«أمير الشعراء» ينتصر لقصيدة التفعيلة

الشاذلي القرواشي حصل على أعلى درجات لجنة التحكيم. من المصدر

في حلقة انتصرت فيها قصيدة التفعيلة؛ كما قال عضو لجنة التحكيم الدكتور علي بن تميم، تواصلت منافسات مسابقة «أمير الشعراء» في حلقة ثالثة أسفرت عن تأهل الشاعر التونسي الشاذلي القرواشي بعد حصوله على أعلى درجات لجنة التحكيم 42٪. واستعرض مقدم البرنامج حامد المعشني في بداية البرنامج نتائج تصويت الجمهور لشعراء الحلقة الماضية، التي أسفرت عن حالة هي الأولى من نوعها في تاريخ المسابقة؛ حيث حصل الشاعر السعودي حسن أحمد القرني على أعلى نسبة من تصويت الجمهور ودرجات لجنة التحكيم، بينما تساوت درجات كل من الشاعر الكويتي رجا القحطاني والشاعر العراقي عمر عناز، وهي أول حالة تعادل في المسابقة، ما تطلب ان يخضع الشاعران لاختيار من قبل لجنة التحكيم، ولكن نظراً لاعتذار عناز عن الحضور من العراق لظروف خاصة كما ذكر مقدم البرنامج وعزاه البعض إلى عدم توافر حجوزات على خطوط الطيران إلى أبوظبي، تم الإعلان عن تأهل القحطاني ليلحق مع القرني بالشعراء المتأهلين للمرحلة التالية.

جمعت الحلقة سبعة شعراء هم أمل طنانة «لبنان»، حسن النجار «الإمارات»، حسن بعيتي «سورية»، محمد منصور مرهون «البحرين»، بسام صالح مهدي «العراق»، أحمد مولود ولد رضوان «موريتانيا»، الشاذلي القرواشي «تونس»، قدموا فيها عدداً من القصائد التي أشاد بها أعضاء لجنة التحكيم، والتي خلقت قدراً من الصعوبة في اختيار الشاعر المتأهل، وهو ما غاب عن الحلقتين الماضيتين من المسابقة.

البداية كانت مع الشاعر الشاذلي القرواشي الذي ألقى قصيدة «الحروف الملكية» قال فيها الشاعر نايف الرشدان إن «النص يكاد يكون معلماً فنياً مميزاً مع كامل الحرية لما ينطوي عليه النص من حساسية شعرية عالية»، فيما رأى الدكتور علي بن تميم أن «المعنى يغيب عن القصيدة وتتشابه في مضمونها مع قصيدة للشاعر الراحل محمود درويش»، وقال الدكتور عبدالملك مرتاض إن «الانزياح اللغوي واقع في معظم التشكيلات التي قدمها الشاعر والتي هي غنية وأضفت على النص الكثير من الجماليات».

ثم قرأ الشاعر أحمد مولود ولد رضوان قصيدة رأى فيها الشاعر نايف الرشدان «بريقاً إبداعياً لامعاً وشعرية عالية بما لدى الشاعر من قدرة جيدة على استخدام اللغة وتوظيفها في النص»، وأشاد الدكتور صلاح فضل بالنص على الرغم من حداثة سن الشاعر، مشيراً إلى «قدرة الشاعر على توظيف شذرات تراثية بجدارة في النص»، وأكد علي بن تميم في قراءته للقصيدة أن «النيات وحدها لا تصنع نصاً». وتلته الشاعرة أمل طنانة التي أهدت نصها إلى كل امرأة فلسطينية مناضلة، توقف فيها الدكتور أحمد خريس عند بعض المآزق اللغوية التي خلطت فيها الشاعرة بين الجدائل والسنابل ما أوقع الصورة الشعرية في الغموض، فيما رأى الشاعر نايف الرشدان أنها «تعبير عن أحادية الرؤية كما توجد إشارات في النص تجسد هذه الرؤية الدائرية كمرآة بما يستجيب لإيقاعات النفس الشاعرة»، وقال الدكتور صلاح فضل إن «القصيدة تقدم لعبة شعرية في الهوى والحب لتكشف في النهاية عن مضمونها الوطني».

الشاعر بسام صالح مهدي ألقى قصيدة بعنوان «أرملة في جنوب القلب» أشاد بها الدكتور عبدالملك مرتاض، معتبراً أن «النص يمثل الفحولة الشعرية في أعلى مستوياتها على بساطة لغته وهذه البساطة هي التي تشكل العبقرية الشعرية»، وقال الدكتور أحمد خريس إن «القصيدة متقنة الصياغة بشكل كبير»، ورأى الدكتور فضل أن «الشاعر يمتلك ناصية الشعر ويجيد صنع رموزه وأن تجربته الشعرية تجربة ممتازة ولكنها ذات قماشة سردية».

ثم قرأ الشاعر حسن النجار قصيدته «حمام الروح» التي قال عنها الدكتور عبدالملك مرتاض إنها «تحمل صوراً شعرية رائعة، كما أن اللغة الشعرية أصبحت موضوعاً بحد ذاته ما أضاف جمالاً على النص». وقال الدكتور خريس إنه «من جماليات النص هذا التماهي الذي قام به الشاعر بين الحمام والحبيبة»، ورأى بن تميم أن «القصيدة تراوح بين الرومانسية والقوة وبين الضعف والتهشيم في أجواء تتشابه مع قصيدة نزار قباني (حبيبتي والمطر)».

وألقى الشاعر حسن بعيتي قصيدة أشاد بها أعضاء لجنة التحكيم فقال فيها الرشدان إنها «تحمل إضاءات شعرية عالية»، فيما قال فضل إن «الشاعر يغزل قصيدته وينسجها بلغة جميلة، وإن لدى الشاعر لغة ووعياً شعرياً كبيراً»، وقال بن تميم إن «القصيدة تحمل دلالات لغوية ذات رؤية شعرية عالية وهذا أهم ما يميزها». وقدم الشاعر محمد مرهون قصيدته «جلجامش في حضرة النخل» التي اعتبرها الرشدان تحمل ثنائية ذات صور شعرية كثيفة مطلِقاً على الشاعر لقب «شاعر المستقبل»، فيما رأى بن تميم أن «المعاناة في هذه القصيدة لم تلامس الجوهر إذ إن نفي الآخر لا يصنع نصاً»، وقال مرتاض إن «النص أكبر من سن الشاعر».

وفي ختام الحلقة تم إعلان نتائج الدرجات التي منحتها لجنة التحكيم للمتسابقين والتي تأهل بموجبها الشاعر الشاذلي القرواشي بعد حصوله على أعلى درجات اللجنة(42٪)، فيما حصل أحمد مولود ولد رضوان على (20٪)، وأمل طنانة (37٪)، وبسام صالح مهدي (41٪)، وحسن النجار (33٪)، وحسن بعيتي (39٪)، ومحمد مرهون (26٪)، كما حصل الشاعر بسام صالح مهدي على أعلى نسبة تصويت الإنترنت (42٪)، فيما حصلت الشاعرة طنانة على تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة.

وحل الشاعر العراقي عباس جيجان والمطرب المصري مدحت صالح ضيفي شرف على حلقة البرنامج.

تويتر