المعرض الفني الأكبر في المنطقة يكشف ملامح من دورته المقبلة

«آرت دبي».. الدورة 17 «استدامة الفن» تتجاوز الحدود والجغرافيا

صورة

أكثر من 100 صالة تشارك في النسخة 17 من معرض «آرت دبي»، التي ستنطلق في الأول من مارس وتستمر حتى الثالث من الشهر نفسه في العام المقبل، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وتتوزّع المشاركات في المعرض بين أقسامه المتنوعة ومنها الفن المعاصر وقسم الفن الحديث، إضافة إلى قسم «ديجتال آرت»، مع الإشارة إلى سعي هذه الدورة لتوسيع تعريفات «الجنوب العالمي» والاستدامة بما يتجاوز الحدود الجغرافية والاقتصادية التقليدية.

منصة فكرية

وقالت المديرة الإقليمية لـ«آرت دبي» هالة خياط، لـ«الإمارات اليوم»: «يوجد أكثر من 100 صالة في هذه الدورة، وتصل نسبة الصالات التي تعاود مشاركتها في المعرض إلى 90% ومن بينها صالات حرصت على تواجدها في المعرض منذ انطلاقته، وبالتالي هناك مجموعة من الأعمال الإماراتية في العديد من الصالات ولاسيما المحلية، كما أن أكثر من صالة محلية تشارك في قسم ديجتال آرت، وهي ستعرض أعمال فنانين إماراتيين».

وأضافت خياط: «أسعدني تركيز قسم الفن الحديث في هذه الدورة على الفنانين الذين درسوا في الاتحاد السوفييتي، ومن بينهم الفنان عبدالمنان شما من سورية، وفاطمة الحاج، فالصالات تحضر أعمال هؤلاء الفنانين وتتعامل مع عائلاتهم، وهذا يبرز التنوّع الجغرافي للفنانين وأين درسوا».

واعتبرت خياط أن ما يميز «آرت دبي»، هو الجماهيرية، بدءاً من المدارس ووصولاً إلى كبار الفنانين، وهذا يرتبط بأكثر من عامل، أولاً الجانب التعليمي الذي يتبناه المعرض، وثانياً طبيعة دبي المختلفة، الأمر الذي حول «آرت دبي» إلى منصة فكرية.

الفن المستدام

وحول الفن المستدام الذي شكّل حضوراً واسعاً في النسخة الماضية، نوهت خياط بأنه بالطبع سيكون حاضراً في هذه النسخة، خصوصاً أن إفريقيا ستحضر بقوة في المعرض، وهذه الدول دائماً ما يعمل الفنانون فيها بمواد ترتبط بالأشياء التي يعيدون توظيفها، وهذا يدخل في مجال الاستدامة، مشيرة إلى وجود أعمال فكرية تطرح قضايا بيئية مهمة ومنها التصحر وارتفاع الحرارة. واعتبرت خياط أن الفنان هو مرآة الحياة الحقيقية، وبالتالي فإن الفنانين المعاصرين لابد أن تحمل أعمالهم هذه الاهتمامات، فالمعرض يعتبر مرآة لما يحدث في العالم.

هوية المدينة

وتحدث المدير الفني في «آرت دبي» بابلو ديل فال، عن هذه النسخة، قائلاً: «عملنا خلال السنوات الثماني الأخيرة في التركيز على المشاريع التي تعكس هوية المدينة وجوهرها، فمن المهم أن يقدم المعرض الفنون التي تنتمي إلى بلدان قد تحمل تشابهاً مع دبي، وهذا الهدف جعلنا نركز على الجنوب العالمي على نحو أكبر، حيث ستكون الأعمال التي تعكس هذه البقعة بارزة وواضحة».

ونوه ديل فال بأن المعرض تمكّن وعلى مدى ما يقارب العقدين من أن يصبح المنصة الفنية الرئيسة لصالات العرض من المراكز الفنية غير الغربية، وفي ما يتعلق بالحجم لم يعد بإمكان المعرض النمو والتوسّع على نحو أكبر لأن المساحة التي يمتلكها محددة، ولكن نموه يأتي من حيث النوعية وليس الكمية.

وحول هوية دبي الفنية، قال ديل فال: «تحمل دبي هوية خاصة، إذ إن لكل شخص يعيش هنا هويته التي يحملها من بلده ويعتد بها، وفي الوقت نفسه ينصهر في هذا المجتمع، فهي تحمل السحر الخاص بهذا الدمج، وهذا ينعكس بشكل كبير على الفنانين الشباب في الدولة».

تاريخ الفنانين

ولفتت القيمة على الفن الحديث كريستيانا بونين إلى أن هذا القسم ركز على الفنانين الذين درسوا في الاتحاد السوفييتي، وبالتالي هذا تطلب العودة إلى تاريخ الفنانين الذين سيتم عرض أعمالهم في القسم، موضحة أن القسم يضم ما يقارب تسع صالات فنية، و18 فناناً. وأشارت إلى تنوّع جنسيات الفنانين، بين الشرق الأوسط والغرب، فهناك فنانون من سريلانكا وأوغندا وسورية والعراق والسعودية، موضحة أن المعايير التي تحكم اختيار الصالات والأعمال، لابد أن تنطلق من الثيمة الخاصة بأقسام المعرض، وأن تعبر عن الجانب التقني المتطور للفنان، وكذلك أن تكون الأعمال مناسبة لجمهور دبي.

«مساحة القلب»

يقدّم «آرت دبي» مع شريك المعرض الرئيس جوليوس باير، العمل الفني التركيبي الرقمي، في تكلفه فنية حديثة للفنانة الكندية والكورية كريستا كيم. وسيتمكن الضيوف من خوض تجربة غامرة مع العمل الفني «مساحة القلب»، إذ يتيح لهم التواصل عبر لغة نبضات القلب، وسيتم رسم إيقاع القلب الفريد لكل زائر بشكل مباشر، عبر لوحة «LED» ديناميكية. ويهدف العمل إلى طرح مفهوم «الوحدة» حيث يجتمع المشاركون لخلق نسيج اجتماعي، في استفادة واضحة من قوة الفن والتكنولوجيا.

وعلقت المديرة التنفيذية في «آرت دبي»، بينيديتا غيون، على هذا العمل بالقول: «نزدهر من خلال التعاون ونعتز بالعمل مع شركاء مثل جوليوس باير، الذين يشتركون معنا في رؤيتنا طويلة الأمد لوضع أسس قوية للمستقبل، ومن دونهم لن تكون هذه البرامج ممكنة ببساطة».

ولفتت إلى أن العمل يقدم رواية مختلفة، بدءاً من الإضاءة على أن البشر متشابهون، وصولاً إلى الجانب العاطفي الذي يحمله، وهي رسائل مهمة في هذه الآونة، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا في الفن. بينما أكدت الفنانة كريستا كيم أن العمل يعمل وفق رؤية تقوم على تضخيم قدرات الذكاء الاصطناعي لإعادة تصليح ما كسرته خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي.

تويتر