أيوب يوسف: «المفتش فصيح» يخاطب الجميع للحفاظ على لغتنا الأم

على امتداد أيام الشهر الفضيل، وعبر تجارب أفكار فريدة، نجح الإعلامي الإماراتي أيوب يوسف، باقتدار، عبر بوابة برنامجه المتجدد «المفتش فصيح» الذي يُبث يومياً على شاشة قناة «سما دبي»، في الارتقاء بتجارب المشاهد المعرفية، وإثراء وتعزيز حضور اللغة العربية الفصحى في حياته، بقالب كوميدي مرح وخلاّق، يناسب النشء وبقية أفراد المجتمع، من خلال ما يقدّمه من فقرات ثقافية تُعرّف بقواعد النحو والصرف، وتستعرض نماذج عديدة من الأمثلة والجمل والمصطلحات العربية وطرق استخداماتها الصحيحة، بأساليب مشوقة تُيسر طرح المعلومة وتساعد على لغتنا الجميلة، واكتشاف جواهرها وكيفية نطقها الصحيح.

واستهل الإعلامي أيوب يوسف، حديثه مع «الإمارات اليوم» بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن الحفاظ على اللغة العربية بحاجة إلى مبادرات أكثر من المحاضرات، مشيراً إلى أهمية ربط أهداف هذه المبادرة الإبداعية (المفتش فصيح) باستراتيجية الإمارات للحفاظ على لغتنا الأم.

وأكد أن هدف البرنامج هو تعزيز حب اللغة العربية بين الناس بجميع فئاتهم العمرية، ونشر أهمية الحفاظ على كنوزها النفيسة، وتقديم مادة علمية لغوية وإعلامية مبتكرة، تنأى عن السائد، لتوفر محتوى تعليمياً نوعياً وجاذباً يستثمر أحدث الوسائل، ويشجع على استخدام مفرداتنا العربية بشكل حيوي في الحياة اليومية، لتكون لغة تواصل حيوية قادرة على البقاء والاستمرار والانتشار عالمياً.

جهود حثيثة

وعن فكرة البرنامج ومراحل تنفيذه، أشاد أيوب يوسف بجهود «دبي للإعلام»، من أجل الحفاظ على اللغة العربية وسعيها الحثيث للمحافظة على ألق حضورها ووصولها إلى كل شرائح المجتمع، تجسيداً لتوجهاتها بأن «تكون الأقرب إلى المشاهد»، وتناغماً مع استراتيجيتها الجديدة الهادفة إلى النهوض بالقطاع الإعلامي، وتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً لصناعة المحتوى. وكشف أن الإعداد للموسم الثالث، بدأ من خلال ورشة ضمت عدداً من الكتاب الذين أنجزوا هذه المهمة على مدار ثلاثة أشهر، وتلت هذه المرحلة فترة تجهيز متطلبات التصوير والإضاءة، وتنفيذ العمل وبدء التصوير، وبعدها تم الانتقال إلى مرحلة تسجيل الأصوات وتنفيذ الأغاني والموسيقى والمونتاج.

وأكمل: «حرصنا منذ البداية على أن يتوجه (المفتش فصيح) إلى جميع شرائح المجتمع المتعددة، إذ تم استخدام الكرتون للنشء، والفقرات الدرامية للشباب، فيما خاطبت فقرة (ما اتفق لفظه واختلف معناه) النخبة، وفقرة (العامي الفصيح)، فئة كبار السن».

تفاعل وحماسة

وتحمّس الإعلامي الإماراتي لوصف النجاح الذي حققه البرنامج، والذي رصدته التفاعلات الكبيرة والتعليقات الإيجابية التي خلّفتها حلقاته على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى تنوع التعليقات بين معزز للثراء المعرفي اللغوي الذي طُرح، ومؤيد لهذا النوع من البرامج الهادفة، والكثير من التعليقات الرائعة التي سجلها وسم #المفتش_فصيح.

وتابع: «بما أن الفقرات متنوعة، هناك فقرات ذات طابع لغوي، وفقرة (حيصوفة وفصيح)، وكلها بلغة فصيحة دقيقة اعتمدها ثلاثة مدققين في اللغة العربية، فيما طرحت المعلومات اللغوية في بقية الفقرات بقالب مرح يمزج الفصيح بالعامي، حتى يصل إلى جميع شرائح المجتمع».

ويضم البرنامج العديد من الفقرات الهادفة التي تحبب النشء في لغتهم الأم، من خلال زيادة الجرعة الأدبية والفكرية لديهم، إضافة إلى تحبيبهم في فروع اللغة العربية، سواء في النحو أو الصرف أو البلاغة أو الشعر، فيما ينقسم البرنامج إلى فقرات متنوعة، تبدأ بفقرة «العامي الفصيح» التي يتم خلالها سرد الكلمات المحلية التي لها جذور وأصول عربية، بينما تحمل الفقرة الثانية طابعاً درامياً يعمل من خلالها «المفتش فصيح»، على تصحيح بعض الأخطاء اللغوية التي تمر عليه خلال الفقرات التمثيلية في الحلقة، إذ يتم تعمد وجود الأخطاء كي ينتبه لها الأطفال والمشاهدون بشكل عام، ويسعوا إلى تصحيحها قبل أن يبادر «المفتش فصيح» بذلك.

أما الفقرة الثالثة فهي عبارة عن مناوشات مضحكة وخفيفة بين شخصيتين كرتونيتين هما «حيصوفة» و«فصيح»، إذ تعمد الشخصية الكرتونية - في قالب كوميدي مرح يهدف إلى إثراء معارف المشاهد - إلى تغيير الكلمات الفصيحة وإيقاع «فصيح» في مشكلة، وصولاً إلى فقرة «أبوأسماء للأسماء» التي يقدمها الفنان البحريني خليل الرميثي، ويشرح فيها مفاهيم ومعاني الأسماء.

ولفت أيوب يوسف إلى اهتمام البرنامج هذا الموسم، بإضافة فقرة «منطقة ومعنى» و«حمدة ومروان» لتسليط الضوء على «ما اتفق لفظه واختلف معناه»، وهو فن من فنون العربية.

وعبر مواسمه الرمضانية الثلاثة، سعى أيوب يوسف من خلال تجربة «المفتش فصيح»، إلى تقديم نماذج عديدة من الأمثلة والجمل والمصطلحات العربية وطرق استخداماتها الصحيحة، كما نجح من خلال تعاونه مع مجموعة من المشاهير ونجوم الدراما المحلية والعربية، في الإضاءة على قواعد اللغة العربية وتقديمها ضمن قوالب فكاهية محببة سهلة الاستيعاب، تعينهم على فهم مكنوناتها وطرق نطقها الصحيحة، ما أسهم في بث الروح في جسد اللغة العربية الفصحى.

وتشارك في حلقات «المفتش فصيح»، نخبة من فناني الإمارات والخليج العربي، فضلاً عن مشاركات عربية عدة، أبرزها مشاركة الفنانة المصرية إيمان السيد، وخليل الرميثي من البحرين، إلى جانب الإماراتيين إبراهيم سالم، وإبراهيم استادي وأحمد الزعابي، وهيفا العلي وسارة السعدي، ولفيف من مشاهير المنصات الاجتماعية الذين عززوا ألقه وانتشاره على نطاق واسع.

• البرنامج يضيء على قواعد اللغة العربية ويقدّمها ضمن قوالب فكاهية محببة سهلة الاستيعاب.

أيوب يوسف:

• استخدمنا الكرتون للنشء، والفقرات الدرامية للشباب، بينما خاطبت فقرة النخبة، وأخرى فئة كبار السن.

نجاحات

نجح «المفتش فصيح» في حصد جائزة محمد بن راشد للغة العربية في دورتها السابعة، وتُوّج البرنامج العام الماضي، بجائزة أفضل عمل باللغة العربية في وسائل الإعلام، ضمن محور الإعلام والتواصل، فيما وسّع صنّاع البرنامج نطاق انتشاره وصداه، في مؤسسات تعليمية عدة في الدولة، أبرزها زيارته لمدرسة المواكب، فرع الخوانيج بدبي، التي حظيت بتفاعل من قِبل الطلبة مع سلسلة العروض التي قدمها الإعلامي أيوب يوسف، للتعريف بفكرة البرنامج وأهمية محتوياته المطروحة على قناة «سما دبي».

كما شهد البرنامج تفاعل طلبة وزوار مهرجان «بين الغاف» الذين أبرزوا اهتمامهم بفكرته ومحتوياته النوعية، التي عكست جهود «دبي للإعلام» ودورها في حماية اللغة العربية وتعزيز حضورها.

الأكثر مشاركة