«ستاند-أب كوميدي».. ارتجال يسخر من الحال العربي

انتشرت خلال العام الجاري بالقاهرة ظاهرة فنية جديدة، يطلق عليها أصحابها عروض «ستاندأب كوميدي»، وهي عروض مسرحية كوميدية قصيرة يقدمها عادة عدد من الشباب، وتعتمد على الارتجال أحيانا، وتناقش قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية.

ويعد روني خليل أحد أبرز مقدمي عروض «ستاند-أب كوميدي»، وهو أميركي الجنسية من أصول مصرية جاب بعروضه العالم، كما بدأ أخيراً تقديم عروضه في الشرق الأوسط، حيث قدم عرضا بالقاهرة العام الماضي ألحقه بعروض في دبي والكويت، وقبل أسبوعين في العاصمة الأردنية عمان. ويقدم خليل بالقاهرة أحدث عروضه الكوميدية في المركز الثقافي «ساقية الصاوي»، بمشاركة صديقه جورج عزمي تحت عنوان «أجمد كوميديانات في مصر» يوم 11 يونيو المقبل باللغتين العربية والإنجليزية، مستخدما الألفاظ الجديدة المنتشرة بين الشباب لتناول أحوال المصريين والعرب بأسلوب ساخر، ودون إسفاف.

ومن المقرر، أن يشترك مع خليل في العرض عدد من المواهب المصرية الواعدة بينها علا رشدي، التي تألقت في مسلسل «تامر وشوقية»، كما يجري حاليا لقاءات مع عدد آخر من الشباب الذين جربوا تقديم عروض مشابهة لاختيار عدد آخر منهم للظهور في العرض.

وقال خليل إنه يرى عروض «ستاند-أب كوميدي» فرصة ذهبية لإحياء فن مصري أصيل، هو فن المونولوج الكوميدي، الذي اشتهر في منتصف القرن الماضي على أيدي نجوم بينهم إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وثريا حلمي وآخرين، وبدأ في الاندثار تقريبا بعد وفاتهم.

وأضاف أن العروض تناقش في صيغة كوميدية ،محببة الكثير من الأمور الحياتية، بعيدا عن جمود النصوص الدرامية، حيث إنه على المسرح يدير حواراً مع جمهوره ويرتجل الكثير وفقا لطبيعة الجمهور وتجاوبه وتعليقاته على المواقف التي يتناولها.

وردا على سؤال حول المحاذير السياسية التي يخشاها في عروضه ، قال إنه يدرك جيدا طبيعة المجتمعات الشرقية، التي تختلف عن المجتمع الأميركي الذي اعتاد تقديم عروض له، حيث لا يمكن في دولة عربية انتقاد نظام الحكم أو الحديث عن الجيش، بينما هذا متاح في أميركا تماما، حتى إنه يمكن للفنان أن ينتقد الرئيس باراك أوباما شخصيا ويسخر منه. وأوضح أنه اكتشف خلال عروضه في الشرق الأوسط أن مصر هي الدولة الأكثر حرية، ورغم ذلك فهو حاول أن يجد صيغة واضحة، حتى لا يتهم بالتحريض أو السخرية من مؤسسات سياسية أو أشخاص نافذين.

وأشار إلى أنه في عرضه الجديد بمصر يقدم للمواهب الكوميدية الصاعدة فرصة للوقوف على خشبة المسرح، وفرض موهبتهم اضافة إلى اعداده لإطلاق أول مهرجان للكوميديا العربية بمدينة لوس أنجلوس الأميركية ، هدفه تصحيح الصورة المأخوذة عن العرب في هوليوود باعتبارها مركز صناعة السينما في العالم. وكشف الفنان الشاب الذي ولد وتربى في أميركا عن الإعداد لإنتاج فيلم سينمائي تدور أحداثه حول شاب مصري أميركي يقع عند زيارته للقاهرة في غرام فتاة مصرية والملابسات الكوميدية التي تصاحب محاولاته للتعامل مع الفروق الكبيرة بين العادات المصرية والأميركية. وقدم خليل عروضا ناجحة بقناة «شوتايم كوميدي»، بينها عرض بعنوان «الأقليات تحكم»، وآخر بعنوان «النظام العالمي الجديد»، وشارك في عرض «محور الشر»، وكلها عروض ذات طابع سياسي، مثلها مثل عرضه الجديد الذي يقدمه في القاهرة والذي يضم مجموعة من الإسكتشات الساخرة والمونولوجات المسرحية الكوميدية.
تويتر