«بيت صدّام».. جدل متجدّد في تونس

المحامون اعتبروا المسلسل مليئاً بالتشويه للحقائق التاريخية. أرشيفية

دعا محامون تونسيون إلى وقف بث المسلسل الإنجليزي «بيت صدام» الذي تبثه قناة «نسمة تي في» التونسية الخاصة، ورأوا فيه «تشويهاً» لحياة الرئيس الراحل صدام حسين و«مساساً بالعروبة والإسلام».

ورفع الشاكون دعوى أمام القضاء المستعجل في المحكمة الابتدائية في تونس، مطالبين بوقف بث الحلقة الرابعة والأخيرة من المسلسل، في إطار واجب «حماية المستهلك»، كما جاء في الدعوى.

واعتبر المحامون المسلسل «تشويهاً للحقائق التاريخية لحياة الرئيس الراحل صدام حسين وعائلته» و«مساساً بالعروبة والإسلام»، كما رأوا في بعض مشاهده «تجاهراً بما ينافي الحياء، واعتداءً على الأخلاق الحميدة».

وأوضح المحامي جمال مارس، صاحب المبادرة، أن «القضية اعتمدت على بعدين أساسيين، هما الدستور التونسي الذي يفيد بأن تونس دولة عربية ودينها الإسلام، وقانون حماية المستهلك يحمي التونسي من المنتجات التي قد تسيء له، لا سيما المنتج الثقافي».

وكانت «نسمة تي في» بدأت بث المسلسل المكون من اربع حلقات قبل ثلاثة أسابيع. وقال مدير الاتصال فيها معز سيناوي لصحيفة الصباح التونسية أمس إنه ليست للقضية المرفوعة ضد القناة أسس قانونية و«إنما لغاية الشهرة لا غير».

وأضاف إن «القناة لا تتبنى أي موقف، وما عرض في المسلسل لا يعكس سوى وجهة نظر المخرج والكاتب . وهو عمل درامي يبين وجهة نظر مختلفة ضمن حرية الرأي والتعبير، ولا يمكن مؤاخذته على أنه عمل وثائقي أو سياسي»، ونفى وجود لقطات إباحية في المسلسل، ووصف القناة بأنها جامعة، ولا تخدش القيم الوطنية ولا الحياء.

وسبق أن دافعت «نسمة تي في» عن العمل، وذكرت أن «بيت صدام» يقدم شخصية الرئيس الراحل، مستعرضاً صوراً من حياته في وسطه العائلي ومحيطه السياسي والاجتماعي، «في إطار سيناريو تلفزيوني للخيال فيه نصيب كبير».

وتدور أحداث المسلسل حول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أعدم نهاية ديسمبر ،2006 بعد أن دانته محكمة عراقية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. والعمل من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» والقناة التلفزيونية الأميركية «إتش.بي.أو» بالاشتراك مع شركة سندباد للإنتاج الفني للتونسي معز كمون. ويؤدي الممثل الإسرائيلي يغال ماتؤور دور صدام حسين في المسلسل الذي أخرجه الإنجليزي ألكس هولمز، وتؤدي الممثلة الأميركية الإيرانية الأصل شهيرة أغادسلو دور زوجته ساجدة.

ويشارك خمسة ممثلين تونسيين، من بينهم هشام رسم ومحمد علي النهدي، في المسلسل الذي صورت لقطات منه في مدن تونسية مطلع يوليو .2007 وأثار العمل آنذاك جدلاً واسعاً في تونس، بسبب مشاركة ممثلين تونسيين وعرب فيه أمام ممثل إسرائيلي.

تويتر