طرائف

شكا أهل بلدة إلى المأمون والياً عليهم؛ فقال: كذبتم عليه، قد صحّ عندي عدله فيكم وإحسانه إليكم. فقال شيخٌ منهم: يا أميرَ المؤمنين؛ فما هذه المحبة لنا دون سائر رعيتك، قد عدل فينا خمسَ سنين، فانقله إلى غيرنا حتى يشمل عدله الجميع، وتريح معنا الكل؛ فضحك منهم وصرفه عنهم.

وقال رجل اسمه عمر لعلي بن سليمان الأخفش: علمني مسألةً من النحو. قال: تعلم أن اسمك لا ينصرف. فأتاه يوماً وهو على شغل . فقال: من بالباب. قال: عُمر. قال: عُمرُ اليومَ ينصرف. قال : أوليسَ قد زعمت أنه لا ينصرف! قال: ذاك إذا كان معرفة وهو الآن نكرة.

وزفت إلى المزيد امرأة فأتته الماشطة وهي تجلي، فقالت: انحلها شيئاً. قال: قد نحلتها تطليقة.

ودفع قميصه إلى الغسّال، فرده إليه وقد نقص شبراً. فقال: ليس هذا قميصي؛ قميصي أتم من هذا شبراً. قال: جعلت فداك! إنما تقلّص في الغسل، لأنه قطن. فقال له مزيد: اقعد حاسبني، في كم غسلة يرجع جرمازاً.

تويتر