عقود من العمل الثقافي المستمر والدؤوب

إيزابيل أبوالهول..سيدة الكتب حارسة الحكايات

صورة

تعد إيزابيل أبوالهول ابنة الكتاب ورفيقة الكلمة، وصوتاً ما انفكّ يصدح في أفق المعرفة، على امتداد عقود من العمل الثقافي المستمر والدؤوب من أجل إعلاء راية الفكر، جاءت إلى دبي في زمن كان الورق يلهث وراء قارئ، فتحولت مع مرور السنين إلى أيقونة فريدة للثقافة الإماراتية، تحمل همّ الكتاب في يد، وأمل الأجيال الجديدة في اليد الأخرى، وبفضل إخلاصها للثقافة واجتهادها في نشرها، صار للأدب مهرجانه الأكبر في المنطقة، وصارت للقراءة مؤسسات ترعاها وتحتفي بها.

الوفاء العميق

لقد نجحت إيزابيل أبوالهول، التي جسّدت في مسيرتها التقاء الشرق بالغرب، في تكريس نموذج فريد من الوفاء العميق للثقافة التي اعتبرتها، بمفاهيمها وقيمها وتفاعلاتها، دستور الحياة وجوهر الحضارة وجسراً حقيقياً لالتقاء الشعوب.

لم تكن إيزابيل أبوالهول مجرّد شخصية مؤسِسة لمهرجان أدبي ناجح أو سلسلة مكتبات عريقة فحسب، بل ركيزة مهمة من ركائز المشهد الثقافي في الإمارات، فقد استضافت من خلال مهرجان «طيران الإمارات للآداب» الذي يستعد هذا العام لدورته الـ17، كبار الكتاب والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، وساهمت في جعل دبي، عاصمة للأدب المنطوق والمكتوب، في الوقت الذي تشبثت بإيمان راسخ بأن الكتاب ليس مجرد أداة تعليمية، بل رفيق وجودي يصوغ الوعي ويهذب الروح، واستناداً إلى هذه القناعة، حرصت أبوالهول على أن يمتد أثر مبادراتها إلى المدارس والجامعات، فأطلقت مشاريع موجهة للأطفال واليافعين، مؤمنة بأن من يقرأ وهو طفل صغير، يصنع فارقاً كبيراً في مرحلة الشباب.

مسيرة حافلة

ولدت إيزابيل أبوالهول، وتلقت تعليمها، بمدينة كامبريدج في بريطانيا، وفي عام 1968 قدمت إلى دبي، المدينة التي أصبحت منذ ذلك الحين وطنها.

بدأت حياتها العملية في دبي في مجال التعليم في مدارس رياض الأطفال، واستمرت في هذا المجال لعدة سنوات، قبل أن تُسهم في تأسيس مدارس الاتحاد الخاصة، وقد دفعها شغفها الكبير بالكتب، إلى تأسيس سلسلة مكتبات «المجرودي» في عام 1975.

إضافة إلى مشاريع «المجرودي»، أسست إيزابيل أبوالهول داراً لنشر كتب الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، تُعنى بثقافة المنطقة، وبدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، قدَّمت مبادرة «بستان القصص» ضمن خطة طموحة لتطوير التعليم باللغة العربية، وتعزيز دور المطالعة في حياة الطفل، وقد أتاحت تلك المبادرة الفرصة للمعلمين لتأليف قصصهم، واستخدامها في البرامج التعليمية التي يشرفون عليها.

أسست في عام 2008 مهرجان طيران الإمارات للآداب، أكبر مهرجان في منطقة الشرق الأوسط، يحتفي بالكلمة المكتوبة والمقروءة، ويحتضن الجماهير متعددة الثقافات، ليتيح فرصة استثنائية لجميع الفئات العمرية للالتقاء بالمؤلفين والمبدعين والمحاضرين من مختلف أنحاء العالم، ومنذ تأسيسه ما فتئ المهرجان يعزز دور المطالعة والتعليم والحوار الثقافي البَناء، وصولاً إلى تتويجه بلقب أفضل مهرجان في الشرق الأوسط في أعوام 2013 و2014 و2015.

في عام 2013، وإبّان انعقاد هذا المهرجان، تَكَرّم راعي المهرجان، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإصدار مرسوم لتأسيس «مؤسسة الإمارات للآداب»، وتعيين إيزابيل أبوالهول رئيسة تنفيذية للمؤسسة وعضو مجلس أمنائها.

الاستثمار في المعرفة

واليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود من خدمة الكتاب، تبقى إيزابيل أبوالهول «أم منصور» رمزاً حياً للثقافة التي لا تعرف الحدود، بعد أن نجحت بجدارة من خلال عملها في تجسيد رؤيتها بأن الأدب ليس ترفاً، بل حياة كاملة، وأن الاستثمار في المعرفة هو الاستثمار الأجمل في مستقبل الأوطان والأجيال.

• شاركت في تأسيس مدرسة الاتحاد الخاصة بدبي، أحد الصروح التعليمية التي خرّجت أجيالاً من المبدعين.

• 1975 أسست سلسلة مكتبات «المجرودي» في دبي، لتصبح لاحقاً سلسلة رائدة في عالم النشر وتوزيع المعرفة.

• 2008 أطلقت مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي تحوّل إلى واحد من أكبر المهرجانات الأدبية في العالم العربي.

• 2010 تم منح إيزابيل أبوالهول لقب شخصية العام الثقافية من قِبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة.

• 2012 نالت وسام الإمبراطورية البريطانية «OBE»، تقديراً لدورها الريادي في نشر الثقافة وتعزيز الحوار الحضاري.

• 2013 أسهمت في إنشاء مؤسسة الإمارات للآداب، وتولت منصب الرئيس التنفيذي، قبل أن تصبح مستشارة وعضواً في مجلس أمنائها.

• 2014 نالت جائزة الشخصية الثقافية المميزة من مؤسسة العويس الثقافية في دورتها الـ21.

تويتر