صناعة السينما في كردستان غائبة

تصنع المؤسسات الرسمية والثقافية في إقليم كردستان العراق أفلاما سينمائية، رغبة منها في تشجيع الفن السابع بين الجمهور، لكن جهودها اقتصرت على الإنتاج فقط، نظراً إلى غياب صالات للعرض. ويأتي توحيد المؤسسات السينمائية المنتشرة في مدن الإقليم الثلاث، دهوك وأربيل والسليمانية، عبر دمجها بمؤسسة واحدة تابعة لوزارة الثقافة في حكومة الإقليم، خطوة باتجاه تحديد ملامح صناعة السينما في هذه المنطقة.

ويقول المخرج السينمائي، ناصر حسن، إن «توحيد المؤسسات هدفه بلورة واقع أفضل للسينما في كردستان التي تعاني منذ فترة طويلة من غياب صالات العرض، والاكتفاء بإنتاج أفلام عديدة فقط». ويوضح أن وزارة الثقافة المحلية 11 مليون دولار منذ ،2002 لإنتاج أفلام سواء لحساب الجهات الرسمية في الإقليم أم عبر الإنتاج المشترك، لكن هذه الأفلام ظلت من دون جمهور، لغياب الصالات واقتصار عرضها في المهرجانات الخارجية».

وشهدت الأعوام الستة الماضية محاولات لتحريك عجلة السينما المتوقفة في إقليم كردستان منذ ،1991 فقد أغلقت دور العرض، وتحولت في ما بعد إلى محال وأماكن لتخزين البضائع وتكديسها. بين الأفلام السينمائية الكردية التي أنتجت بعد 2003 «العبور من التراب»، للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي، وتدور أحداثه في أثناء الغزو الأميركي للعراق، عندما يعثر مقاتلان كرديان على طفل يدعى صدام، ويقومان بمهمة البحث عن أهله.

يذكر أن صناعة السينما الكردية أنتجت أفلاما عديدة شاركت في مهرجانات دولية، منها «السلحفاة أيضا تستطيع الطيران» للمخرج بهمن قبادي و«فودكا ليمون» لهونر سليم و«عندما تينع النرجس» الذي شارك في مهرجان سينمائي في ألمانيا. وبين الأفلام الكردية التي تم إنتاجها إبان تلك الفترة «كيلومتر صفر» للمخرج هونر سليم، ويروي قصة شاب كردي يرغم على الانضمام إلى الجيش خلال المرحلة الأخيرة من الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1981). وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الـ.58 ويكشف المخرج حسن عن أن «وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان قررت إنشاء ست صالات عرض بمقاييس حديثة في مدن الإقليم الثلاث، ووضعت لها التصاميم، على أن يتم الانتهاء من إنجازها نهاية العام المقبل».

ويقول مسؤول في مؤسسة السينما في وزارة الثقافة في حكومة الإقليم إن «دور العرض الجديدة التي نأمل أن تشكل انطلاقة حقيقية لصناعة السينما الكردية، تشتمل على مسارح أيضا ومكتبات حديثة للإصدارات والمؤلفات السينمائية والأدبية، وملحقات أخرى».

ويعتبر الناقد السينمائي علاء المفرجي أن «فضاء الحرية الواسع الذي يتمتع به إقليم كردستان العراق دفع بالمعنيين هناك إلى إيجاد عوامل انطلاق الصناعة السينمائية وإنشاء دور العرض، وهي إحدى ركائز الانطلاقة». ويضيف إن «ما تحقق من إنتاج على صعيد الأفلام السينمائية في الأعوام القليلة الماضية، وعلى الرغم من غياب صالات العرض، يعكس رغبة المؤسسة الثقافية في إشاعة الفن السينمائي»، ويرى أن التخطيط لبناء دور جديدة سيعزز السعي الجاد في هذا المجال.

تويتر