ذهبية «فزّاع» لهواة الغوص الحر.. إماراتية
بن دلموك والرحومي والسويدي يكرّمون أبطال فئة الهواة. تصوير: عبدالله الحبسي
بطريقة «طواويش» الإمارات الباحثين عن المحار ومكنونه من اللؤلؤ، اختتمت مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الثالثة لبطولة فزاع للغوص الحر التي تقام برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المكتب التنفيذي، ضمن كوكبة بطولات فزاع التراثية التي أسدلت الستار بختام بطولة الغوص عن كل فعالياتها، عقب موسم حافل شهد منافسات قوية في اليولة والرماية للجنسين والصيد بالصقور والصيد بكلاب السلق، وتمكن المتسابق الإماراتي معاذ سلطان آل علي من تحقيق المركز الأول في بطولة فزاع للغوص الحر، لتكون كأس البطولة إماراتية للمرة الأولى على مدار دورات انعقادها.
واستطاع آل علي تقدّم المسابقة التي أفردتها اللجنة المنظمة لفئة الهواة في المينا السياحي في دبي بعدما قصرت الاشتراك فيها على الإماراتيين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، محققاً زمناً قدره 3.30.60 دقائق مستخدماً الطريقة التقليدية القديمة التي كان يغوص عبرها «طواويش» الإمارات في رحلة قوت يومهم الشاقة التي كانت تضطرهم للغوص في أعماق الخليج العربي بحثاً عن المحار من أجل استخراج مكنونه من اللؤلؤ .
ومع انتزاع آل علي ذهبية فزاع للغوص لتصبح إماراتية للمرة الأولى بعد أن كانت لبنانية في دورتها الأولى، ثم فنلندية العام الماضي في دورتها الثانية، تمكن الروسي منشوفون أليكسي بتحقيقه زمن 7.00.67 دقائق تحت الماء من انتزاع كأس البطولة ذاتها في فئة المحترفين، تلاه البريطاني ألكسي بولتون بزمن 4.42.15 دقائق ، ثم الجزائري عادل آية غزالة بزمن 4.07.64 دقائق ، حيث أثار أليكسي هواجس عدد كبير من افراد الجمهور الذي تابع المنافسات حول حقيقة بقائه على قيد الحياة رغم تجاوزه حاجز الدقائق السبع تحت الماء.
وفي فئة الهواة أيضاً حل الإماراتي عادل علي بوحليقة ثانياً بزمن 3.19.07 دقائق ، فيما ذهب المركز الثالث للمتسابق العماني خميس مسلم سعيد، بعد تحقيقه زمناً قدره 2.51.59 دقيقة.
تحفيز
وقال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الغوص الحر حمد الرحومي إن «نظام البطولة هذا العام حقق مكاسب مهمة على مستوى ضمان تحقيق الهدف من إطلاقها بالأساس وهو العمل على تعميق نشر جانب مهم من جوانب الموروث الإماراتي وهو الغوص الحر»، مضيفاً أن الأرقام التي انتهت إليها البطولة تتسم بالمعقولية والمنطقية؛ ما يجعلها مشجعة لمزيد من الشباب الإماراتيين والخليجيين من أجل السعي إلى المشاركة في منافساتها العام المقبل، بعدما أحجم البعض عن المشاركة بسبب سيطرة المحترفين على المراكز الأولى قبل نظام الفصل بين الفئتين الهواة والمحترفين الذي تم اتباعه هذا العام.
واعتبر الرحومي أن «المشاركة هذا العام كانت جيدة قياساً مع الأرقام المحققة في الدورة الماضية، حيث تم إحداث فرق محوري في البطولة، وهو تقسيمها إلى فئتين، واحدة للمتنافسين من دول مجلس التعاون الخليجي، وأخرى للمحترفين الممارسين لهواية الغوص من كل أقطار العالم». وأضاف أن «هذه الخطوة تساعد على رصد أرقام محلية وأخرى عالمية، خصوصاً في ظل وجود أرقام احترافية عالمية»، مشيراً إلى أن هذا الإجراء من شأنه أن يحفز المشاركة والتنافسية الخليجية في الأعوام المقبلة.

أليكسي أدهش الجمهور وانتزع ذهبية المحترفين.
منافسة
وقال الرحومي إن «منافسات فئة الهواة انحصرت بشكل كبير بين الإمارات وعمان في فئة الـ10 الأوائل، حيث حقق الإماراتيون أرقاماً جيدة سيبنى عليها بالنسبة للسنوات المقبلة، من خلال الاستعداد الخليجي لكسر هذه الأرقام وتحقيق أرقام أخرى جديدة في العام المقبل».
ولفت إلى أن «البطولة هذا العام سجلت أرقاماً قياسية خليجية وعالمية، واللجنة المنظمة تسعى إلى إكسابها اعترافاً عالمياً لتصبح بطولة دولية من خلال التواصل مع الاتحاد العالمي للغوص، من دون الإخلال ببرنامجها وآلية عملها المرتبطين بالتراث الإماراتي الأصيل»، مشيراً إلى أن نمط الغوص المتبع في بطولة فزاع يعد مبتكراً ومختلفاً تماماً عن أساليب الغوص المعروفة .
وأكد أن تراث الغوص الإماراتي والخليجي الذي تعتمده بطولة فزاع للغوص الحر يرتكز على مقومات عدة، منها الحبل الذي يمسك به الغواص، لإعطاء إشارة لمرافقيه أعلى سطح الماء تفيد التواصل معه مفضلاً عدم الاستعانة بأدوات الغوص الحديثة مثل ملابس الغوص والساعة الرقمية وغيرها، في الوقت الذي تتوافر في البطولة كل عناصر الأمن والسلامة من خلال عناصر الضفادع البشرية التابعة لشرطة دبي الذين يرافقون المتسابقين خطوة بخطوة تحت سطح الماء، فضلاً عن طواقم الإسعاف والطوارئ تحسباً لأي عارض.
وكشف عن وجود اقتراح سيرفع إلى اللجنة العليا للبطولة بهدف الاستفادة من الخبرات العالمية المشاركة في البطولة، وأصحاب المراكز الأولى لتدريب المواطنين المشاركين وتعليمهم على «تكنيك» خاص بهم يمكن من خلاله البقاء تحت الماء لوقت أطول.
مستوى متميز
وقال المدير التنفيذي لمكتب بطولات فزاع التراثية عبدالله حمدان بن دلموك إن «تصفيات البطولة هذا العام حفلت بالمزيد من الندية والإثارة سواء في فئة الهواة أو المحترفين»، مشيراً إلى أن الملاحظ هذا العام أن عدداً كبيراً من المشاركين الهواة قد قاموا بالاستعداد الجيد للمنافسة، ما انعكس على ارتفاع المستوى الفني للتصفيات.
واعتبر أن العام الثالث للبطولة قد قفز بموقعها بين بطولات فزاع التراثية لتغدو بطولة ذات طابع عالمي تحمل قيمة تراثية، منوها إلى عدم واقعية المقارنة بين طرق الغوص الشائعة حالياً في المسابقات الأولمبية بواسطة الطفو، والغوص الحر الذي يتم في ظروف أكثر صعوبة عن طريق النزول إلى مسافات أكثر عمقاً في ظل التخلي عن ملابس وأدوات الغوص المساعدة.
|
«طواش» يبحث عن وظيفة رغم تخرجه من كلية التقنية شعبة التسويق وإصراره على تنمية مهاراته الوظيفية بدورة دراسية متخصصة قادته إلى العاصمة اللبنانية، إلا أن صاحب ذهبية بطولة فزاع للغوص الحر في فئة الهواة الإماراتي معاذ سلطان آل علي مازال في رحلة البحث عن وظيفة، وفي حين كان سوء أحوال الطقس وتقلبات البحر، معيقاً لطموح «الطواش» القديم في العثور على مبتغاه، فإن الوضع المالي الراهن بأزمته الاقتصادية يعيق «الطواش» الحديث آل علي في الظفر بفرصة عمل. آل علي الذي لم يخف عتاباً ذاتياً في حديثه لـ«الإمارات اليوم» بسبب تقصيره في تدريبات الغوص، وتأثير ذلك في تواضع رقمه ـ حسب وجهة نظره ـ لا يشترط تفاصيل بعينها لحلم اقتناص وظيفة مناسبة، حتى لو أعادته لـ«زمان أول» قريباً من البحر أو حتى في أعماقه، متمنياً فقط أن تكون ذات دخل يؤمّن له حياة كريمة. |
|
|
|
خصوصية خليجية اتفق المدير التنفيذي لمكتب بطولات فزاع عبدالله حمدان بن دلموك مع رئيس اللجنة المنظمة للبطولة حمد الرحومي من جهة، والمتسابقين الإماراتيين والخليجيين من جهة أخرى على أن إفراد مسابقة خاصة لدول مجلس التعاون الخليجي ضمن بطولة فزاع للغوص الحر ضرورة لزيادة حدة اقبال الشباب الخليجي على المشاركة في البطولة فضلاً عن الحفاظ على موروث الغوص في أعماق الخليج العربي نقياً كما نقله الآباء عن الأجداد في تلك المنطقة. وفيما اعتبر بن دلموك والرحومي التعديل التنظيمي الذي تم بناءً على توجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بمثابة تأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص الذي يحتم مراعاة فوارق الإمكانات بين المحترفين والهواة، أكد متسابقون أن التعديل الجديد هو أحد اسباب إقدامهم بالفعل على المشاركة هذا العام، وأضاف صاحب المركز الأول معاذ آل علي «في هذا الجو الخليجي من التنافس نشعر بمزيد من الخصوصية التي تجمعنا كمجتمع واحد مر بالظروف الاقتصادية نفسها، وامتهن أهله مهنة الغوص الشاقة، لذلك فبغض النظر عن سهولة المنافسة أو صعوبتها، فإن النظام الجديد للبطولة جعلنا نعيش الماضي حاضراً في مياه الخليج ولكن مجتمعين هذه المرة في مينا دبي السياحي». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news