فئات وتعديلات جديدة في بطولـة فــزاع للغوص

بطولة فزاع للغوص ..خصوصية محلية تستوعب الآخر تصوير : باتريك كاستيللو

قال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للغوص حمد الرحومي، إن النسخة المقبلة من البطولة سوف تشهد جملة من التعديلات المهمة، بعد الاستفادة من خبرة تنظيم البطولة على مدى عامين، وبناء على توجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، راعي بطولات فزاع، الذي أعرب عن رضاه عن المستوى العام للبطولة في نسختها الثانية.

وأضاف الرحومي في حوار مع «الإمارات اليوم» إن اللجنة سعت إلى الاستفادة من تجربتها الأولى، في دورة البطولة الأولى، وكذلك الاستفادة من الاستدراكات والملاحظات كافة، الأمر الذي ترتب عليه هذا النجاح التنظيمي والتنافسي الذي أشاد به سموّ الشيخ حمدان، وثمنته وسائل الإعلام العديدة التي رافقت البطولة.

أرقام قياسية

ولم يخف الرحومي حقيقة أن الغواصين المحترفين الذين أثروا البطولة بمشاركتهم لأول مرة، كانت لهم تحفظات متعددة في بادئ الأمر، على الالتزام بالقبض على الحبل تحت الماء، الذي كان أحد احتياطات السلامة المتبعة، لكنهم أبدوا إعجابهم بجدواه، بعد أن استمعوا إلى ضرورته لمزيد من تأمين سلامتهم، حيث يدل ارتخاء الحبل على أن الغواص يواجه مشكلة ما، عرضته لإغفاءة تحت الماء، ما يستدعي التدخل السريع لإنقاذه، وهو أحد الأشكال التقليدية للحفاظ على سلامة «الطواش» قديما. وأضاف أن الأرقام التي تحققت في هذه البطولة تعد قياسية بكل المقاييس، إذا ما روعيت صعوبة الغوص وعدم اعتياد المتسابقين الأوروبيين عليه، نظراً لأن الغوص الشائع على مستوى العالم حالياً هو الغوص الطافي الذي يجعل المتسابق شديد القرب من سطح الماء، بينما يتسبب الغوص التقليدي الذي يتم على مسافات بعيدة من سطح الماء، في زيادة الضغط المائي على الرئتين وسائر أعضاء الجسم، ما يؤدي في النهاية إلى صعوبة تحقيق أرقام جيدة، قياساً بما يمكن أن يتحقق في ظل طرق الغوص المتبعة في البطولات الرياضية الحديثة.

نحو العالمية

وحول الكيفية التي تمت من خلالها مشاركة الغواصين الذين وفدوا من خارج الدولة، قال الرحومي «لم تتم دعوة متسابقين بأعينهم على نحو خاص، بل تساوى في البطولة المتسابقون المحترفون مع غيرهم، وتم قدومهم إلى دبي للمشاركة في البطولة، بناء على مبادرات فردية من كل منهم، ومعظمهم تعرف إلى أنظمة البطولة وتاريخ إقامتها،عبر شبكة المعلومات الدولية». مشيراً إلى أن الجوائز المادية للبطولة تعد الأكثر تميزاً في بطولات الغوص على مستوى العالم . وذكر الرحومي أن هناك أنظمة جديدة سوف تطبق في الدورة المقبلة من بطولة الغوص الحر، ابتداء من العام المقبل، بعد احتكار المحترفين صدارة البطولة الحالية، حيث سيتم تخصيص فئة للمحترفين وأخرى للهواة، وثالثة لذوي الأعمار الحديثة، من أجل تشجيع الجميع على خوض منافسات البطولة، ومن ثم الحفاظ على توارث الموروث الإماراتي عبر الأجيال.

إحياء التراث

وفيما يتعلق باستبعاد ارتداء المتسابق أدوات الغوص الرياضية المعروفة، قال الرحومي إنه ينبغي أن نفرق بين الغوص الحر وغيره من بطولات الغوص الأخرى، فبطولة فزاع التي نحن بصددها الآن مخصصة للغوص الحر الذي يعدّ من أكثر الأنواع صعوبة على المشتركين فيه، حيث لا يسمح خلاله بارتداء ملابس الغوص المعروفة، وكذلك أي أدوات مصاحبة مثل النظارة والساعة الميقاتية والأوزان التي تساعد المتسابق على الغوص من دون مجهود، وغيرها، ما يجعل هذا النمط من الغوص أكثر صعوبة من أساليب الغوص الحديثة المتبعة في المسابقات العالمية والأولمبية، لكنها بالنسبة إلينا نحن المنظمين تعني محاولة الاقتراب من الظروف الصعبة التي كان يعيشها الآباء والأجداد في رحلة البحث عن اللؤلؤ في أعماق الخليج، لأن هدف البطولة يصب في خانة إحياء التراث في المقام الأول.

وكانت النسخة الثانية من البطولة قد شهدت مشاركة نحو 200 متسابق تمكن من تصدر منهم، من تحقيق أرقام قياسية جديدة في الغوص الحر المحاكي لأسلوب غوص الإماراتي في عصر ما قبل النفط، بحثاً عن اللؤلؤ في أعـــماق الخليج العربي، حيث تمكن الألماني توم سيتاس من تحقيق رقم أبهر جميع المتابعين للمنافسات وهو ثماني دقائق و٢٤ ثانية و٥٩ جزءاً من الثانية، فيما جاء في المركز الثاني الروسي ماليكاسون أليكس بزمن قدره ٧.٤٩ دقائق، وحل الفنلندي تيمو كونين ثالثاً بزمن قدره 6.13 دقائق.

وهم جميعاً أبطال محترفون مصنفون في ترتيب متقدم في البطولات الأوروبية، إلا أنهم يمارسون الغـــوص الحر المحاكي لأسلوب غوص الطواش الإماراتي «الباحث عن المحار وما يزخر به من لؤلؤ، حيث غاص ثلاثتهم لأول مرة من دون ملابس الغوص الحديثة وما يرتبـــط بها من نظـــارات غوص، بطريقة الغوص الرأسي، معتمدين على حبـــل يربطهم بمتن قـــارب رأسي على السطح.

منافسون من خارج الدولة

 على الرغم من أن البطولات التي ترتبط بالتراث المحلي في مختلف الثقافات يقتصر متنافسوها غالباً على أبناء تلك الثقافة، فإن توجيه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي راعي بطولات فزاع،إلى  نشر تلك المنافسات واستقطاب قاعدة جديدة لممارسيها لخدمة أهداف صون التراث الإماراتي الأصيل، وضمان بقائه ممارساً ومصانا، جعلت القائمين على تلك البطولات يوجهون عناية خاصة لاستقطاب متسابقين من خارج الدولة، سواء من دول مجلس التعاون الخليجي، أو الدول العربية الأخرى، بل وصل الأمر في عدد من البطولات إلى استيعاب مشاركين من دول أجنبية مختلفة .
وكان فوز اللبناني نديم مجذوب في النسخة الأولى من البطولة متقدماً على الإماراتي بن حاقول، أحد نتائج هذا التوجه ودليلا على نجاح الأهداف الأساسية لانطلاق البطوات التراثية، فيما جاء احتلال متنافسين من ألمانيا وروسيا وفنلندا في بطولة شديدة الخصوصية فيما يتعلق برحلة «طواشي» الإمارات من أجل البحث عن المحار، واستخراج مكنونه من اللؤلؤ في مياه الخليج العربي، ليؤكد هذا النجاح .

تويتر