50 عملاً فنياً ونحتياً حوّلت «دبي المالي العالمي» إلى معرض مفتوح
«مسار المنحوتات» يتألق بـ «أشكال خالدة» ترصد تراث الإمارات
تحت عنوان «أشكال خالدة»، انطلقت النسخة الرابعة من «مسار المنحوتات»، متضمنة 50 عملاً فنياً ونحتياً لأكثر من 20 فناناً، حوّلت مركز دبي المالي العالمي إلى معرض مفتوح حافل بالأنماط الفنية المتنوعة التي تتسم باستخدام الوسائط المتعددة، وبين مباني المركز المالي تتوزع المنحوتات التي تتسم بالهدوء والقوة، وكذلك المستلهمة من الثقافة الإماراتية، لاسيما المرتبطة بالصحراء، وذلك وفق لغة فنية معاصرة، وتنوعت الأعمال، التي ركزت في أغلبها على المواد الصلبة، ومنها المعدن أو الستانلس ستيل، بين التجريد والتجسيد، لاسيما لأشكال الأحصنة والصقور والأشجار.
ثبات الصقر
وعند بوابة المركز المالي وضع عمل «الهداد»، الذي صممه مصطفى خماش من استوديو «كارتيجرو»، وتحدث إلى «الإمارات اليوم» عن هذا العمل قائلاً: «يحمل العمل عنوان «الهداد» كرمز إلى لحظة ثبات الصقر قبل انطلاقه في التحليق، والنظر إلى المنحوتة من بعيد يوحي بشكل الصقر قبل التحليق، كما أن عنوان العمل هو أيضاً عنوان قصيدة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي»، وأضاف خماش: «وضعت على المنحوتة ألوان علم الإمارات، وأصل المنحوتة مصمم من مادة الستانلس ستيل، وتمت تغطيتها بمادة (الميش المعدنية) بألوان العلم الإماراتي، وهي تحمل الكثير من القوة في الشكل والمعنى»، ولفت إلى أن المنحوتة يصل وزنها إلى ثلاثة أطنان، بينما يصل مدى جناحي الصقر إلى 14 متراً، وارتفاعه سبعة أمتار، موضحاً أن الجانب اللوجستي كان الأصعب في إنتاج العمل، وقد استغرق إنجازه نحو شهرين، لافتاً إلى أن هذه المشاركة ليست الأولى في المعرض، وقد تم تقديم العديد من الأعمال الموجودة في المركز المالي.
فكرة الاتحاد
أما المصمم إبراهيم النجار من «إن استوديو»، فقد استوحى عمل «ون إن ذا ميني» من شجرة الغاف، وتحدث عنه قائلاً: «يحمل العمل فكرة الاتحاد وسط الكثرة، وهذا يبرز الجنسيات والأفكار المتنوعة التي تتّحد كلها في كيان واحد، بحيث يأتي هذا الاتحاد بشكل تلقائي، وقد تمثّل هذا في تصميم شجرة الغاف، لتجسيد ما تمكنت الدولة من تحقيقه في هذا الإطار»، ولفت إلى أن شجرة الغاف تعتبر شاهدة على هذه الفكرة، كما أن الرمال التي تنشأ فيها الشجرة، ليست من الإمارات فحسب، بل هي الرمال التي تجمعت من العديد من البلدان عبر آلاف السنين، فحتى الرمال نفسها تمثّل الوحدة. وقال النجار: «ثيمة المهرجان هذا العام دفعتني إلى استكشاف الأشياء التي تمكنت من الخلود عبر الزمن، لهذا وقع اختياري على شجرة الغاف، فهي أقوى شاهد على الاتحاد في الإمارات»، موضحاً أن الوسائط التي استخدمها في هذه المنحوتة طبيعية ومستدامة، ومنها الخشب الخالي من الألوان، ومن خلال بقايا قطع التصميم تمت صناعة مقعد، بهدف ألا يكون هناك أي بقايا، مؤكداً أن التصميم يبرز المراحل المتعددة لهذا الاتحاد، وتنعكس من خلال المرايا، معتبراً أن الوجود في المعرض عبارة عن تكريم كبير لكل ما قدّمه الاستوديو على مدى السنوات، مثمناً الدعم من مركز دبي المالي العالمي من أجل الوجود في هذا المعرض.
مسح ضوئي
من جهته، لفت المهندس بحر البحر، الذي عمل على التصميم الخاص بمبادرة «نحن المستقبل»، بمساندة شقيقته سوسن البحر، إلى أن التصميم نفذ وفق أسلوب يبرز المادة المستخدمة، فضلاً عن الأخذ بعين الاعتبار المكان الذي ستوجد فيه، موضحاً أن التناقض بين المواد التي تم اختيارها للعمل كان متعمّداً، لهذا أتت المادة الصناعية الصلبة والمادة اللينة والدافئة، وهذا ما جعل الصخر الصلب يبدو وكأنه محفور بالإسمنت والرمل، مع وجود الإضاءة من الداخل، وشدد على أن الشكل الخاص بالعمل تم من خلال المسح الضوئي داخل صخرة، مؤكداً أنه حرص على أن يكون كل اتجاه في القطعة مختلفاً عن الآخر، ويقدم مشهداً مغايراً، وهو من التحديات الأبرز في إنجاز مادة صلبة، واعتبر أنه كمهندس يتطلع كثيراً إلى الطريقة التي ينفذ من خلالها العمل، مشيراً إلى أن الوصل بين المواد المستخدمة هو الذي شكل تحدياً، لاسيما أن نقطة الالتقاء، في مرحلة ما، تكون صعبة جداً بين المواد المتناقضة.
مبادرة خيرية

تم الكشف عن عمل نحتي نُفّذ بالتعاون مع دبي العطاء، في إطار مبادرة «نحت المستقبل» التي تم إطلاقها في النسخة السابقة من «مسار المنحوتات»، وتم جمع التبرعات من خلال العمل، وستخصص لمشروعات تعليمية، وقالت رئيسة إدارة الشراكات في «دبي العطاء»، آمال الرضا، لـ«الإمارات اليوم»: «أود أن أشكر مركز دبي المالي العالمي على التعاون معنا في هذه المبادرة المميزة، كما أشكر سوسن البحر وبحر البحر على تقديم منحوتة مميزة، فضلاً عن دعم المتبرعين»، ورأت أن هذه المبادرة جمعت الشركات والعاملين في المجال الإبداعي، وكذلك المجتمع بشكل عام للاستثمار في المهارات، من أجل تحقيق مجتمع أفضل، وأشارت إلى أنه في الآونة الأخيرة، برز العديد من الفنانين الذين يرغبون في المشاركة في المبادرات الخيرية، لهذا فإن الأمر يكون مرتبطاً فقط بتأمين منصة وفرصة من أجل الاجتماع في عمل يُبرز كل المهارات التي تخدم المجتمع، معبرة عن سعادتها بوجود كثير من الراغبين في المشاركة في أعمال خيرية كهذه، آملة أن يتم العمل على مزيد من المبادرات المشابهة التي يصل صداها إلى كل أطفال العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news