ثنائي إفريقي كفيف يبهر الغربيين

«أمادو ومريم» ارتباط على المسرح وفي الحياة.

يشارك الثنائي «أمادو ومريم» المنحدر من أصل مالي قريبا مع فريق «كولد بلاي» أحد أشهر فرق الروك في السنوات الماضية في جولات غنائية في الولايات المتحدة الأميركية.

وتقول مريم (51 عاما) «لم نتوقع مثل هذا النجاح الذي حققناه.. حلمنا مثل كل الموسيقيين في غرب إفريقيا بالمشاركة في حفلات في باريس، وأن نصبح نجوما».

ويرتدي أمادو (54) ومريم نظارة شمسية في غرفة ملابس الفنانين ذات الضوء الخافت، ليس بسبب كونهما نجمين متألقين في موسيقى الروك، ولكن لأنهما كفيفان. وفي السنوات الأولى لبدايتهما الفنية، كان الاثنان معروفين باسم «الثنائي المالي الكفيفان» في غرب إفريقيا.

وتحكي مريم: «تعرف بعضنا إلى بعض في مدرسة المكفوفين في باماكو، وأعجبني صوت أمادو منذ البداية». وكانت مريم أصيبت العمى عندما كانت في السادسة من عمرها، أما أمادو فكان يستطيع أن يرى حتى سن الـ،16 إلا أنه أصيب بالعمى بعد إصابته بمرض الجلوكوما الذي انتشر في إفريقيا في ذلك الوقت، وأصاب الأطفال والشباب ولم يفلح التدخل الجراحي. وعندما فاق من التخدير، أدرك أمادو أنه لا يستطع الرؤية مرة أخرى.

ويحكي أمادو «وقعت في حب الموسيقى». وأصبح الجيتار من الأشياء الأساسية في حياة امادو، فهو يعزف عليه ويرتجل ويؤلف مزيجا من موسيقى الـ«آر آند بي» والروك والفانك والموسيقى التقليدية المالية. ويواصل أمادو حديثه «عزمت على تعلم طريقة برايل للمكفوفين، لأستطيع قراءة النوتات الموسيقية»، ولهذا ذهب إلى مدرسة المكفوفين.

وفي اوركسترا المدرسة، اقترب أمادو ومريم أكثر من بعضهما، وتقول مريم: «طورنا تدريجيا أسلوبنا الخاص في الموسيقى». وكانت مريم في السادسة من عمرها تحيي حفلات الزواج والحفلات العائلية. وفي وقت الفراغ تقف أمام المذياع، وتقلد النجوم أمثال المغنية الفرنسية سيلفي فارتان واليونانية نانا موسكوري حتى داليدا. وفي عام ،2005 استطاع الثنائي الكفيف تحقيق نجاح كبير من خلال ألبومهما «باماكو القادم» الذي احتل المركز الأول في قائمة أفضل ألبوم للسنة، أوروبياً وعالمياً.

ودعا المغني الفرنسي ـ الإسباني مانو تشاو الثنائي أمادو ومريم للمجيء إلى أوروبا، حيث قوبلت إيقاعاتهما الإفريقية بنجاح كبير في فرنسا بالتحديد.

وتصدر ألبومهما ترشيحات مهرجان جوائز جرامي للموسيقى والغناء، وبيع منه 600 ألف نسخة. وكذلك اقترح المغني الألماني الشهير هيربرت جرونماير عليهما أن يشاركا في الغناء في الاحتفال الخاص ببطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2006 في ألمانيا.

وحالياً، يعيش الزوجان أمادو ومريم بالتناوب ما بين شقتهما المتواضعة في باريس ومنزلهما في باماكو الذي يمكثان فيه عندما لا يقومان بجولة. وتقول مريم «باريس تعجبنا، ولكن نحب منزلنا في مالي»، وتضيف بأسف «هنا لا يستطع المرء أن يمر بسهولة على الناس، فهنا ينقص الدفء والمشاعر الإنسانية إلى حد ما».

وتستطرد «في باماكو، دائما ما يتبادل الأصحاب والأقارب الزيارات، ويسود دائما جو من الدردشة الجميلة». وتقول مريم «صوت التصفيق يعرفنا بعدد الجمهور في المسرح ومدى تفاعله معنا».

وفي مالي، تم تكريم الثنائي بحرارة، وأحيانا تباع نسخ ألبوماتهما بطريقة مخالفة للقانون في كل ناصية شارع، وتجد عند كل سائق تاكسي زوجين من أشرطتهما على لوحة عدادات (تابلو) السيارة. إنهما بمثابة سفراء الأمل، لأنهما استطاعا تحقيق المستحيل، فكثير من المكفوفين في إفريقيا يتم استغلالهم في التسول، إلا أن أمادو ومريم بفضل موسيقاهما أصبحا نجمين عالميين، يقدمان موسيقى أخاذة إلى درجة تنسي المستمع عجزهما البصري تماما، وتجعله يندهش عندما يجدهما يغادران المسرح بمساعدة أيدي مرافقيهما، بعد الانتهاء من فقراتهما.

تويتر