صلاح الشامسي يحترف الاختصار

احترف صلاح سالم بن عمير الشامسي «الاختصار» منذ صباه، فهو مؤمن برسوخ بأن أقصر الطرق بين هدفين هو خط مستقيم يربط بينهما، ولهذا اختصر سنوات دراسته الجامعية بعد تخرجه في مدرسة زايد الأول الثانوية بالعين، إلى ثلاث سنوات فقط، درس خلالها الهندسة المدنية في جامعة نورث كارولاينا الأميركية، في حين كانت تبلغ مدة الدراسة العادية خمس سنوات، وخلال سنوات دراسته القليلة تلك كان يعرف بين أصدقائه بـ«القاموس»، لقدرته المدهشة على الاستيعاب السريع والحفظ، بعدها عاد للبلاد ليعين مهندساً مدنياً مبتدئاً بشركة أبوظبي الوطنية للبترول «أدنوك»، في بداية الثمانينات، وكعادته اختصر سنوات التعلم واكتساب الخبرات ليصبح بعد ثلاث سنوات فقط صانع القرار الثاني في الشركة الحكومية العملاقة، حيث تولى منصب المدير التنفيذي بالشركة، ثم توالت المناصب التي تولاها إلى جوار عمله بشركة «أدنوك» 15 عاماً، ليظهر مهارة نادرة في حسن الإدارة والجرأة في اتخاذ القرارات، تكللت باختياره ضمن أهم 100 شخصية مؤثرة في منطقة الخليج في العديد من استطلاعات وسائل إعلام عالمية.

وبسبب نهمه الشديد للمعرفة وحبه تطوير إمكاناته حصل على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في الشارقة، واتخذ نهجاً عصرياً في الإدارة يقوم على الاستنتاج العلمي والاستدلال الصحيح، وأصبح الشامسي قطباً دائراً في المحافل الاقتصادية داخل الدولة وخارجها، واسماً يتردد مع أسماء شركات كبرى شارك في تأسيسها وقيادتها، أمّا أهم محطـاته العمــلية ـ من وجهة نظره ـ فهي توليه رئاسة غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي منذ أربع سنوات. خلال فترة قياسية، أصبح رئيساً لاتحاد غرف التجارة والصناعة بدول مجلس التعاون الخليجي، ورئيساً لاتحاد غرف التجارة والصناعة بالإمارات. ويقول الشامسي لـ«الإمارات اليوم» إنه «لا أسعى إلى أن أكون من أصحاب المليارات لكنني أعرف كيفية إدارتها، وهي ليست بالشيء الصعب، فقط عليك أن تكون منظماً، وجريئاً ولا تنظر فقط تحت قدميك». ويقول أيضاً «لم أسعَ إلى أن أكون رئيساً، أو مسؤولاً، لكني سعيت إلى النجاح في عملي، وما تلا ذلك كان توفيقاً من الله تعالى». وحول كيفية إدارته العديد من هذه المؤسسات في الوقت ذاته، يقول «عندما يتولى أحد قيادة مؤسسة، عليه أن يمنح موظفيها بمختلف درجاتهم كامل الثقة، وأن يشركهم في صناعة القرار، ويمنحهم صلاحيات تتيح لهم إظهار قدراتهم الحقيقية، وتمكينهم، هذا النهج يدفعهم إلى اعتبار المؤسسة ملكاً خاصاً بهم، وبالتالي يعملون بكل إخلاص وجهد في إطار ما يسمى روح الفريق». نال صلاح الشامسي تقديراً دولياً فريداً، بحصوله على جائزة منظمة السلامة العالمية عام ،1987 تقديراً للجهود التي بذلها في رفع مستويات السلامة في عمليات مصافي التكرير ومصانع الغاز، وبعدها بعام واحد فقط تم اختياره عضواً في موسوعة مشاهير العالم المحترفين، كما اختارته مجلة فوربس الأميركية واحداً من أبرز قادة الأعمال في منطقة الخليج العربي، واختارته مجلة أربيان بيزنس من بين الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً لعام ،2007 ومن الألقاب المهمة التي حصل عليها الشامسي قبل أن يتم عقده الخامس من عمره تتويجه بلقب النجم الآسيوي البارز من قبل جائزة آسيا للأعمال.

ومن أهم المناصب التي شغلها رئاسة مجلس إدارة شركة «القدرة القابضة»، ومجلس إدارة صناعات الرويس للأسمدة الكيماوية، وأسهم في تأسيس عدد من الشركات والمؤسسات الخاصة الناجحة، مثل مجموعة الريان والخزنة للتأمين وبنك أبوظبي التجاري، إلى جانب عضوية مجالس كل من هيئة أبوظبي للسياحة، مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي، وشركة غاسكو وأدغاز، وشركة الإنشاءات البترولية ومجلس التجارة الأميركي ومجلس التجارة الكندي والجمعية الوطنية للمهندسين المحترفين في أميركا وجمعية المهندسين بالإمارات، ومعهد المحاسبين الإداريين المحلفين الأميركي.

تويتر