أوركسترا «تياترو ألا سكالا» تقدم أجمل المقطوعات الموسيقية الإيطالية

«دبي أوبرا».. روائع المقطوعات الموسيقية احتفاءً بالبيئة و«كوب 28»

صورة

ليلة محمّلة بروائع المقطوعات الأوبرالية الإيطالية قدمتها «أوركسترا تياترو ألا سكالا»، أمس، على خشبة «دبي أوبرا»، في الحفل الذي حمل عنوان «حفل من أجل الغد»، والذي يحتفي بالتعاون الثقافي بين الإمارات وإيطاليا.

تميز الحفل بوجود صوتين مميزين وهما: عايدة جافولينا وفيتوريو جريجلو، اللذان صدحا بأعذب الأغنيات في أجواء غلب عليها الطابع الكلاسيكي، فيما عزفت الأوركسترا بقيادة ميشيل جامبا.

قدرة «الأوبرا»

وعن تنظيم هذا الحفل، تحدث رئيس «دبي أوبرا»، باولو بتروسيلي، لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «إنه الحفل الأول لهذه الأوركسترا في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يعني أنه ليس مجرد حفل اعتيادي لـ(دبي أوبرا)، بل أنه يدل على قدرة (الأوبرا) على التعبير عن نفسها وعلى مستوى فني عالٍ».

وأضاف: «كنا نخطط لتنظيم حدث فني ضخم للاحتفاء بالفن الإيطالي والتعاون الثقافي بين الإمارات وإيطاليا، ولكن بعد التواصل مع العديد من الجهات والمؤسسات في إيطاليا، وجدنا أن هناك إمكانية لاستضافة هذه الأوركسترا خلال (كوب 28)، وكانت بالطبع أفضل فرصة لاستضافتها لأن نقدم حفلاً مميزاً». واعتبر بتروسيلي أن «الأوبرا» تلعب دوراً مهماً في مجال التوعية بقضايا البيئة والتغيّر المناخي، موضحاً أن «(الأوبرا) تعمل في كل حفل على جمع الجمهور، وهذا بحد ذاته يمكنها من مخاطبة الجمهور عبر الموسيقى، وتقديم العديد من الرسائل الإيجابية، مع الإشارة إلى أن عنوان العرض أتى معبّراً عن هذا الدور بامتياز».

ولفت بتروسيلي إلى أن الحفل يحمل رسالة مميزة لجهة البيئة ودعم الجهود، التي تقدم خلال المؤتمر المنعقد، والتي تهدف لحماية الكوكب ومستقبل وغدٍ أفضل، موضحاً أن «الحفل تميز أيضاً بوجود المغنيين المتميزين اللذين يعتبران من أشهر المغنين الأوبراليين في هذا العصر، فضلاً عن برنامج العزف المتميز المقدم».

امتياز فني

وأشار إلى أن المعايير التي تحكم اختيارات «دبي أوبرا» لأي عرض يقدم على خشبتها، ترتبط بالامتياز الفني، فالدور الذي تلعبه «الأوبرا» يتمثل في تقديم الإلهام لمجتمع دبي كاملاً، ومن المهم أن يتم الاحتفاء بجميع ثقافات العالم، فهي المنصّة المثالية للاحتفال بثقافات العالم. واعتبر أن ما يميز «دبي أوبرا» هو التنوّع في البرامج التي تقدمها، وهذا لا يحدث في العديد من دور الأوبرا العالمية، إذ يتم الاعتماد على التنويع في العروض المسرحية التي تقدم، ومن الممكن للجمهور في دبي الانتقال من البرازيل إلى إيطاليا أو حتى إلى العالم العربي من أسبوع لآخر، وهذا التنوّع الكبير في الجنسيات يمنح «دبي أوبرا» الفرادة والتميز. وأكد بتروسيلي أن «الأوبرا» تعمل على تقديم العروض التي تحمل كثيراً من التكنولوجيا، ولكن في المقابل تقدم العروض التي تحمل مفهوم الأصالة، وهذا حقاً يفصل الحضور عن العالم الخارجي، ويشجع الشباب على الاندماج في هذا النوع من الفنون.

لغة عالمية

قال مدير مؤسسة «تياترو ألا سكالا»، دومينيك ماير: «هذا الحفل الأول لنا على خشبة (دبي أوبرا)، وقد عملنا جاهدين على أن نقدم أفضل ما لدى (أوركسترا ألا سكالا)، التي تتمتع بنشاط سيمفوني ممتاز، فهي تحمل صفة أوركسترا الأوبرا الأكثر تميزاً، وتعود جذور هذا التقليد إلى إيطاليا، ولكنه حظي بالمعجبين في جميع أنحاء العالم، حتى أنها باتت من ضمن الوسائل الرئيسة في نشر اللغة الإيطالية عالمياً».

ولفت ماير إلى أن هذا الحفل كان بقيادة ميشيل جامبا، وهو أحد ألمع قادة الفرق الموسيقية الإيطالية، وقد أجرى العديد من الأوبرا، بما في ذلك ريجوليتو التي أخرجها ماريو مارتون، أما عايدة جافولينا فتميزت وتألقت بصوتها السوبرانو المميز والرائع، فيما كان فيتوريو جريجلو متميزاً ليس لكونه أكثر أصوات التينور دفئاً في العصر الحالي، بل لما يتمتع به من كريزما جعلته محبوباً من قِبل جمهور كبير. وأشار إلى أن المقطوعات التي اختيرت في هذا الحفل، تنتمي إلى أشهر أعمال الأوبرا الإيطالية، وهي قادرة على غزو حتى الجمهور الذي يقترب من هذا النوع من الفنون لأول مرة.

وحول التزامن بين العمل و«كوب 28»، أكد ماير أن الموسيقى لغة عالمية قادرة على نقل أهم الرسائل بطريقة مباشرة وجذابة، ولكن يجب أن يتمتع المقدم للرسالة بالصدقية، منوّها بقيامهم بتطوير مشروع ترشيد الاستهلاك، الذي سمح بتوفير ما يقرب من نصف الاستهلاك من الطاقة، لافتاً إلى أن ما يميز «دبي أوبرا» أنها لا تجسد مكاناً يقدم الموسيقى فحسب، بل أنها نقطة التقاء لجميع الثقافات.

تويتر