الفنان العالمي مينا مسعود من أبوظبي: رفضت المشاركة بمسرحية تسيء للعرب

وسط حضور كثيف من الجمهور، والمهتمين بالصناعة السينمائية، والثقافية؛ استضاف معرض أبوظبي الدولي للكتاب في افتتاحية دورته الـ34 التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية حتى الخامس من مايو المقبل، الفنان العالمي مينا مسعود في جلسة خاصة بعنوان «الخيال، والاستشراق، والمغامرة المستوحاة من الحكايات».
واستعرض الضيف خلال الجلسة التي تحتفي بكتاب العالم في هذه الدورة «ألف ليلة وليلة» محطات من رحلته الشخصية، مضيفاً أنه بدأ بدراسة الطب قبل أن ينتقل إلى دراسة الفنون الجميلة والتمثيل، متحدياً الخلفية المحافظة التي نشأ فيها.
وأشار إلى أن تجربة الهجرة بحد ذاتها شكلت تحدياً نفسياً، وثقافياً، وأنه تأثر بمدارس شكسبير الكلاسيكية والحديثة، ما ساعده في بناء أدواته كممثل محترف.
وفي الجلسة التي تأتي ضمن البرنامج الثقافي، أوضح مسعود أن افتقاده لوجود نماذج تشبهه في هوليوود عزّز لديه شعور المسؤولية تجاه تقديم قصة العرب بأنفسهم عبر مسيرته الفنية التي سعى من خلالها إلى تمثيل ثقافته المصرية والعربية بكل فخر، معتبراً أن العمل على إتقان اللغة العربية كان جزءاً جوهرياً من هذه العودة، لاسيما بعد مشاركته في فيلم «في عز الضهر» في عام 2021، الذي يمثل محاولة لإيصال التراث العربي إلى العالم السينمائي الدولي.
وتناول مسعود تحديات العمل في بيئة تنافسية مثل هوليوود، لافتاً إلى أهمية رسم خطوط حمراء تحمي الفنان من الانزلاق في أدوار تسيء إلى ثقافته، مؤكداً رفضه لأداء مسرحية كانت تحمل إساءات للعرب، حفاظاً على مبادئه المهنية والإنسانية؛ فبالنسبة له النجاح لا ينفصل عن الشعور بالمسؤولية تجاه تقديم قضايا العالم العربي وهمومه بصورة منصفة ومؤثرة.
وعن معايير اختيار أدواره، نوه بأن النص هو العامل الحاسم في قبول أي عمل، إذ يجب أن يعبّر عن واقع الناس، وتصوراتهم. وكشف عن انشغاله بمشاريع جديدة منها عمل يتناول قصّة الفنان عبدالحليم حافظ، إلى جانب فيلم «الأميستا» الذي أخرجه باللغة العربية بمشاركة نخبة من نجوم مصر، تحقيقاً لحلمه الدائم بالعودة إلى المنطقة، ومخاطبتها بلغة الفن.
وشهدت الجلسة عرض مقتطفات من فيلم الضيف «في عز الضهر»، الذي مزج بين الأكشن والدراما، مع الإشارة إلى أن العمل في مصر أتاح له قدراً من الحرية الفنية المفقودة في الصناعة الأميركية المنظمة بدقة. كما تناول أيضاً تجربته في التخلي عن اللكنة الأميركية أثناء أداء الأدوار باللغة العربية، وهذا التحدي يتطلب جهداً مستمراً، وصبراً لتحقيق التوازن الصوتي.
واستعرض الفنان تجربته الواسعة في المشاركة بين الأفلام الرومانسية، والدرامية، معبراً عن شغفه بإنتاج الأفلام الكوميدية الرومانسية في المستقبل، لكنه أشار إلى أنه لا يشعر بالاستعداد بعد لخوض تجربة الإخراج السينمائي بشكل كامل، رغم تجربته في الكتابة وإصدار كتاب يتناول تحوله إلى نمط الحياة النباتية، إلا أنه لا يرى نفسه مؤلفاً محترفاً، معتبرا أن الكتابة مساحة إضافية للتعبير عن الذات.
وسلّط مسعود الضوء على تجربته الشخصية في كندا، حيث تبلورت نظرته الخاصة للنجاح بمعزل عن المال أو الشهرة؛ إذ بات مرتبطاً بتأثيره الإيجابي كمصدر إلهام للآخرين. وتوقف عند تجربته المسرحية التي شكلت جذوره الفنية الأولى، معتبراً أن سرد القصة فن قائم بحد ذاته سواء عبر الخشبة أو الشاشة.
وفي ختام اللقاء، أعلن مسعود عن مشروعه الجديد الذي يتضمن إطلاق موسم درامي من 12 حلقة مخصص لمنطقة الشرق الأوسط، في خطوة تعكس التغيرات الكبرى في طبيعة الإنتاج الدرامي العربي.
وجاءت مشاركة مينا مسعود لتؤكد أن الحكاية العربية قادرة على أن تجد مكانها الطبيعي في المشهد الثقافي العالمي متى ما رويت بصدق وفخر وثقة بالذات، بما يتماشى مع رؤية مركز أبوظبي للغة العربية في دعم حضور اللغة العربية في المشهد الإبداعي العالمي.
وينتمي مينا مسعود إلى أصول مصرية، ويحمل في مسيرته خبرة فنية واسعة كممثل ومنتج وداعم للمواهب الشابة، وشكلت زيارته إلى المنطقة قبل سنوات عدة نقطة تحول في علاقته بثقافته العربية. اعتبر العمل في الشرق الأوسط مساحة ضرورية للتواصل مع الجذور، وللتعرف عن قرب على تفاصيل الهوية الثقافية التي ينتمي إليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news