عذب الكلام

«وفاء» لمحمد بن خليفة العطية:

عرفتُك لما لمستُ الثرى

وأدركتُ أن مناي الذّرى

وأن الظلال التي في دروبي

مغاربُ شمسي التي لا تُرى

لقد علقتْ مهجتي مقلتيك

كما يعلق الجفنَ رفقُ الكرى

وألقيتُ قلبي على راحتيكِ

ينز بأشواقه كوثرا

تعاليْ فإن تناهي الأماني

حنين بأعماقنا أوغَرا

تعالي فإن انكسار السواقي

يموت به جدولٌ قد جرى

لأني مللتُ احتراق الوعود

بعذر له الشوق لن يغفرا

فقدسيةُ العشق حِفْظُ الوفاء

وإلا فكل الهوى مُزدرَى

تعلمت كيف يُحب السحابُ

لتزهرَ أحلامُه في الثرى

فيا أرضَ حُلمي ونجوى رحيلي

لأنت الربيع إذا أزهرا

وأنت شذاهُ إذا ما شممتُ

أريجاً كأنفاسك مُعْطرا

لطرفك في نظرتي نفثُ سحرٍ

محال يُصد إذا ما انبرى

إليك أسوق اندفاعات نفسي

وقلبي مَقُودٌ وإن خُيرا

فيا أُلفتي في اغتراب الحياة

أرى الكونَ من حبنا أصغرا

وأن أمانينا الشاسعاتِ

تحد بأضلاعنا أبحرا

فألقي مراسيك في يَم صدري

لأن الموانيء لن تقدرا

تويتر