأطراف العاصمة اللبنانية .

رافقت «الإمارات اليوم» كواليس صناعة مشروعات نجوم الأغنية الخليجية هناك، ورصدت أحداث جولته الثالثة. 

دبلوماسية مضللة

وصف الفنان الإماراتي فايز السعيد دبلوماسية التعليق التي يطالب بها متعاطفون مع المواهب الشابة بـأنها «مضللة»، وقال «من المؤكد أن لجنة التحكيم تحترم محاولة كل موهبة مشاركة في البرنامج، من أجل تقديم إمكاناتها الصوتية للجمهور، وصنع خطوة أولى في طريق النجومية، لكننا في الوقت نفسه مؤتمنون على أن نقدم لهم النصائح المخلصة، من أجل تلافي الأخطاء، ومزيد من التجويد الفني. لذلك، تبدو الصراحة النقدية أكثر فائدة من عبارات قد تُرضي المتحمسين للمواهب الشابة، لكنها قد تبدو مضللة وغير مفيدة لهم في مشوارهم الفني».

سؤال مشروع

هل بالإمكان أن يفوز شاب مصري أو تونسي أو سوري، أو غيره من البلدان العربية العريقة في مجال الطرب بشكل عام، ويصبح نجما للخليج، على الرغم من عدم وجود تجارب كثيرة للغناء باللهجة الخليجية من فنانين من تلك البلدان؟ سؤال مشروع بكل تأكيد، سيطارد المتابع لأحداث البرنامج بثوبه الجديد، فيما تحمل الكواليس تأكيدات بأن الاحتمال قائم بشدة في ظل تدريبات يومية، يتلقاها المشاركون من أجل إتقان اللهجة الخليجية، ما جعل المتسابق المصري مودي بمثابة «نجم شباك» المشتركين، حسب شهادات لجنة التحكيم الثلاثية، المكوّنة من الفنانين عبد الله الرويشد وديانا حداد وفايز السعيد، والذين أشادوا بموهبته وامتلاكه مقومات النجم، إلى حد جعل حداد تُصرح، «حتى، وإن لم تصبح نجم الخليج، فإنك حتماً ستصبح نجماً».

السؤال نفسه أجاب عنه مدير قناة دبي الفضائية عبداللطيف القرقاوي، الذي رافق تصوير البرنامج مساء أول من أمس في بيروت، وقال لـ«الإمارات اليوم»: «تغيير فكرة البرنامج بالأساس كان أحد أهدافه هو تحقيق مزيد من الانتشار المثمر للأغنية الخليجية، ومن خلال البحوث الاستقصائية التي تمت، سواء في ما يتعلق بآراء الجمهور أو المتخصصين، فإن فكرة إقامة برنامج استكشاف للمواهب الغنائية التي تغني باللهجة الخليجية سيكون لها مردود فني وصدى إعلامي كبيران، فضلاً عن كونه يأتي في سياق مزيد من الانصهار الفني العربي الذي شهدنا في تجاربه السابقة أصواتاً خليجية تغني بلهجات عربية مختلفة، من دون أن نشهد العكس بالدرجة نفسها، الأمر الذي يصب أيضاً في إطار تحقيق مزيد من التجانس الفني العربي في مجال الأغنية».

بلبل الخليج

الملقب بـ«بلبل الخليج»، الفنان الكويتي نبيل شعيل قال لـ«الإمارات اليوم» «الأصوات التي يضمها البرنامج في معظمها بالفعل خامات صوتية مبشرة»، وأثنى بشكل خاص على «مودي» الذي اعتبره ظاهرة لافتة تستحق الوقوف عندها، لجهة ندرة أن نجد موهبة غنائية مصرية تجيد الغناء باللهجة الخليجية، مؤكداً أنه «في هذا المجال، لا يمكن أن تكون تصريحاتك ذات صبغة وطنية، بل يجب أن تكون عربية في ظل هذا المحفل العربي الذي من المؤكد سيكون له دور في رفد الساحة الغنائية بمزيد من الأصوات الشابة»، مضيفاً : «لست معنياً بأن يصل صوت كويتي إلى الأدوار النهائية، أو لا، المهم أن ينجح البرنامج في تقديم مواهب غنائية جيدة للجمهور».

مكاسب عظيمة

فايز السعيد الذي أصبح ملزماً بالسفر بين دبي وبيروت في 30 رحلة، خلال ما يزيد على ثلاثة أشهر قليلاً، بسبب انضمامه لعضوية لجنة التحكيم، أكد أن «الأهداف الحقيقية من إقامة البرنامج والنتائج التي يمكن الوصول إليها تستحق بالفعل الاجتهاد من أجل إنجاحها»، مؤكداً أن «مكاسب الأغنية الخليجية ستصبح عظيمة في حال تمكن البرنامج من تحقيق دعاية جيدة للغناء باللهجة الخليجية، فضلاً عن تمتع متسابقين كثيرين بخامات صوتية واعدة، من الممكن أن تشكل إضافة ثرية للأغنية الخليجية والعربية، في حال اتسم أصحابها بالحرص على الاستفادة من التجارب المهمة التي توفرها لهم فرصة الاشتراك في البرنامج».أ

وكانت بداية الجولة الثالثة مع لوحة غنائية منوعة لأشهر الأغاني الخليجية، بمرافقة فرقة أورنينا السورية للأداء المسرحي، قبل أن يطل الفنان نبيل شعيل بأغنيته الجديدة «مثلاً» التي أمتعت الجمهور، خصوصاً أنها من ألبومه الجديد الذي صدر أخيراً.

بعدها، قدم محمد من البحرين أغنية «مسموح» التي نال على أدائها 15 نقطة من لجنة التحكيم، وكانت للمسرح رهبته التي انعكست سلباً على أداء آمال من تونس، حيث نسيت كلمات أغنية «مليون» للفنانة شمس، فنالت 14 نقطة، بعد أن أشار عبد الله الرويشد إلى عدم نجاحها في أداء الأغنية التي لم توفق كثيراً في اختيارها. ولم ينل بدر من الكويت أكثر من 16 نقطة، على الرغم من تشجيع أعضاء لجنة التحكيم وأدائه لأغنية الفنان عبد الكريم عبدالقادر.

وجاءت إطلالة غيث من العراق موفقة مع التشجيع الكبير له من الجمهور في المسرح، حيث قدم أغنية «جيتك على الموعد» التي نال عنها 20 نقطة وتعليقات إيجابية من لجنة التحكيم، حيث أشارت ديانا حدّاد إلى حضوره اللافت وثقته بأدائه.

ومع أغنية «نجم الخليج»، اجتمع المشتركون مجدداً على خشبة المسرح، قبل أن يطل هشام، الإماراتي الوحيد المشارك في البرنامج، بأغنية «العمر ما يسوى»، وينال 14 نقطة، بعد أن أكد فايز السعيد تحسن أدائه وتركيزه على الغناء.

ونالت العراقية ورود 20 نقطة على أدائها الجيد لأغنية «بلاني زماني»، وكذلك الحال بالنسبة إلى عبد الله من السعودية الذي تفوّق على نفسه، على حد تعبير عبد الله الرويشد، واستحق أيضاً 20 نقطة وسط تشجيع الجمهور، وحصلت ريم على 17 نقطة على أدائها لأغنية «القلوب الساهية» وملاحظات لجنة التحكيم بضرورة الانتباه إلى مخارج الحروف.

واستفاد يزيد من السعودية من الملاحظات في السهرات الماضية، الأمر الذي فاجأ فايز السعيد الذي وصف يزيد بشمعة البيت، وجعل الرويشد يستفسر عن سبب غياب ابتسامته، مع أدائه لأغنية «خلوني»، وحصوله على 21 نقطة.

أأفيما نال غسان من تونس 17 نقطة على أدائه لأغنية «غزيل فلة»، مع استحسان الرويشد ونصيحة فايز السعيد بالتخفيف من العُرب الموسيقية في أدائه. ولم يوفق صالح من الكويت في أداء أغنية «لا تلومونه»، حيث نالأ 14 نقطة ونصائح بالتخلص من رهبة المسرح والتركيز على أداء المقام في أثناء الغناء.


الصحافيون والقرقاوي احتلوا في الكواليس منصة لجنة التحكيم

شكل ممثلو صحف خليجية وعربية في وجودهم لوحة إعلامية موازية للمشهد الغنائي الذي انفتح للمرة الأولى في ما يتعلق بالمواهب الصاعدة عربياً. وأعربوا عن إعجابهم بتجربة استكشاف مواهب للأغنية الخليجية، غير منحصرة في أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، ما دفع مدير قناة دبي الفضائية عبداللطيف القرقاوي إلى الإشارة إلى أنه «تحسباً لاحتمال أن يكون الفائز بلقب البرنامج غير خليجي، فإن اللقب المعتمد لصاحب المركز الأول هو نجم الأغنية الخليجية. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «الجولة الثالثة في البرنامج تعد بمثابة الانطلاقة الحقيقية لـ(نجم الخليج) الذي اكتسب مزيداً من الجماهيرية بمظلته العربية الجديدة».

تويتر