العرض الخامس لمهرجان «مسرح الطفل»
«هيا نبدأ اللعبة الأخيرة».. تناقش علاقة الأطفال بالذكاء الاصطناعي
قدّمت فرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح العرض الخامس من عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الـ19، التي انطلقت مساء الـ21 من ديسمبر وتستمر حتى الـ27 منه، بتنظيم من جمعية المسرحيين، حيث تفاعل الأطفال مع المسرحية التي حملت عنوان «هيا نبدأ اللعبة الأخيرة» من تأليف حمد الظنحاني وإخراج إبراهيم القحومي.
وقدّمت حكاية العرض نموذجاً واضحاً لتعلق الأطفال واليافعين بالذكاء الاصطناعي، حيث إنه رغم أهميته في تحسين المجتمعات وتطويرها، فإنه في الوقت ذاته قد يكون سبباً للعزلة وعدم التواصل مع الآخرين. وتدور الحكاية حول فتاة اختارت الذكاء الاصطناعي كبديل لها عن الصداقة الحقيقية، تخوفاً منها من تكوين صداقات في العالم الواقعي، فالتجأت إلى صداقة افتراضية تدعي أنها لا تلومها ولا ترفض لها طلباً وتساعدها في عمل كل شيء وحتى أنها تشجعها على تحقيق أمنياتها، الأمر الذي أثار حفيظة أمها وأخيها وصديقاتها، لتلجأ الأم إلى الأخ كونه يقربها عمراً، لتكتشف الفتاة في آخر أحداث المسرحية، أن الشخصية التي تعلقت بها من الذكاء الاصطناعي لا تحمل أي مشاعر، وأن كلماتها الجميلة للفتاة هي كلمات عابرة تقولها لكل شخص يستخدم الذكاء الاصطناعي لا تعدو عن لطف مبرمج، وليس حقيقياً، فتقر الفتاة بعد ذلك بخطئها وتعود مرة أخرى للالتحام بعائلتها وأصدقائها.
وقدّم العرض الكثير من الرسائل المهمة للأطفال وكذلك لليافعين، أهمها أن الذكاء الاصطناعي عامل مساعد لتحسين جودة الحياة، لكنه ليس بديلاً عن العالم الواقعي، وأن الأحاسيس والمشاعر لا يمكن لأي ذكاء اصطناعي أن يصل إليهما أو أن يعوضهما، باعتبار أنهما خلقا حصرياً للإنسان الذي تميز بهما، كذلك ركّز العرض على دور العائلة في دعم بناتها وأبنائها، ووقوفها إلى جانبهم عند حدوث أي عارض، إضافة إلى أن العرض بيّن أن الصداقة الحقيقية تظهر في المواقف الصعبة.
واستفاد المخرج من الشاشات الرقمية في العرض كخيار جمالي ودلالي، كبديل عن الديكور التقليدي، ليصبح عنصراً فاعلاً أسهم في تشكيل الفضاء وإيصال خطاب العرض. وهذا ما منح العرض إيقاعاً بصرياً مرناً، وأتاح الانتقال السلس بين المشاهد دون كسر الإيهام.
أمّا على مستوى الأداء فقد فرض وجود الشاشات أداء واعياً من الممثلين، باعتبار أن الحركة يجب أن تكون محسوبة في هذه النوعية من العروض، وسعى القحومي إلى خلق توازن بين الصورة وحضور الممثل، دون أن يطغى أحدهما على الآخر.
ويحسب للعرض تقديمه للوجوه الجديدة اليافعة (عائشة الشحي، علي الغيص، آمنة فهد، حامد الحفيتي، مريم الصريدي والهنوف الصريدي)، التي وقف بعضها على الخشبة لأول مرة، وكان له حضوره الجيد، من حيث التلقائية والعفوية في الأداء، إضافة إلى سلامة مخارج الحروف، الأمر الذي أوصل رسالة العرض كاملة إلى جمهور الأطفال، ليقدّم العرض في المحصلة تجربة مسرحية معاصرة تتلاءم مع تحولات مسرح الطفل الحديث وجمهوره.
وصمم ديكور العرض عادل القصار، والأزياء والماكياج لسهيلة بنهدي، وكلمات الأغاني لعبدالله صالح، والمؤثرات الصوتية لمحمد المنصوري، والإضاءة ليوسف الظهوري، وأشرف على العرض إدارياً الفنان أيمن الخديم.
. العرض الذي قدمته فرقة جمعية دبا استفاد من الشاشات الرقمية كخيار جمالي ودلالي، وقدَّم وجوهاً جديدة تقف على الخشبة لأول مرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news