سنعنا

احترام الكبير

صورة

تحمل الأسر الإماراتية مبادئ أصيلة لا تتغير مع مرور الزمن والانفتاح الذي تشهده البلاد، حيث إن لديها عادات وقيماً متوارثة عبر الأجيال تعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية، وأسلوب حياة، تغرس لدى أبناء الإمارات منذ الصغر. في هذه الزاوية، تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على مفهوم «السنع» الإماراتي عن طريق سلسلة موضوعات بهدف ترسيخ هذه القيم، بالاعتماد على كتاب «السنع» من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.


حرص الآباء والأجداد في الإمارات على تأديب أبنائهم وتربيتهم على «سنع» احترام أفراد العائلة، إيماناً بأن الأخلاق الطيبة تغرس في البيت أولاً بين أفراد الأسرة، وتظهر لاحقاً في العلاقات بين الآخرين والتعامل معهم، لذا فمن أكثر القيم التي يوصي بها الأهل في المجتمع الإماراتي، ويحرصون على التركيز عليها منذ الصغر، احترام الكبير، لاسيما تجاه الوالدين والإخوة والأكبر سناً، إذ يتم غرس ذلك في النفوس مبكراً من خلال تعزيز بعض التصرفات والقيم المتعلقة بها.

وفي المجتمع الإماراتي، هناك تصرفات كثيرة مختلفة، تبرز فيها مظاهر الاحترام للكبير والوالدين بشكل خاص، وتقدير الأمهات والخالات والجدات وغيرهن من الأقارب الأكبر سناً من نساء العائلة، ومن مظاهر ذلك التقدير مناداة الأم بنسبها إلى أبيها احتراماً لها، حيث يقول الشاب لأمه على سبيل المثال «مرحبا بنت عبدالله»، وهي من العادات التي تنم عن تقدير الأمهات، وكذلك نساء العائلة، وتخلق نوعاً من علاقة الصداقة والاحترام، وتضفي حميمية وارتباطاً أكبر بين أفراد العائلة.

أما للرجال فيفضل تجنب قول «لو سمحت أخويه»، أو مناداتهم بأسمائهم، أو بقول «من فضلك» لمن هم أكبر سناً بما يقارب 10 أعوام، إذ ينص «السنع» على مناداتهم بـ«عمي» أو «خالي»، لما في ذلك من احترام لهم ولسنهم، كما يظهر ذلك عند السلام على من هم أكبر سناً في الزيارات والمجالس، فمن «السنع» تقبيلهم على رؤوسهم احتراماً لهم.

ويعزز المجتمع الإماراتي صفة الاحترام لدى الأطفال منذ الصغر، من خلال تربيتهم على عدم رفع الصوت أو مجادلة من هم أكبر سناً، وإن كانوا مخطئين، بل على الصغير أن يصمت وينتظر حتى تهدأ الأمور، ثم يوصل وجهة نظره بهدوء في وقت لاحق، وذلك احتراماً وتقديراً لمن هم أكبر سناً، فليس من «السنع» أن يقوم الابن بمجادلة إخوته الأكبر سناً ووالديه، ولو كان هو على صواب، وذلك احتراماً لهم. ويتم تعزيز مبدأ احترام الكبير لدى الأطفال منذ الصغر من خلال التركيز على أخلاق الأفراد داخل البيت، فعلى سبيل المثال عند حصول خلاف بين الإخوة، كثيراً ما يكون الرد أولاً على الصغير بقول «احترم أخوك أكبر عنك»، بينما تتم توصية الأخ الكبير بأخيه الأصغر بـ«هلّه هلّه في أخوك أصغر عنك».

• في المجتمع الإماراتي، هناك تصرفات كثيرة تبرز فيها مظاهر الاحترام للكبير والوالدين.

• يعزز المجتمع الإماراتي الاحترام لدى الأطفال من خلال تربيتهم على عدم رفع الصوت أو مجادلة من هم أكبر سناً.

تويتر