هـاني شــاكر يُعيـد «تـاراتاتا» إلى الزمن الجميل

قد لا توحي طبيعة المقاطع الصوتية في اسم برنامج «تاراتاتا» الذي تعرضه شاشة قناة دبي، والمأخوذ من النسخة الفرنسية الأصلية، بحقيقة ما يتم في عدد كبير من حلقات هذا البرنامج، من مزج شديد بين الأغنية العربية الطربية التي تألق فيها جيل العمالقة، وأخرى وليدة سبح في تيارها كثير من الفنانين الشباب، وهو ما رصدته «الإمارات اليوم» من داخل استوديو كواليس تصوير حلقات سيتم إذاعتها لاحقاً جمعت إحداها بين الفنانين، المصري هاني شاكر، واللبنانية يارا، والإماراتي سعود ابو سلطان، واللبناني وسام الأمير، والتونسية ألفت، وحظيت باهتمام إعلامي ورسمي من إدارة «قناة دبي» الفضائية التي حضر مديرها عبداللطيف القرقاوي تصويرها.

«أحسنتم يا أساتذة» لازمة حافظ عليها شاكر الذي كان حريصاً على الوصول بدرجة انسجامه مع فرقة المايسترو إيلي أبي عاليا إلى أقصى درجات الانسجام، مصراً على مساعدة يارا في التغلب على مشكلات عدم حفظ أغنيتي «هوا يا هوا» لعفاف راضي و«على رمش عيونها» لوديع الصافي اللتين شاركته في أدائهما، في الوقت الذي ألزم فيه أيضاً الفرقة الموسيقية بإيجاد مخرج لمشكلة التباين الشديد في طبقة صوته عن طبقة صوت يارا، إلى الحد الذي بدا على بعض الموسيقيين التململ، من خلال الوصول بالموسيقى المصاحبة لأداء يارا إلى أعلى درجاتها الموسيقية.

متعة

على الرغم من ذلك، شكّلت تلك التمارين فرصة طيبة لعمال الاستوديو أنفسهم للاستمتاع بصوت هاني شاكر الذي أكد لـ«الإمارات اليوم» انزعاجه الشديد من انتحال شاب فلسطيني من داخل أراضي فلسطين المحتلة، هو هاني المجدوب، لصوته ونسبته إلى نفسه مع جملة أغانٍ أخرى سعى فيها إلى تقليده وجمعها في ألبوم حمل أيضاً صورة شاكر، مدعياً أن كلها من تأليفه، مضيفاً «بالطبع لن أستطيع أن ألاحقه قضائياً لأنه خاضع حالياً للقانون الإسرائيلي الذي لا يعترف أصلاً بحقوق الآخرين، لكنني أنصحه بأن يسعى إلى المراهنة على صوته وشخصيته الفنية من أجل أن يحقق ذاته، من دون الاتكاء على التقليد أو الانتحال اللذين لا يؤديان سوى الى الفشل».

ارتباك

وهوّن شاكر من مشكلات التنسيق في الثنائيات بينه وبين يارا، مضيفاً: «تاراتاتا» برنامج جماعي يبث روح العمل كفريق واحد، ولم تخطئ يارا التي أعتبرها من الأصوات الشبابية الجيدة فنياً، فنسيان الكلمات وارد أن يقع فيه أي فنان، والتنسيق مع الفرقة الموسيقية هو أحد أهم فوائد التمارين قبل الحفل».

في المقابل، بدا الارتباك واضحاً على ملامح يارا التي بذلت مجهوداً مضاعفاً في التمارين للوصول إلى الانسجام المطلوب مع شاكر، الأمر الذي لم يكن كذلك في حالة المطرب الإمـــاراتي سعود ابو سلطان الذي اشترك معهما أيضاً في أغنية «على رمش عيونها»، كما شارك يارا أيضاً في أغنيتها «صدفة».

مقابل

ونفى شاكر ما تردد عن أنه غالى في المقابل المالي الذي حدده من أجل الظهور في البرنامج، مضيفاً «هذا غير صحيح بالمرة، بالطبع هناك عقود تحكم هذه المسألة، لكنني في النهاية لم أطالب بأن تكون مختلفة عما هو سائد في ما يتعلق بسائر الزملاء من الفنانين الذين يحلون ضيوفاً على البرنامج».

من جانبها، أعربت يارا عن سعادتها لأن تكون ضمن نجوم هذه الحلقة تحديداً التي يحل فيها الفنان هاني شاكر ضيفاً رئيساً، وقالت انها مازالت تأمل بإتمام مشروع تصوير أغنية ثنائية جديدة كان من المفترض أن تجمعهما قبل نحو سنتين.

الفنان الإماراتي خريج برنامج «سوبر ستار» سعود أبو سلطان أعرب عن سعادته بالتواجد في هذه الحلقة، معتبراً أن «تاراتاتا» فرصة للتعرف إلى مدارس فنية مختلفة، والاحتكاك مع بعض من ينتمون إلى الطرب العربي الأصيل».

الملحن وسام الأمير الذي ينتمي أيضاً لضيوف الحلقة، ليس بصفته ملحناً بل مطرباُ سيقدم أغنيته الشهيرة «يا بنت الجامعة»، فضلاً عن مشاركته شاكر أداء أغنية عبدالحليم حافظ «سوّاح»، ومشاركته ايضاً في «على رمش عيونها»، اعتبر أن «فكرة المزاوجة بين كبار الفنانين وزملائهم الذين لم يأخذوا القدر نفسه من الانتشار تصب في مصلحة الأغنية العربية بشكل عام التي تجد في هذا الإطار كثيراً من آليات تفعيلها وتصحيح مسارها إن جاز التعبير، عبر المواءمة بين أجيال وألوان غنائية متباينة».

وعلى الرغم من امتداد زمن التمارين إلى نحو خمس ساعات، إلا أن كل الفنانين قد عاودوا في مساء اليوم نفسه الذهاب مرة أخرى الى الاستوديو لتسجيل الحلقة التي قدمتها ميثاء مغربي وحضرها نحو 700 فرد من جمهور «التوك شو» حيث كانت البداية بثنائية هاني ويارا «هوا يا هوا» ثم «يا بنت الجامعة» لوسام الأمير، ليعاود بعدها شاكر بـ«لسه بتسألي»، ثم يارا وسعود في «صدفة» أعقبتهما ألفت بـ«أصحاب».

أداء وسام الأمير في ثنائية «سواح» مع هاني شاكر نال استحسان الجمهور إلى حد بعيد، إلى الدرجة التي جعلتهم يهتفون باسميهما معاً، وقدمت يارا «هدي أعصابك»، قبل أن تشارك ألفت في «سألوني الناس»، ليعاود شاكر الغناء بـرائعة «أصاحب مين» التي غناها معه الجمهور، ليكون ختام الأغاني بـ«على رمش عيونها» التي تشارك فيها شاكر وأبو سلطان ويارا ووسام.