الأزمات تطارد مــــسلسلات السيَر الذاتية

سيرة حياة إسماعيل ياسين في مسلسل «أبو ضحكة جنان». أرشيفية

قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك يسعى صناع الدراما التلفزيونية المصرية إلى تجهيز أكثر من 50 مسلسلاً جديداً للعرض على القنوات المصرية والعربية الحكومية والخاصة التي تعتبر هذا الشهر موسمها الرئيس للمشاهدة التي يتبعها دخل إعلاني كبير ربما يتأثر هذا العام بالأزمة الاقتصادية العالمية.

وتضم الأعمال الجديدة المقرر عرضها في رمضان 2009 ظواهر عدة متكررة، خصوصاً الاعتراضات على الاعمال التي تتناول سيراً ذاتية.

أبرز المسلسلات التي تحدث أزمات سنوية تلك الخاصة بحياة المشاهير والتي عرفت باسم «السير الذاتية»، وهي متنوعة في العام الحالي بدءاً من مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذي يحكي سيرة حياة نجم الكوميديا الراحل إسماعيل يس عن قصة كتبها أحمد الإبياري ويخرجها محمد عبدالعزيز. وبينما تختفي من المسلسل صراعات الورثة على الحقوق المادية والأدبية كون كاتب المسلسل هو نجل رفيق حياة يس الكاتب الراحل أبو السعود الإبياري إلا أن صراعات من نوع آخر يتوقع ظهورها تختص بورثة النجوم والمشاهير الذين يظهرون في العمل وهم بالعشرات.

ويجسد الشخصيات الرئيسة في المسلسل أشرف عبدالباقى في دور إسماعيل يس وأحمد راتب في دور محمود المليجي وسمير غانم في دور نجيب الريحاني وهادي الجيار في دور فطين عبدالوهاب، ويمثل دور الموسيقار محمد عبد الوهاب الفنان عبدالعزيز مخيون، وفي دور ماري منيب ماجدة زكي ويقوم بدور أبو السعود الإبياري صلاح عبدالله، وفي دور الكاتب موسى صبري الممثل طارق عبدالعزيز.

«قلبي دليلي»

أما مسلسل «قلبي دليلي» الذي يروي سيرة حياة المطربة الراحلة ليلى مراد فبدأت مشكلاته مبكرا بصراع بين نجلها المخرج زكي فطين عبدالوهاب ومنتجه إسماعيل كتكت حول أحقية الأخير في تقديم حياة ليلى مراد في عمل فني دون إذن أسرتها، لكن الصراع الذي وصل إلى القضاء لم يوقف تنفيذ المسلسل المأخوذ عن عمل أدبي كتب له السيناريو والحوار مجدي صابر ويخرجه السوري محمد زهير رجب.

وتظهر في المسلسل مشكلات أخرى أولها الظهور المكثف لنجوم الفن ووجوه المجتمع المصري اليهود في النصف الأول من القرن العشرين، الذين تنتمي إليهم ليلى مراد التي تحولت إلى الإسلام في مرحلة متقدمة من حياتها، حيث يثير تعاطف أي عمل مصري مع اليهود أزمات دائمة. ويتوقع أن يثير المسلسل أزمات مع ورثة المشاهير الذين تضمهم أحداثه إضافة إلى المقارنة بين ظهور شخصيات بعينها في مسلسلات مختلفة، حيث تقدم السورية صفاء سلطان دور ليلى مراد بينما يقدم أحمد فلوكس دور أنور وجدي وريم صابوني في دور ليلى فوزي ومنال سلامة في دور روز اليوسف وأمل رزق في دور راقية إبراهيم وأحمد راتب في دور نجيب الريحاني وعزت أبو عوف في دور زكي مراد.

« ليالي»

ويثير مسلسل «ليالي» أزمة من نوع آخر حيث ظل صنّاعه منذ اليوم الأول لتصويره يؤكدون عدم وجود أي علاقة بين قصته وقصة المطربة اللبنانية الراحلة سوزان تميم، بينما تؤكد كل المؤشرات أن المسلسل يدور في فلك القصة التي لم تنته بعد حيث مازالت محاكمات المتهمين بقتل تميم جارية حتى الآن رغم صدور حكم أولي بإعدامهما. وتدور أحداث المسلسل الذي كتبه أيمن سلامة ويخرجه أحمد شفيق وتقوم ببطولته زينة وعزت أبو عوف حول فنانة معروفة ترتبط عاطفياً برجل أعمال ثري قبل أن تتحول العلاقة بينهما إلى حرب يحاول كل منهما فيها تدمير الآخر. وبينما توجد اختلافات عدة بين المسلسل وقصة حياة تميم إلا أن تفاصيل العمل تشير إلى الكثير من التشابه بينما يظل صناع المسلسل يمتلكون النهاية التي يمكنها أن تؤكد اختلاف المسلسل عن القصة الحقيقية.

«أدهم الشرقاوي»

وفي مسلسل «أدهم الشرقاوي» الذي يروي سيرة حياة المناضل المصري المعروف والذي كتبه محمد الغيطي وأخرجه السوري باسل الخطيب ويقوم ببطولته محمد رجب، تظهر مقارنات من نوع آخر بين المسلسل الجديد وفيلم شهير قام ببطولته النجم الراحل عبدالله غيث ومسلسل آخر قديم حول الشخصية نفسها قام ببطولته النجم عزت العلايلي.

ويثير المسلسل خلافاً بين كتاب التاريخ حول كون أدهم الشرقاوي مناضل حقيقي أسهم في زيادة الوعي الشعبي المصري وكونه مجرد لص استغل سذاجة الشعب في منطقته الريفية ليتحول إلى بطل بينما يظل اسم الشرقاوي مرتبطاً بأذهان عشاق السير الشعبية كونه النموذج المصري لشخصية روبن هود الذي يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء.

لكن تظل اختيارات الممثلين في المسلسل التحدي الرئيس، حيث يواجه كل الأبطال خصوصاً البطل الرئيس محمد رجب ونسرين الإمام ودوللي شاهين اللتين تقدمان البطولة النسائية، منافسة حامية من نجوم كبار قدموا أدوارهم نفسها سابقا في السينما والتلفزيون، مع التأكيد على أن الأعمال الأقدم دائماً تفوز في المقارنة لارتباطها في أذهان المشاهدين بذكريات كثيرة.

مسلسل آخر يعاني أزمة المقارنة نفسها هو «الباطنية»، سيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج محمد النقلي الذي يمكن اعتباره نسخة تلفزيونية من الفيلم السينمائي الشهير الذي قدم في الثمانينات من القرن الماضي وقام ببطولته نادية الجندي ومحمود ياسين وفريد شوقي وأحمد زكي. وبينما حاول كاتب السيناريو إدخال العديد من التغييرات على المسلسل منها إلغاء شخصية ضابط الشرطة الذي جسده الراحل أحمد زكي إلا أن المقارنة تظل قائمة بين العملين اللذين يتناولان كواليس تجارة المخدرات في الحي الشعبي المعروف بأنه كان معقل تجار المخدرات في الستينات من القرن الماضي والمقارنة بين أبطالهما حيث يقوم ببطولة المسلسل صلاح السعدني وغادة عبدالرازق وسامي العدل وميمي جمال ولوسي.

وبشكل مختلف وقع مسلسل «البوابة الثانية» الذي تقوم ببطولته النجمة نبيلة عبيد في فخ مقارنته بجزء مهم من أحداث مسلسل أقدم بعنوان «امرأة من زمن الحب» قامت ببطولته سميرة أحمد يتعلق بخطف الابن من جانب جهات غير معلومة في الجنوب اللبناني ومحاولات الأم خلال الأحداث العثور عليه. وكتب المسلسل الجديد كوثر مصطفى ومحمد عبدالخالق ويخرجه علي عبدالخالق وأبطاله نبيلة عبيد وهشام عبدالحميد وأحمد ماهر واللبنانية كارمن لبس.

بينما يعاني الجزء الثاني من مسلسل «المصراوية» من المقارنة بين أبطاله وأبطال الجزء الأول بعد لجوء مخرجه إسماعيل عبدالحافظ إلى الاستعانة بأبطال جدد لاستكمال الأجزاء الخمسة التي كتبها أسامة أنور عكاشة بعد اعتذار أبطال الجزء الأول وعلى رأسهم هشام سليم وغادة عادل، حيث يقوم بدوريهما في الجزء الثاني ممدوح عبدالعليم والأردنية ميس حمدان.

تويتر