«سيّدة المقام العراقي» تنثر المواويل في «العويس الثقافية»

فريدة علي أول صوت نسائي يؤدي فن المقام. تصوير: مصطفى قاسمي

 استبقت الفنانة العراقية فريدة محمد علي، الملقبة بـ «سيدة المقام العراقي» احتفالات رأس السنة الميلادية التي تنتصر دائماً لمطربي ما بات يعرف بـ«موجة الغناء السريعة»، بسهرة فنية أعادت إلى حضورها ذاكرة الزمن الجميل، بعد أن شدت بالعديد من المواويل والمقامات العراقية في مسرح مؤسسة العويس الثقافية التي تؤسس لنفسها عاماً بعد عام ملتقى عربياً جامعاً لمختلف الفنون البصرية والسمعية والأدبية.

متذوقو إبداعات فريدة ليسوا كما يمكن أن يتبادر إلى الأذهان للوهلة الأولى مقيمين عراقيين فقط، تنحدر أصولهم من بغداد أو البصرة والموصل وغيرها من المدن العراقية العتيقة، بل هم أولئك الذين باتوا يتطلعون إلى صوت عربي أصيل، على اختلاف انتماءاتهم القطرية، يتحدث لسان حالهم بأننا «كلنا في الفن شرق»، وهو ما ترجمته أيضاً فريدة التي أطربت الحضور بصحبة فرقتها الموسيقية التي يقودها زوجها الفنان محمد حسين كمر، التي تعدّ امتداداً لفرقة التراث الموسيقي الشهيرة التي أسسها الفنان الراحل منير بشير.

وغنت فريدة عدداً من المقامات التي أبرزها جديدها الذي جمعته بشكل خاص في ألبوم «شمس العراق» الذي يعبّر في جانب منه، عن مشاعر افتقاد الوطن لدى الفنانة المقيمة منذ أواخر تسعينات القرن الماضي في أمستردام في هولندا، بعدما هاجرت من البلاد بصحبة كمر الذي يسجّل أغانيها ويوزّع موسيقاها، بما فيها أغاني الألبوم الجديد. وتعدّ فريدة أول صوت نسائي يؤدي هذا الفن الغنائي العراقي الروح والطابع، بعد أن ظلّ على امتداد تاريخه وقفاً على أصــوات الذكـور، لما يتطلبه أداؤه من قوة حنجرة وتوزيع في مستويات الصوت.

وعبَرتْ فريدة حاجز المقومات بصوتها المميّز في الغناء العراقي التراثي وفي هذا الفن الذي يختص به العراق وحده. ويذكر أنها وزوجها أسسا في هولندا «بيت المقام العراقي».

وكانت فريدة درّست هذا الفن في «معهد الدراسات النغمية» في بغداد، وهو المعهد الذي كانت تخرجت فيه على أيدي فنانين كبار، بينهم الموسيقي منير بشير، لتصبح أول امرأة تعلم الرجال «فن المقام» الذي أظهرت براعة خاصة في أدائه.

تويتر