عذب الكلام

«أمسى فؤادك» لجرير:

 أمسى فؤادكَ عندَ الحي مرهونا

قادتهمُ نية للبينِ شاطنة

قَدْ كانَ قَلبُكَ لِلأُلاّفِ ذا طَرَبٍ

إنْ تلقها في اعتلالٍ ترضَ علتها

مالَتْ كمَيْلِ النقا لَيستْ إذا جُلِيَتْ

ينهى العواذلَ يأسٌ منْ ملامتنا

تخالهن نعاماً هاجهُ فزعٌ

يلقى صراريهُ والموجُ ذو حدبٍ

كأن حاديها لما أضر بها

لمْا أتَيْنَ عَلى حَطّابَتَيْ يَسَرٍ

وَشَبّهَ القَوْمُ أطْلالاً، بأسْنمَة

دارٌ يُجَددُها تَهْطالُ مُدْجِنَة

قدْ بُدلتْ ساكنَ الآرَامِ بَعدَهُمُ

إنْ يَلْتَمِسْ عَبْدُ تَيْمٍ في مُرَافعتي

لاقَى قَنَاتيَ مِضْرَاراً عَشَوْزَنَة

يا تَيْمُ، إنّ تَمِيماً لَنْ تَزِيدَكُمُ

لمْ تشكروا نمراً إذْ فككمْ نمرٌ

تدعوكَ تيمٌ وتيمٌ في قرى سبأٍ

لولا تميمٌ وكر الخيلِ ضاحية

 

وَأصْبَحُوا مِنْ قَرِي الخَيلِ غادِينَا

تيا حَبّ للبَينِ، إذْ حلّتْ بِهِ، بِينَا

تصبا يكلفُ جيراناً مظاعينا

أوْ زينتْ زادها في العينِ تزيينا

منْ رضعِ تيمٍ ينطقنَ البواسينا

والعيسُ عرضَ الفجاجِ الغبرِ يخدينا

أوْ زنبرياً زهتهُ الريحُ مشحونا

يَلْقُونَ بِزّتَهُمْ إلاّ التْبَابِينَا

بازٍ يصعصعُ بالسهبا قطاً جونا

أبدى الهوى منْ ضميرِ القلبِ مكنونا

ريشَ الحمامِ فزدنَ القلبَ تحزينا

بالقَطْرِ حِيناً وَتَمحُوها الصبا حِينَا

مُعَذراً بعِذارِ اللّؤمِ، مَرْسُونَا

رِيحاً فَقَدْ أصْبَحَ التّيمي مَغْبُونَا

لمْ يلقَ في متنها وصماً ولا لينا

إلاّ الهَوَانَ، فَأي الخَيرِ تَبْغُونَا

وابنا قريعٍ منَ الحي اليمانينا

والتيمُ يومئذٍ فيهمْ ولا فينا

يا تَيمُ! لمْ تَعرِفُوا أنْقَاءَ وَهبِينَا

تويتر